ولا تقل لهما أُف !!!

يقول المولى عزّ وجل :
( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ
إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل
لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا )
ما معنى أف ؟
هي كلمة تعني التضجُّر و الكراهيّة و التبرّم
السؤال : هل الكلمة مقصودة لذاتها ؟
الإجابة بالطبع لا !! .. المقصود هو كل كلمة أو
فعل ينم عن التضجر والتبرم وما جاء ذكرها إلا
لتبين لنا مدى النهي الرباني .. حتى هذه الكلمة
ذات الحرفين تخرج من فم الإنسان فقد نهى
المولى عزّ وجل عنها !!
وكل صوت مشابه .. أو فعل ( تشويح أو تلويح
باليدين) .. أو كما يفعل بعض الأبناء من حركات
بالأرجل ضرباً على الأرض ليبينوا عدم تقبلهم
لأمر أو طلب من الوالدين .. فهو منهي عنه ،،
وقد يوقع الإنسان في إثم عظيم ..
أحذروا يا أحباب .. من أن يقودكم غضبكم أو ردة
فعلكم تجاه الوالدين ، إلى غضب الرحمن ..
مهما يحدث منهما .. وكيف ما كانت أوامرهما أو
طلباتهما مزعجة ، ولم تنال القبول عندكم ، عليكم
أن لا تقعوا في المحظور !!
رضاء الله .. في رضاء الوالدين ، أرضهما ..
بطاعتك لهما ، حتى وإن كانت طاعتهما عكس ما
تهوى وتشتهي ..
واليحذر الشباب ، الذين يهتمون اهتمام كبير
بصورتهم أمام أقرانهم ، ومخافة أن يستحقرونهم
.. لأنهم رضخوا لأوامر والديهم ، من أن تزل
أقداهم ويقودهم عصيانهم إلى ما يسبب لهم تعاسة
في دنياهم وآخرتهم ..
نصيحة ..
أطع والديك ولا تتذمر ولا تتضجر ، وإن
كان ما تزمع القيام به ذو أهمية وضرورة لا
يعلمان أبعادها ، أطعهما ولو إلى حين .. حتى
تشرح لهما أو توسط من يرضيان ،، حتى تنال
رضاهما .. فكل فعل وإن كان في طاعة الرحمن لا
يقع برضاهما يكون ناقصا ..
نصيحة أخرى ..
لمن يرعى أم طاعنة في سن ، أو
والد شيخ كبير تقدما في العمر إلى مرحلة
الإزعاج ، أن أصبر عليهما ولا تتأفف أو تتضجر
من تصرفاتهما أو كلماتهما .. حتى لا يضيع ثواب
ما تبذله من جهد لرعايتهما ،، ولا تقل أنني لم
أقصد ذلك ، أو لم أعنيه ، فأنك بمجرد قولك أو
فعلك .. تؤذي مشاعرهما ، وأذى مشاعر وقعه
أشد ، لا تنسى كم تحملا .. في تربيتك ، وكم فزعا
ليلا لمجرد سماعك تبكي .. هذه القلوب التي
أفزعتها صغيرا .. لا تؤلمها وأنت كبير !!!