قال تعالى: " يرزق من يشاء بغير حساب "
العالم الغربى المادى لايعترف بهذه الآية لأنه يؤمن بالأسباب المادية فقط
وافضل رد أعجبنى على هؤلاء الماديين هو رد شيخنا الجليل محمد متولى
الشعراوى رحمه الله فقد رد قائلا:
هناك شئ أسمه طلاقة القدرة التى تكون فى الامور الخارقة التى لادخل للانسان
فيها وأعطى مثالا على ذلك بالبلاد التى ظهر فيها البترول والذى بدل حال
هذه البلاد الى حال افضل بكثير فى أمور حياتهم من ذى قبل
فلم يكن لهؤلاء الشعوب يد فى ظهور البترول بل ان المعدات التى استخرجت
هذا البترول معدات غربية وهذا مصداقا لقوله تعالى " يرزق من يشاء بغير
حساب "
ولكن أيها الأخوة والأخوات هل يعنى هذا أن لاأهمية بالأخذ بالأسباب؟
بالطبع لا.. لأن طلاقة القدرة كما ذكرنا تكون فى الامور الخارقة التى لادخل
للإنسان فيها
ولكن هناك أمور لابد أن يأخذ الانسان فيها بالأسباب لأن هذه الأمور تكون
فى نطاق قدرة الإنسان
ومن هذه الأمور حرفة الزراعة مثلا
فالفلاح لايلقى البذرة فى الارض ويتركها
بل إنه يحرث الارض ثم يبدر البذور ويرويها ويقاوم الآفات التى تهددها
وكل هذه الأمور هى أخذ بالاسباب
وهناك أمور تتلاقى فيها طلاقة القدرة مع الأسباب
فغزوة الخندق مثلا أخذ المسلمون فيها بالأسباب وحفروا الخندق حول المدينة
ليحموا انفسهم من بطش الكفار ولكن لم يكن هذا سببا كافيا لتحقيق الحماية
ولذلك تدخلت هنا طلاقة القدرة
فأرسل الله ريحا شديدة جعلت أبو سفيان زعيم المشركين يأمر جيش الكفار
بالعودة الى مكة
و بذلك نجد كيف أن الاخذ بالأسباب ممكن أن يتلاقى مع طلاقة القدرة
الموقع
موضوع: طلاقة القدرة والأسباب 
الخميس 18 فبراير 2016 - 2:00
