اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: رحيق آية الأحد 14 فبراير 2016 - 13:13
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
رحيق آية 104-الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا قوله: {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا يقول:هم الذين لم يكن عملهم الذي عملوه في حياتهم الدنيا على هدى واستقامة، بل كان على جور وضلالة، وذلك أنهم عملوا بغير ما أمرهم الله به بل على كفر منهم به،{وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}يقول:وهم يظنون أنهم بفعلهم ذلك لله مطيعون، وفيما ندب عباده إليه مجتهدون، وهذا من أدلة الدلائل على خطأ قول من زعم أنه لا يكفر بالله أحد إلا من حيث يقصد إلى الكفر بعد العلم بوحدانيته، وذلك أن الله تعالى ذكره أخبر عن هؤلاء الذين وصف صفتهم في هذه الآية، أن سعيهم الذي سعوا في الدنيا ذهب ضلالا، وقد كانوا يحسبون أنهم محسنون في صنعهم ذلك، وأخبر عنهم أنهم هم الذين كفروا بآيات ربهم. ولو كان القول كما قال الذي زعموا أنه لا يكفر بالله أحد إلا من حيث يعلم، لوجب أن يكون هؤلاء القوم في عملهم الذي أخبر أنه عنهم أنهم كانوا يحسبون فيه أنهم يحسنون صنعه، كانوا مثابين مأجورين عليها، ولكن القول بخلاف ما قالوا، فأخبر جل ثناؤه عنهم أنهم بالله كفرة، وأن أعمالهم حابطة.وعنى بقوله:{أنهم يحسنون صنعا}عملا، والصنع والصنعة والصنيع واحد، يقال: فرس صنيع بمعنى مصنوع. هذا والله اعلم
كاتب الموضوع
رسالة
العابد
عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011
موضوع: رد: رحيق آية الأحد 14 فبراير 2016 - 13:14
قال تعالي :- 45-واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين القول في تأويل قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة} قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه:{واستعينوا بالصبر} استعينوا على الوفاء بعهدي الذي عاهدتموني في كتابكم - من طاعتي واتباع أمري، وترك ما تهوونه من الرياسة وحب الدنيا إلى ما تكرهونه من التسليم لأمري، واتباع رسولي محمد - بالصبر عليه والصلاة.وقد قيل: إن معنى الصبر في هذا الموضع: الصوم، والصوم بعض معاني الصبر عندنا. بل تأويل ذلك عندنا: أن الله تعالى ذكره أمرهم بالصبر على ما كرهته نفوسهم من طاعة الله، وترك معاصيه. وأصل الصبر: منع النفس محابها وكفها عن هواها؛ ولذلك قيل للصابر على المصيبة: صابر، لكفه نفسه عن الجزع؛ وقيل لشهر رمضان: شهر الصبر، لصبر صائمه عن المطاعم والمشارب نهارا، وصبره إياهم عن ذلك: حبسه لهم، وكفه إياهم عنه، كما يصبر الرجل المسيء للقتل فتحبسه عليه حتى تقتله. ولذلك قيل: قتل فلان فلانا صبرا، يعني به حبسه عليه حتى قتله، فالمقتول مصبور، والقاتل صابر.وأما الصلاة فقد ذكرنا معناها فيما مضىفإن قال لنا قائل: قد علمنا معنى الأمر بالاستعانة بالصبر على الوفاء بالعهد والمحافظة على الطاعة، فما معنى الأمر بالاستعانة بالصلاة على طاعة الله، وترك معاصيه، والتعري عن الرياسة، وترك الدنيا؟ قيل: إن الصلاة فيها تلاوة كتاب الله، الداعية آياته إلى رفض الدنيا وهجر نعيمها، المسلية النفوس عن زينتها وغرورها، المذكرة الآخرة وما أعد الله فيها لأهلها. ففي الاعتبار بها المعونة لأهل طاعة الله على الجد فيها، كما روي عن نبينا أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة. 711 - حدثني بذلك إسماعيل بن موسى الفزاري، قال: حدثنا الحسين بن رتاق الهمداني، عن ابن جرير، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبيد بن أبي قدامة، عن عبد العزيز بن اليمان، عن حذيفة قال:"كان رسول الله ، إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة " .وحدثني سليمان بن عبد الجبار، قال: حدثنا خلف بن الوليد الأزدي، قال: حدثنا يحيى بن زكريا عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد الله الدؤلي، قال: قال عبد العزيز أخو حذيفة، قال حذيفة:"كان رسول الله إذا حزبه أمر صلى " . وكذلك روي عنه "أنه رأى أبا هريرة منبطحا على بطنه فقال له: " اشكنب درد "؟ قال: نعم، قال: " قم فصل فإن في الصلاة شفاء"فأمر الله جل ثناؤه الذين وصف أمرهم من أحبار بني إسرائيل أن يجعلوا مفزعهم في الوفاء بعهد الله الذي عاهدوه إلى الاستعانة بالصبر والصلاة كما أمر نبيه محمدا بذلك، فقال له: {فاصبر} يا محمد {على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى} [طه: 130] فأمره جل ثناؤه في نوائبه بالفزع إلى الصبر والصلاة. 712 - وقد حدثنا محمد بن العلاء ويعقوب بن إبراهيم قالا: حدثنا ابن علية، قال: حدثنا عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه: أن ابن عباس نعي إليه أخوه قثم وهو في سفر، فاسترجع ثم تنحى عن الطريق، فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}وأما أبو العالية فإنه كان يقول بما: 713 - حدثني به المثنى، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: {واستعينوا بالصبر والصلاة} قال يقول: استعينوا بالصبر والصلاة على مرضاة الله، واعلموا أنهما من طاعة الله.