كرم الله عز وجل علي عباده

الله تعالى يُعطي عطاء عظيماً يليق باسميه العظيمين الجليلين:” الكريم، والغني “؛ الكريم الذي يعطي بغير حساب، ولا توقف، ولا مقابلة، وبما يليق بغناه، وعظمة ملكه .. فيجازي على الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضِعفٍ .. وعلى السيئة بمثلها لا غير، كما قال تعالى:[ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ]الأنعام: 160.
وفي الحديث، فقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” مَن همَّ بحسَنةٍ فلم يعمَلْها، كُتِبَت لَهُ حسَنةً، ومَن همَّ بحسَنةٍ فعمِلَها، كُتِبَت لَهُ عَشراً إلى سَبعِمائةِ ضِعفٍ، ومَن همَّ بسيِّئةٍ فلم يَعمَلْها، لم تُكْتب، وإن عمِلَها كُتِبَت ” مسلم. أي كتبت له سيئة واحدة. الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضِعفٍ كحدٍّ أدنى .. والله تعالى يُضاعف لمن يشاء، إذا شاء، إلى أن يُجازي سبحانه على الحسنة بمليون حسنة، وأكثر، كما قال تعالى:[ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ]النساء: 40. بعد المضاعفة في الأجر، يُؤْتِ زيادة [ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ]، كم هذا الأجر العظيم .. لا يعلم قدْره إلا الله تعالى! قال أبو هريرة رضي الله عنه: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُعْطي على الحسنةِ ألفَي ألفِ حسنةٍ ثمَّ تلا [ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ] فقال: إذا قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ [ أَجْرًا عَظِيمًا ] فمَن يقدُرُ قَدْرَه. مجمع الزوائد:10/148. ونحوه في السلسلة الصحيحة:7/389. وقال صلى الله عليه وسلم:” مَن دخل السُّوقَ فقال: لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمدُ، يُحْيِي ويُمِيتُ، وهو حيٌّ لا يموتُ، بيدِه الخيرُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، كتبَ اللهُ له ألفَ ألفِ حسنةٍ، ومحا عنه ألفَ ألفِ سيئةٍ، ورَفَع له ألفَ ألفِ درجةٍ، وبَنَى له بيتًا في الجنّةِ ” صحيح الجامع:6231. قد أنصفتنا يا رب … قد أنصفتنا … لا حجة لنا … فلك الحمد، والشكر.