اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138733 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: البُعْد الثَالث ... الجمعة 11 مارس 2016 - 6:34
الاقتراب يجعلك ترى الصورة بوضوح و لكن أن توضع بداخل المشهد سترى ( التفاصيل ) .. حتى تتمكن من الدخول فى عمق الأحداث إما ان تحتاج نظارة ثلاثية الأبعاداما الخوض فى تجربة عنيفة مع الزمن المشكلة تتبلور فى الذروة !! عندما نصل للقمة ... فى كل شئ .. سيكون مدى العين اللاحدود فتأتى الصدمة ثم النزول مجددا فى القاع ففى قمة السعادة ... حدودك نهايتها السماء ... فيالها من وعودٌ منعمة و يالها من أحلآم و أمانى و شغف متعته اجمل من متعة الفرحة نفسها و فى قمة الغضب ... أنت و النار سواء ... ستأكل ما فى طريقك و ها بالندم و بالقسوة و نكران الجميل و سواد العالم فى عينيك و فى قمة التجلىّ مع النفس ... ستتوب و تستغفر ثم تقسم انك لن تعود الى ما يرهق النفس بالذنوب و فى قمة الشهوة ... لا ترى نفسك اللوامة ولا تستطيع أن تكبح ما أنت فيه فأين البعد الثالث فى نفس لحظات القمة ان رمينا طرف العين بعيداً على الجهة الأخرى سنتمهل قليلاً ستغلب الطبائع و الفطرة السليمة .. سيغلب الواقع الذى نستطيع ان نعيشه مشكلتنا هى الرؤية فى زاوية الوقت المحدود ( الوقتية ) لذا كثير ما يقال " ما أجمل البدايات " لأننا عشناها بمنتهى الشغف و احساس فى وقته كان اجمل ما يقال عنه انه حلم رغم اننا يمكننا استكماله و قراءة الحياة كاملة حتى تصبح كأول شعور الحديد بعد ان يبرد لا يمكن أن يتشكل كذلك القلب عندما يكون فى الحدث نفسه يظل مشتعلاً لكن حين يهدأ ... يرى الحقيقة الهاربة .... او بمعنى أدق الحقيقة التى كان يهرب منها نحتاج الى البعد الثالث فى النظر التحدى مواجهة نفسك انك على خطأ فضيلة مُثلى قليل ما توجد لكن تحدّى نفسك انك ستتغير و تصلح من نفسك و تعدل عن طريقك فالاعتراف بالخطأ و مواجهة الحقيقة ليست الهدف فلا وقوف عند هذه الخطوة التأنى فلا وعود اثناء انبهارك و سعادتك العارمة التى تزين الكون بألوان الجمال ولا انهيار فى وقت الحزن .. و لا عتاب وقت الغض الحياة مثل كفتي الميزان ... كآفة بيضاء و كآفة سوداء و تتوالى الأحوال فلن نقف عند القمة فمن اساء لك يوماً من المؤكد انه أحسن اليك ذات يوم فلا تنسى له معروفاً و ليس الحزن هو من يجعلك تأخذ قراراتك ... لكنه فى طريقك حتى تتعلم السلام الداخلى سيظل بداخلك سلام و نور و خير طالما لم تصل الى مرحلة اقتراف الذنب و عدم تأنيب الضمير بل التبرير لهذا الذنب قبل هذا فإنك مازالت انســـــــــــان تخطئ .. و تصيب .. و لك فرصة العودة الى الطريق المستقيم .. مازال معك ممحاة تمحى بها ذنوبك و تكفر بها عن اخطاءك الدينية و الدنيوية انسى شعور انك اخطأت مرة ففقدت انسانيتك و فطرتك النقية بداخلنا شهوة فى حب الدنيا وملذاتها و غيرها الكثير من الشهوات التى زرعها الله فى نزعتنا الطبيعية و جهادها هى اكبر وسيلة لشعورك انك على قيد الطُهر و النقاء نحتاج لحظة لنيقظ فيها أرواحنا لتخلو الى الحقيقة ولا تهرب منها لحظة صراحة فى مواقف حياتنا لنراها بابعادها الثلاثة ودائما هناك فرصة للعودة