وقال ابن جريج بما: 714 - حدثنا به القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج في قوله: {واستعينوا بالصبر والصلاة} قال: إنهما معونتان على رحمة الله. 715 - وحدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: {واستعينوا بالصبر والصلاة} الآية، قال: قال المشركون: والله يا محمد إنك لتدعونا إلى أمر كبير، قال: إلى الصلاة والإيمان بالله..القول في تأويل قوله تعالى: {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: {وإنها} وإن الصلاة، فالهاء والألف في " وإنها " عائدتان على " الصلاة ". وقد قال بعضهم: إن قوله: {وإنها} بمعنى: إن إجابة محمد ، ولم يجر لذلك بلفظ الإجابة ذكر فتجعل الهاء والألف كناية عنه، وغير جائز ترك الظاهر المفهوم من الكلام إلى باطن لا دلالة على صحته. ويعني بقوله: {لكبيرة} لشديدة ثقيلة. كما: 716 - حدثني يحيى بن أبي طالب، قال: أخبرنا ابن يزيد، قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك، في قوله: {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} قال: إنها لثقيلة.ويعني بقوله: {إلا على الخاشعين} إلا على الخاضعين لطاعته، الخائفين سطواته، المصدقين بوعده ووعيده. كما: 717 - حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {إلا على الخاشعين} يعني المصدقين بما أنزل الله. 718 - وحدثني المثنى، قال: حدثنا آدم العسقلاني، قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية في قوله: {إلا على الخاشعين} قال: يعني الخائفين. 719 - وحدثني محمد بن جعفر، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا سفيان، عن جابر، عن مجاهد: {إلا على الخاشعين} قال: المؤمنين حقا.وحدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. 720 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: الخشوع: الخوف والخشية لله. وقرأ قول الله: {خاشعين من الذل} [الشورى: 45] قال: قد أذلهم الخوف الذي نزل بهم، وخشعوا له.وأصل " الخشوع": التواضع والتذلل والاستكانة، ومنه قول الشاعر:لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة والجبال الخشعيعني والجبال خشع متذللة لعظم المصيبة بفقده.فمعنى الآية: واستعينوا أيها الأحبار من أهل الكتاب بحبس أنفسكم على طاعة الله، وكفها عن معاصي الله، وبإقامة الصلاة المانعة من الفحشاء والمنكر، المقر به من مراضي الله، العظيمة إقامتها إلا على المتواضعين لله المستكينين لطاعته المتذللين من مخافته. هذا والله اعلم
العابد
عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011
موضوع: رد: رحيق آية الأحد 14 فبراير 2016 - 13:17
قال تعالي :- 101- (( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين )) القول في تأويل قوله تعالى:{ رب قد آتيني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولى في الدنيا والأخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين }يقول تعالى ذكره:قال يوسف بعد ما جمع الله له أبويه وإخوته، وبسط عليه من الدنيا ما بسط من الكرامة، ومكنه في الأرض، متشوقا إلى لقاء آبائه الصالحين:{ رب قد آتيتني من الملك }يعني:من ملك مصر،{ وعلمتني من تأويل الأحاديث }يعني من عبارة الرؤيا، تعديدا لنعم الله وشكرا له عليها.{ فاطر السموات والأرض }يقول:يا فاطر السموات والأرض، يا خالقها وبارئها،{ أنت وليي في الدنيا والآخرة }يقول:أنت وليي في دنياي على من عاداني وأرادني بسوء بنصرك، وتغذوني فيها بنعمتك، وتليني في الآخرة بفضلك ورحمتك.{ توفني مسلما }يقول:اقبضني إليك مسلما.{ وألحقني بالصالحين } يقول: وألحقني بصالح آبائي إبراهيم وإسحاق ومن قبلهم من أنبيائك ورسلك.وقيل:إنه لم يتمن أحد من الأنبياء الموت قبل يوسف. ذكر من قال ذلك: 15190 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي:{ رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث }... الآية، كان ابن عباس:يقول:أول نبي سأل الله الموت يوسف 15191 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس، قوله:{ رب قد آتيتني من الملك }... الآية، قال:اشتاق إلى لقاء ربه، وأحب أن يلحق به وبآبائه، فدعا الله أن يتوفاه ويلحقه بهم، ولم يسأل نبي قط الموت غير يوسف، فقال: { رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث }... الآية. قال ابن جريج:في بعض القرآن من الأنبياء من قال:توفني 15192 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:{ توفني مسلما وألحقني بالصالحين }لما جمع شمله، وأقر عينه، وهو يومئذ مغموس في نعيم الدنيا وملكها وغضارتها، فاشتاق إلى الصالحين قبله. وكان