قال تعالى : ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ) : : {يوم تبلى السرائر} أي تختبر السرائر ، وهي القلوب ، فإن الحساب يوم القيامة على ما في القلوب ، والحساب في الدنيا على ما في الجوارح ولهذا يجب علينا العناية بعمل القلب أكثر من العناية بعمل الجوارح ، عمل الجوارح علامة ظاهرة ، لكن عمل القلب هو الذي عليه المدار.... قال تعالى :" يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " ، ففي الدنيا تنكتم كثير من الأمور ولا تظهر عيانا للناس ، وأما في القيامة ، فيظهر برُّ الأبرار وفجور الفجّار ، وتصير الأمور علانية . قال الإمام ابن القيِّم–رحمه الله- في «التبيان في أقسام القرآن»-مفسِّراً-: * فمَن كانت سريرتُه صالحةً: كان عمله صالحاً، فتبدو سريرتُه على وجهه: نوراً وإشراقاً وحياءً. *ومَن كانت سريرتُه فاسدةً :كان عملُه تابعاً لسريرته؛ لا اعتبارَ بصورته، فتبدو سريرتُه على وجهه: سَواداً، وظُلمةً، وشَيْناً. وإنْ كان الذي يبدو عليه في الدنيا إنّما هو عملُه- لا سريرتُه-؛ فيومَ القيامة تبدو عليه سريرتُه، ويكونُ الحكم والظهور لها».