من الفروق في اللغة الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، أما بعد ، فهذه بعض الكلمات التي يعتقد كثير من الناس اشتراكها في نفس المعنى وهذا غير صحيح ، اذ أن لكلٍ منها معنى يقوم بذاته وربما أقترب من معنى الآخر في دلالته في بعض الصور ، فإليكم بعض هذه الفروق . 1 الفرق بين العلامة والأثر ، أن أثر الشي يكون بعده ، وعلامته تكون قبله ، تقول : الغيوم والرياح علامات المطر ، ومدافع السيول آثار المطر . 2 الفرق بين المعروفِ والمشهورِ ،أن المشهورَ هو المعروفُ عند الجماعة الكثيرة ،والمعروف معروفٌ وإن عرفَه واحد يقال ُ : هذا معروفٌ عند زيدٍ ، ولا يقالُ : هذا مشهورٌ عند زيد ، ولكن مشهورٌ عند القومِ . 3 الفرق بين الهبةِ والهديةِ ، أن الهدية ما يتقربُ به المهدي من المهدى إليه ، وليست كذلك الهبة ، ولهذا لا يجوز أن يقالَ : إن الله يهدي الى العبد ، كما يقال إنه يهبُ له ، قال تعالى : { فهب لي من لدنك وليا } . وتقول : أهدى المرءوسُ الى الرئيس ، و : وهب الرئيسُ للمرءوس . 4 الفرق بين الحزنِ والكآبةِ ، أن الكآبة أثر الحزن البادي على الوجه ، لأن الحزن لا يرى ودلالته تكون على الوجه ، وتلك الدلالات تسمى كآبه ، قال النابغة : إذا حل بالأرض البرية أصبحت كئيبة َ وجهٍ غبها غير طائل ِ 5 الفرق بين الجسدِ والبدنِ، أن البدن هو ماعلا من جسد الإنسان ، وجسم الإنسان كله جسدٌ . 6 الفرق بين السخاء والجود ، أن السخاء هو أن يلين الانسان عند السؤال ويسهل للطالب ، والجود كثرة العطاء من غير سؤال . 7 الفرق بين الخوف والرهبة ، أن الرهبة طول الخوف واستمراره ، ومن ثم قيل للراهب راهبٌ لأنه يديم الخوف ، والخوف هو ما يتعلق بمكروه ، أي توقع الضررالمشكوك في وقوعه . 8 الفرق بين الخجل والحياء ، أن الخجل معنى ً يظهر في الوجه ، لذهاب حجةٍ أو ظهورٍ على ريبة وما أشبه ذلك ، فهو شيء تتغير به الهيئة ، أما الحياء فهو الإرتداع عن فعل الشيء بقوة الحياء ،ولهذا يقال : فلان يستحي أن يفعل كذا ، فالخجل مما كان ، والحياء مما يكون . 9 الفرق بين النصيب والحظ ، أن النصيب يكون في المحبوب والمكروه ، يقال ُ : وفاه اللهُ نصيبه من النعيم أو العذاب ، ولا يقال حظه من العذاب ، لأن أصل الحظ في اللغة هو مايحظه اللهُ تعالى للعبد من الخير ، والنصيب ما نَصَبَ له ليناله سواء محبوبا او مكروها . 10 الفرق بين العز والشرف ، أن العز يتضمن معنى الغلبة والإمتناع ، قال تعالى : { وعزني في الخطاب } أي غلبني ، والشرف إنما هو في الأصل شرف المكان ومنه قولهم أشرف فلان على الشيء ،اذا صار فوقه ومنه قيل شرفة القصر ، ثم استعمل في كرم النسب فقيل للقرشي شريف . 11 الفرق بين القوة والمتانة ، أن المتانة صلابةٌ في ارتفاع ، والمتن من الأرض هو الصلب المرتفع ، والجمع مِتانٌ ، ومنه سمي عَقِبُ الظهرِ متناً ، والقوة من قبيل القدرة على الشيء . 12 الفرق بين العام والسنة ، أن السنة تطلق على سنة الجدب الغير ممطرة ، والعام يطلق لأيام الخصب ، و يتبين هذا لمن تدبر سورة يوسف . 13 الفرق بين الرجوع والإياب والإنابة ، أن الرجوع يكون لمنتهى المقصد ولغيره ، والإياب لا يكون الا لمنتهى المقصد ، وأما الإنابة فهي الرجوع الى الطاعة ، فلا يقال لمن رجع الى المعصية انه اناب ، والمنيب اسم مدحٍ كالتقي والمؤمن .