ابن عباس يقول:ما تمنى نبي قط الموت قبل يوسف- حدثني المثنى، قال:أخبرنا إسحاق، قال:أخبرنا عبد الله بن الزبير، عن سفيان، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، قال: لما جمع ليوسف شمله، وتكاملت عليه النعم سأل لقاء ربه فقال: { رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين } قال قتادة:ولم يتمن الموت أحد قط نبي ولا غيره إلا يوسف 15193 - حدثني المثنى، قال: ثنا هشام، قال: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثني غير واحد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: أن يوسف النبي لما جمع بينه وبين أبيه وإخوته، وهو يومئذ ملك مصر، اشتاق إلى الله وإلى آبائه الصالحين إبراهيم وإسحاق، قال:{ رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين } 15194 - حدثني المثنى، قال:أخبرنا إسحاق، قال: ثنا هشام، عن مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله:{ وعلمتني من تأويل الأحاديث }قال: العبارة 15195 - حدثت عن الحسين، قال:سمعت أبا معاذ، يقول:أخبرنا عبيد بن سليمان، قال:سمعت الضحاك يقول في قوله:{ توفني مسلما وألحقني بالصالحين } يقول:توفني على طاعتك، واغفر لي إذا توفيتني 15196 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: قال يوسف حين رأى ما رأى من كرامة الله وفضله عليه وعلى أهل بيته حين جمع الله له شمله، ورده على والده، وجمع بينه وبينه فيما هو فيه من الملك والبهجة:{ يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا } ... إلى قوله:{ إنه هو العليم الحكيم } ثم ارعوى يوسف، وذكر أن ما هو فيه من الدنيا بائد وذاهب، فقال:{ رب قد قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقنني بالصالحين } وذكر أن بني يعقوب الذين فعلوا بيوسف ما فعلوا، استغفر لهم أبوهم، فتاب الله عليهم وعفا عنهم وغفر لهم ذنبهم ذكر من قال ذلك: 15197 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن صالح المري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال: إن الله تبارك وتعالى بما جمع ليعقوب شمله، وأقر عينه، خلا ولده نجيا، فقال بعضهم لبعض:ألستم قد علمتم ما صنعتم وما لقي منكم الشيخ وما لقي منكم يوسف؟ قالوا:بلى. قال:فيغركم عفوهما عنكم، فكيف لكم بربكم؟ فاستقام أمرهم على أن أتوا الشيخ فجلسوا بين يديه، ويوسف إلى جنب أبيه قاعد، قالوا: يا أبانا أتيناك في أمر لم نأتك في أمر مثله قط ونزل بنا أمر لم ينزل بنا مثله ؛ حتى حركوه، والأنبياء أرحم البرية، فقال:مالكم يا بني؟ قالوا:ألست قد علمت ما كان منا إليك وما كان منا إلى أخينا يوسف؟ قال:بلى. قالوا:أفلستما قد عفوتما؟ قالا:بلى. قالوا:فإن عفوكما لا يغني عنا شيئا إن كان الله لم يعف عنا. قال:فما تريدون يا بني؟ قالوا:نريد أن تدعو الله لنا، فإذا جاءك الوحي من عند الله بأنه قد عفا عما صنعنا قرت أعيننا واطمأنت قلوبنا، وإلا فلا قرة عين في الدنيا لنا أبدا. قال:فقام الشيخ واستقبل القبلة، وقام يوسف خلف أبيه، وقاموا خلفهما أذلة خاشعين. قال:فدعا وأمن يوسف، فلم يجب فيهم عشرين سنة - قال صالح المري:يخيفهم - قال:حتى إذا كان رأس العشرين، نزل جبرئيل على يعقوب عليه السلام، فقال:إن الله تبارك وتعالى بعثني إليك أبشرك بأنه قد أجاب دعوتك في ولدك، وأنه قد عفا عما صنعوا، وأنه قد اعتقد مواثيقهم من بعدك على النبوة 15198 - حدثني المثنى، قال: ثنا الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوفي، قال: والله لو كان قتل يوسف مضى لأدخلهم الله النار كلهم، ولكن الله جل ثناؤه أمسك نفس يوسف ليبلغ فيه أمره ورحمة لهم. ثم يقول:والله ما قص، الله نبأهم يعيرهم بذلك إنهم لأنبياء من أهل الجنة، ولكن الله قص علينا نبأهم لئلا يقنط عبدهوذكر أن يعقوب توفي قبل يوسف، وأوصى إلى يوسف وأمره أن يدفنه عند قبر أبيه إسحاق. ذكر من قال ذلك: 15199 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي، قال: لما حضر الموت يعقوب، أوصى إلى يوسف أن يدفنه عند إبراهيم وإسحاق، فلما مات نفخ فيه المر وحمله إلى الشام، قال:فلما بلغوا إلى ذلك المكان أقبل عيص أخو يعقوب، فقال: غلبني على الدعوة، فوالله لا يغلبني على القبر ! فأبى أن يتركهم أن يدفنوه. فلما احتبسوا قال هشام بن دان بن يعقوب وكان هشام أصم لبعض إخوته:ما لجدي لا يدفن؟ قالوا:هذا عمك يمنعه. قال:أرونيه أين هو ! فلما رآه، رفع هشام يده فوجأ بها رأس العيص وجأة سقطت عيناه على فخذ يعقوب، فدفنا في قبر واحد هذا والله اعلم
العابد
عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011
موضوع: رد: رحيق آية الأحد 14 فبراير 2016 - 13:17
