ادم 81
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 58124 تاريخ التسجيل : 07/05/2014 الموقع : المنصورة العمل/الترفيه : على الله المزاج : ألا بذكر الله تطمئن القلوب
| موضوع: الله يقسم في القرآن لم ؟ الثلاثاء 19 أبريل 2016 - 23:07 | |
| [b]
افتتح القرآن الكريم كثيرا من السور القرآنية بالقسم ، وأورد أقساما في ثنايا عدد غير قليل منها ، وأسلوب القسم في اللغة العربية من المؤكدات المشهورة ، التي تمكن الشيئ في النفس وتقويه ، وقد نزل القرآن الكريم للناس كافة ، ووقف الناس منه مواقف متباينة ، فمنهم الشاك ، ومنهم المنكر ، ومنهم الخصم الألد ، فجاء القسم في كتاب الله ، لإزالة الشكوك ، وإحباط الشبهات ، وإقامة الحجة ، وتوكيد الأخبار ، لتطمئن نفس المخاطب إلى الخبر ، لا سيما في الأمور العظيمة التي أقسم عليها . لقد أقسم الله بمخلوقاته مع نهيه عن القسم بغيره ، للأشارة إلى أن هذه المخلوقات ، ما هي إلا آيات يستنير بها أولوا الألباب في مناهج الاستدلال على وجود الصانع الحكيم ، ولتصحيح العقائد الباطلة ، فالقسم بالنجم إذا هوى وأمثال ذلك ، فيه رد على من اعتقدوا ألوهية الكواكب ، وللفت الأنظار إلى الكون وما يحويه من حقائق وأسرار ، ونظام بديع محكم ، ولتقرير أن الكتاب الذي جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزل من عند الله ، وأن الله تكفل بحفظه من التبديل ، والتحريف ، والنقص ، والزيادة ، وأنه كتاب هداية ، ينير البصائر والأبصار ، لتهتدي إلى أقوم طريق .
[/b] المقْسَم به : - ولمجيئه في القرآن الكريم أغراض : الأول : - أنه قد يكون شيئاً علوياً بعيداً عنا يثير الرهبة والعظمة والجلال ، ويدعونا ذكره والقسم به ، إلى أن يثيرلدينا الفضول العلمي ، وحب الاستطلاع ، فأخذ في توجيه أنظارنا إليه بالبحث والدرس والتحليل ، ومحاولة تسخيره لمنافعنا ، وذلك كالسماء، وما فيها من شمس ، وقمر ، ونجوم ، ومظاهر كونية كثيرة ، فالقسم بهذه الكائنات العلوية ، يدفع الناس إلى البحث والتنقيب ، ونصوص القرآن الدالة على النظر والبحث كثيرة ، منها قوله تعالى : - (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض ) وقوله تعالى : (أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض ، وما خلق الله من شيء ) . وقد أثبت الواقع أنه كلما تعمق الباحثون في دراسة هذه الظواهر التي أقسم الله بها ، وجدوا فيها من العظمة والجلال ، والقدرة الإلهية ، ما تخر له النفوس ساجدة خاشعة ، قائلة : (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) الثاني : - إن المقسم به قد يكون شيئا أرضيا مما يحيط بالإنسان ويتعايش به ومعه ، ويقسم الله تعالى به لما فيه من منافع وفوائد ، كالتين ، والزيتون ، والبحر المسجور ، والأرض وما طحاها الثالث : -أن يكون المقسم به شيئا ذاتيا للإنسان ، وذلك كالنفس البشرية التي أقسم الله تعالى بها في قوله : (ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها ) ، وقوله تعالى : (ولا أقسم بالنفس اللوامة ) . ولا شك أن القسم بهذه الأشياء يفتح للباحثين مجالا كبيرا في المباحث الفكرية ، والنفسية ، والاجتماعية ... والله أسأل لكم حصول النفع والفائدة والسداد والتوفيق ... |
|