رحيق الايات قال تعالي (( -هاأنتم هـؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا )) القول في تأويل قوله تعالى:{ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا}يعني جل ثناؤه بقوله:{ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا}ها أنتم الذين جادلتم يا معشر من جادل عن بني أبيرق في الحياة الدنيا. والهاء والميم في قوله:{عنهم} من ذكر الخائنين.{فمن يجادل الله عنهم} يقول: فمن ذا يخاصم الله عنهم يوم القيامة: أي يوم يقوم الناس من قبورهم لمحشرهم، فيدافع عنهم ما الله فاعل بهم، ومعاقبهم به. وإنما يعني بذلك أنكم أيها المدافعون عن هؤلاء الخائنين أنفسهم، وإن دافعتم عنهم في عاجل الدنيا، فإنهم سيصيرون في آجل الآخرة إلى من لا يدافع عنهم عنده أحد فيما يحل بهم من أليم العذاب ونكال العقاب. وأما قوله:{أمن يكون عليهم وكيلا} فإنه يعني: ومن ذا الذي يكون على هؤلاء الخائنين وكيلا يوم القيامة: أي ومن يتوكل لهم في خصومة ربهم عنهم يوم القيامة.وقد بينا معنى الوكالة فيما مضى وأنها القيام بأمر من توكل له هذا والله لقول عظيم والله اعلم
العابد
عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011
موضوع: رد: رحيق آية الأحد 14 فبراير 2016 - 13:19
قال تعالي (( يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )) يقول تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة أنه قد أرسل رسوله محمدا بالهدى ودين الحق إلى جميع أهل الأرض عربهم وعجمهم أميهم وكتابيهم وأنه بعثه بالبينات والفرق بين الحق والباطل فقال« يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مماكنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير » أي يبين مابدلوه وحرفوه وأولوه وافتروا على الله فيه ويسكت عن كثير مما غيره ولا فائدة في بيانه وقد روى الحاكم في مستدركه « 4/395 » من حديث الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب قوله « يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب » فكان الرجم مما أخفوه ثم قال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ثم أخبر تعالى عن القرآن العظيم الذي أنزله على نبيه الكريم فقال « قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام »أي طريق النجاة والسلامة ومناهج الإستقامة « ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم »أي ينجيهم من المهالك ويوضح لهم أبين المسالك فيصرف عنهم المحذور ويحصل لهم أحب الأمور وينفي عنهم الضلالة ويرشدهم إلى أقوم حالة هذا والله اعلم
العابد
عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011
موضوع: رد: رحيق آية الأحد 14 فبراير 2016 - 13:25
قال تعالي (( -الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً )) مقدمة تفسير سورة الفرقان بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفرقان مكية وآياتها سبع-وسبعون يقول تعالى حامدا لنفسه الكريمة على ما نزله على رسوله الكريم من القرآن العظيم كما قال تعالي « الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات » الآية وقال ههنا « تبارك » هو تفاعل من البركة المستقرة الدائمة « الذي نزل القرقان » نزل فعل من التكرر والتكثر كقوله « والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل " لأن الكتب المتقدمة كانت تنزل جملة واحدة والقرآن نزل منجما مفرقا مفصلا آيات بعد آيات وأحكاما بعد أحكام وسورا بعد سور وهذا أشد وأبلغ اعتناء بمن أنزل عليه كما قال في أثناء هذه السورة « وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلنا ترتيلا ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا » ولهذا سماه ههنا الفرقان لأنه يفرق بين الحق والباطل والهدى والضلال والغي والرشاد والحلال والحرام وقوله « على عبده » هذه صفة مدح وثناء لأنه أضافه إلى عبوديته كما وصفه في أشرف أحواله وهي ليلة الإسراء فقال « سبحان الذي أسرى بعبده ليلا » وكما وصفه بذلك في مقام الدعوة إليه « وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا » وكذلك وصفه عند إنزالالكتاب عليه ونزول الملك إليه فقال « تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا » وقوله « ليكون للعالمين نذيرا » أي إنما خصه بهذا الكتاب المفصل العظيم المبين المحكم الذي « لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد » الذي جعله فرقانا عظيما ليخصه بالرسالة إلى من يستظل بالخضراء ويستقل على الغبراء كما قال بعثت إلى الأحمر والأسود « م521 » وقال إني أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي فذكر منهن أنه كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة « خ335 م521 » كما قال تعالى « قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا" الآية أي الذي أرسلني هو مالك السموات والأرض الذي يقول للشيء كن فيكون وهو الذي يحيي ويميت وهكذا قال ههنا « الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك » ونزه نفسه عن الولد وعن الشريك « خلق كل شئ فقدره تقديرا" أي كل شيء مما سواه مخلوق مربوب وهو خالق كل وربه ومليكه وإلهه وكل شيء تحت قهره وتدبيره وتسخيره هذا والله اعلم
العابد
عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011
موضوع: رد: رحيق آية الأحد 14 فبراير 2016 - 13:31
قال تعالي (( فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ)) مقدمة تفسير سورة الطارق بسم الله الرحمن الرحيم سورة الطارق وهي مكية قال عبد الله بن الإمام أحمد« 4/335 » حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن محمد قال عبد الله وسمعته أنا منه حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عبد الرحمن بن خالد بن جبل العدواني عن أبيه أنه أبصر رسول الله في مشرق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصى حين أتاهم يبتغي عندهم النصر فسمعته يقول والسماء والطارق حتى ختمها قال فوعيتها في الجاهلية وأنا مشرك ثم قرأتها في الإسلام قال فدعتني ثقيف فقالوا ماذا سمعت من هذا الرجل فقرأتها عليهم فقال من معهم من قريش نحن أعلم بصاحبنا لو كنا نعلم ما يكون حقا لا تبعناه وقال النسائي***********« كبرى11664 »***********حدثنا عمرو بن منصور حدثنا أبو نعيم عن مسعر عن محارب بن دثار عن جابر قال صلى معاذ المغرب فقرأ البقرة والنساء فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفتان أنت يا معاذ ما كان يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق والشمس وضحاها ونحوها-يقسم تبارك وتعالى بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة ولهذا قال تعالى***********« والسماء والطارق »***********ثم قال***********« وما أدراك ما الطارق »***********ثم فسره بقوله***********« النجم الثاقب »***********قال قتاده وغيره إنما سمي النجم طارقا لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار ويؤيده ما جاء في الحديث الصحيح***********« خ5244 م1928 »***********نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا أي يأتيهم فجأة بالليل وفي الحديث الآخر المشتمل على الدعاء إلا طارق يطرق بخير يا رحمن وقوله تعالى***********« الثاقب »***********قال ابن عباس المضيء وقال السدي يثقب الشياطين إذا أرسل عليها وقال عكرمة هو مضيء ومحرق للشيطان وقوله تعالى***********« إن كل نفس لما عليها حافظ »***********أي كل نفس عليها من الله حافظ يحرسها من الآفات كما قال تعالى***********« له معقبات من بين يديه ومن خافه يحفظونه من أمر الله »***********وقوله تعالى***********« فلينظر الإنسان مما خلق »***********تنبيه للإنسان على ضعف أصله الذي خلق منه وإرشاد له إلى الاعتراف بالمعاد لأن من قدر على البداءة فهو قادر على الإعادة بطريق الأولى كما قال تعالى***********« وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه »***********وقوله تعالى***********« خلق من ماء دافق »***********يعني المني يخرج دفقا من الرجل ومن المرأة فيتولد منهما الولد بإذن الله عز وجل ولهذا قال***********« يخرج من بين الصلب والترائب »***********صلب الرجل وترائب المرأة وهو صدرها وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس***********« يخرج من بين الصلب والترائب »***********صلب الرجل وترائب المرأة أصفر رقيق لا يكون الولد إلا منهما وكذلك قال سعيد بن جبير وعكرمة وقتادة والسدي وغيرهم وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة عن مسعر سمعت الحكم ذكر عن ابن عباس***********« يخرج من بين الصلب والترائب »***********قال هذه الترائب ووضع يده على صدره وقال الضحاك وعطية عن ابن عباس تريبة المرأة موضع القلادة وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس الترائب بين ثدييها وعن مجاهد الترائب ما بين المنكبين إلى الصدر وعنه أيضا الترائب أسفل من التراقي وقال سفيان الثوري فوق الثديين وعن سعيد بن جبير الترائب أربعة أضلاع من هذا الجانب الأسفل وعن الضحاك الترائب بين الثديين والرجلين والعينين وقال الليث بن سعد عن معمر بن أبي حبيبة المدني أنه بلغه في قول الله عز وجل***********« يخرج من بين الصلب والترائب »قال هو عصارة القلب من هناك يكون الولد وعن قتادة***********« يخرج من بين الصلب والترائب »***********من بين صلبه ونحره وقوله تعالى***********« إنه على رجعه لقادر »***********فيه قولان***********« أحدهما »***********على رجع هذا الماء الدافق إلى مقره الذي خرج منه لقادر على ذلك قاله مجاهد وعكرمة وغيرهما***********« والقول الثاني »***********إنه على رجع هذا الإنسان المخلوق من ماء دافق أي إعادته وبعثه إلى الدار الآخرة لقادر لأن من قدر على البداءة قدر على الإعادة وقد ذكر الله عز وجل هذا الدليل في القرآن في غير ما موضع وهذا القول قال به الضحاك واختاره ابن جرير ولهذا قال تعالى***********« يوم تبلى السرائر »***********أي يوم القيامة تبلى فيه السرائر أي تظهر وتبدو ويبقى السر علانية والمكنون مشهورا وقد ثبت في الصحيحين***********« خ3188 م1735 »***********عن ابن عمر أن رسول الله قال يرفع لكل غادر لواء عند أسته يقال هذه غدرة فلان بن فلان وقوله تعالى***********« فما له »***********أي الإنسان يوم القيامة***********« من قوة »***********أي في نفسه***********« ولا ناصر »***********أي من خارج منه أي لا يقدر على أن ينقذ نفسه من عذاب الله ولا يستطيع له أحد ذلك*********** هذا والله اعلم
العابد
عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011
موضوع: رد: رحيق آية الأحد 14 فبراير 2016 - 13:33
قال تعالي (( وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ ))
يقول تعالى مخبرا عن صفات قوم من المكذبين الذين يدعون الإيمان بألسنتهم ولم يثبت الإيمان في قلوبهم بأنهم إذا جاءتهم محنة وفتنة في الدنيا اعتقدوا أن هذا من نقمة الله تعالى بهم فارتدوا عن الإسلام ولهذا قال تعالى***********« ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذى في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله »***********قال ابن عباس يعني فتنته أن يرتد عن دينه إذا أوذى في الله وكذا قال غيره من علماء السلف وهذه الآية كقوله تعالى***********« ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه »***********إلى قوله***********« ذلك هو الضلال البعيد »***********ثم قال عز وجل***********« ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم »***********أي ولئن جاء نصر قريب من ربك يا محمد وفتح ومغانم ليقولن هؤلاء لكم إنا كنا معكم أي إخوانكم في الدين كما قال تعالى***********« الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين »***********وقال تعالى***********« فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في انفسهم نادمين »***********وقال تعالى مخبرا عنهم ههنا***********« ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم »***********ثم قال الله تعالى***********« أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين »***********أي أو ليس الله بأعلم بما في قلوبهم وما تكنه ضمائرهم وإن أظهروا لكم الموافقة وقوله تعالى***********« وليعلمن الله الذين أمنوا وليعلمن المنافقين »***********أي وليختبرن الله الناس بالضراء والسراء ليتميز هؤلاء من هؤلاء من يطيع الله في الضراء والسراء ومن إنما يطيعه في حظ نفسه كما قال تعالى***********« ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابري ونبلو أخباركم »***********وقال تعالى بعد وقعة أحد التي كان فيها ما كان من الإختبار والإمتحان***********« ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب »***********الآية***********
العابد
عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011
موضوع: رد: رحيق آية الأحد 14 فبراير 2016 - 13:34
قال تعالي ((-الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً )) مقدمة تفسير سورة الفرقان بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفرقان مكية وآياتها سبع-وسبعون يقول تعالى حامدا لنفسه الكريمة على ما نزله على رسوله الكريم من القرآن العظيم كما قال تعالى***********« الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات »***********الآية وقال ههنا***********« تبارك »***********هو تفاعل من البركة المستقرة الدائمة***********« الذي نزل القرقان »***********نزل فعل من التكرر والتكثر كقوله***********« والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل »***********لأن الكتب المتقدمة كانت تنزل جملة واحدة والقرآن نزل منجما مفرقا مفصلا آيات بعد آيات وأحكاما بعد أحكام وسورا بعد سور وهذا أشد وأبلغ اعتناء بمن أنزل عليه كما قال في أثناء هذه السورة***********« وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلنا ترتيلا ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا »***********ولهذا سماه ههنا الفرقان لأنه يفرق بين الحق والباطل والهدى والضلال والغي والرشاد والحلال والحرام وقوله***********« على عبده »***********هذه صفة مدح وثناء لأنه أضافه إلى عبوديته كما وصفه في أشرف أحواله وهي ليلة الإسراء فقال***********« سبحان الذي أسرى بعبده ليلا »***********وكما وصفه بذلك في مقام الدعوة إليه***********« وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا »***********وكذلك وصفه عند إنزالالكتاب عليه ونزول الملك إليه فقال***********« تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا »***********وقوله***********« ليكون للعالمين نذيرا »***********أي إنما خصه بهذا الكتاب المفصل العظيم المبين المحكم الذي***********« لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد »***********الذي جعله فرقانا عظيما ليخصه بالرسالة إلى من يستظل بالخضراء ويستقل على الغبراء كما قال بعثت إلى الأحمر والأسود***********« م521 »***********وقال إني أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي فذكر منهن أنه كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة***********« خ335 م521 »***********كما قال تعالى***********« قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا »***********الآية أي الذي أرسلني هو مالك السموات والأرض الذي يقول للشيء كن فيكون وهو الذي يحيي ويميت وهكذا قال ههنا***********« الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك »***********ونزه نفسه عن الولد وعن الشريك ثم أخبر أنه***********« خلق كل شيء فقدره تقديرا »***********أي كل شيء مما سواه مخلوق مربوب وهو خالق كل وربه ومليكه وإلهه وكل شيء تحت قهره وتدبيره وتسخيره وتقديره***********
يخبر تعالى عما أمر به عبده ورسوله وكليمه موسى بن عمران عليه السلام حين ناداه من جانب الطور الأيمن وكلمه وناجاه وأرسله واصطفاه وأمره بالذهاب الى فرعون وملئه ولهذا قال تعالى***********« أن ائت القوم الظالمين قوم فرعون ألا يتقون قال رب إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل الى هارون ولهم على ذنب فأخاف أن يقتلون »***********هذه أعذار سأل من الله ازاحتها عنه كما قال في سورة طه***********« قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري إلى قوله قد أوتيت سؤلك يا موسى »وقوله تعإلى***********« ولهم على ذنب فأخاف أن يقتلون »***********أي بسبب قتل القبطي الذي كان سبب خروجه من بلاد مصر***********« قال كلا »أي قال الله له لا تخف من شئء من ذلك كقوله***********« سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا »***********أي برهانا***********« فلايصلون اليكما بآياتنا أنتما ومن إتبعكما الغالبون »***********« فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون »***********كقوله***********« إنني معكما أسمع وأرى »***********أى إنني معكما بحفظي وكلأتي ونصري وتأييدي***********« فائتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين »***********كقوله في الآية الأخرى***********« إنا رسولا ربك »***********أى كل منا أرسل اليك***********« أن أرسل معنا بني إسرائيل »***********أي أطلقهم من أسارك وقبضتك وقهرك وتعذيبك فانهم عباد الله المؤمنون وحزبه المخلصون وهم معك في العذاب المهين فلما قال له موسى ذلك أعرض فرعون هنالك بالكلية ونظر إليه بعين الازدراء والغمص فقال***********« ألم نربك فينا وليدا »***********الآية أي أما أنت الذي ربيناه فينا وفي بيتنا وعلى فراشنا وأنعمنا عليه مدة من السنين ثم بعد هذا قابلت ذلك الإحسان بتلك الفعلة أن قتلت منا رجلا وجحدت نعمتنا عليك ولهذا قال***********« وأنت من الكافرين »***********أي الجاحدين قاله ابن عباس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم واختاره ابن جرير***********« 19/66 »***********« قال فعلتها إذا »***********أي في تلك الحال***********« وأنا من الضالين »***********أي قبل أن يوحى إلي وينعم الله علي بالرسالة والنبوة قال ابن عباس رضى الله عنهما ومجاهد وقتادة والضحاك وغيرهم***********« وأنا من الضالين »***********أي الجاهلين قال ابن جريج وهو كذلك في قراءة عبد الله بن مسعود رضى الله عنه***********« ففرت منكم لما خفتكم »***********الآية أي انفصل الحال الأول وجاء أمر آخر فقد أرسلني الله إليك فإن أطعته سلمت وإن خالفته عطبت ثم قال موسى***********« وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل »اى وما أحسنت إلى وربيتني ما أسأت إلى بني إسرائيل فجعلتهم عبيدا وخدما تصرفهم في أعمالك ومشاق رعيتك أفيفي احسانك إلى رجل واحد منهم بما أسأت إلى مجموعهم أي ليس ما ذكرته شيئا بالنسبة إلى مافعلت بهم***********
العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: رد: رحيق آية الأحد 14 فبراير 2016 - 13:43
وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا القول في تأويل قوله تعالى:{وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض}يقول تعالى ذكره:وتركنا عبادنا يوم يأتيهم وعدنا الذي وعدناهم، بأنا ندك الجبال وننسفها عن الأرض نسفا، فنذرها قاعا صفصفا، بعضهم يموج في بعض، يقول: يختلط جنهم بإنسهم. كما: 17613 - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب القمي، عن هارون بن عنترة، عن شيخ من بني فزارة، في قوله :{وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض}قال: إذا ماج الجن والإنس، قال إبليس: فأنا أعلم لكم علم هذا الأمر، فيظعن إلى المشرق، فيجد الملائكة قد قطعوا الأرض، ثم يظعن إلى المغرب، فيجد الملائكة قد قطعوا الأرض، ثم يصعد يمينا وشمالا إلى أقصى الأرض، فيجد الملائكة قطعوا الأرض، فيقول: ما من محيص، فبينا هو كذلك، إذ عرض له طريق كالشراك، فأخذ عليه هو وذريته، فبينما هم عليه، إذ هجموا على النار، فأخرج الله خازنا من خزان النار، قال: يا إبليس ألم تكن لك المنزلة عند ربك، ألم تكن في الجنان؟ فيقول: ليس هذا يوم عتاب، لو أن الله فرض علي فريضة لعبدته فيها عبادة لم يعبده مثلها أحد من خلقه، فيقول: فإن الله قد فرض عليك فريضة، فيقول: ما هي؟ فيقول: يأمرك أن تدخل النار، فيتلكأ عليه، فيقول به وبذريته بجناحيه، فيقذفهم في النار، فتزفر النار زفرة فلا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل إلا جثى لركبتيه. 17614 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله :{وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض}قال: هذا أول القيامة، ثم نفخ في الصور على أثر ذلك فجمعناهم جمعا.{ونفخ في الصور}قد ذكرنا اختلاف أهل التأويل فيما مضى في الصور، وما هو، وما عني به. واخترنا الصواب من القول في ذلك بشواهده المغنية عن إعادته في هذا الموضع، غير أنا نذكر في هذا الموضع بعض ما لم نذكر في ذلك الموضع من الأخبار. ذكر من قال ذلك: 17615 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: ثنا أسلم، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي أن أعرابيا سأله عن الصور، قال:"قرن ينفخ فيه " .حدثنا أبو كريب، قال: ثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن سليمان التيمي، عن العجلي، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ، بنحوه. 17616 - حدثنا محمد بن الحارث القنطري، قال: ثنا يحيى بن أبي بكير، قال: كنت في جنازة عمر بن ذر فلقيت مالك بن مغول، فحدثنا عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله :"كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم وحنى الجبهة، وأصغى بالأذن متى يؤمر " فشق ذلك على أصحاب رسول الله ، فقال:"قولوا حسبنا الله وعلى الله توكلنا، ولو اجتمع أهل منى ما أقالوا ذلك القرن " كذا قال، وإنما هو ما أقلوا.حدثني أبو السائب، قال: ثنا حفص، عن الحجاج، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله :"كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، وحنى ظهره وجحظ بعينيه " ، قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال:"قولوا: حسبنا الله، توكلنا على الله " . 17617 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن فضيل، عن مطرف، عن عطية، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله :"كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، وحنى جبهته يستمع متى يؤمر يتفخ فيه " ، فقال أصحاب رسول الله : فكيف نقول؟ قال:"تقولون: حسبنا الله ونعم الوكيل، توكلنا على الله " .حدثنا أبو كريب والحسن بن عرفة، قالا: ثنا أسباط، عن مطرف، عن عطية، عن ابن عباس، عن النبي ، مثله.حدثني يعقوب، قال: ثنا شعيب بن حرب، قال: ثنا خالد أبو العلاء، قال: ثنا عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله :"كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى الجبهة، وأصغى بالأذن متى يؤمر أن ينفخ، ولو أن أهل منى اجتمعوا على القرن على أن يقلوه من الأرض، ما قدروا عليه " قال: فأبلس أصحاب رسول الله ، وشق عليهم، قال: فقال رسول الله :"قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا " . 17618 - حدثنا أبو كريب، قال : ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل بن رافع المدني، عن يزيد بن فلان، عن رجل من الأنصار، عن محمد بن كعب القرظي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله :"لما فرغ الله من خلق السماوات والأرض، خلق الصور، فأعطاه إسرافيل، فهو وضعه على فيه شاخص بصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر " . قال أبو هريرة: يا رسول الله، ما الصور؟ قال:"قرن " . قال: وكيف هو؟ قال:"قرن عظيم ينفخ فيه ثلاث نفخات: الأولى: نفخة الفزع، والثانية: نفخة الصعق، والثالثة: نفخة القيام لرب العالمين " ..قوله:{فجمعناهم جمعا}][*][يقول: فجمعنا جميع الخلق حينئذ لموقف الحساب جميعا هذا والله اعلم
العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: رد: رحيق آية الأحد 14 فبراير 2016 - 13:44
وعرضنا يومئذ للكافرين عرضا قوله:{وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا}يقول:وأبرزنا جهنم يوم ينفخ في الصور، فأظهرناها للكافرين بالله، حتى يروها ويعاينوها كهيئة السراب؛ ولو جعل الفعل لها قيل: أعرضت إذا استبانت، كما قال عمرو بن كلثوم:وأعرضت اليمامة واشمخرت كأسياف بأيدي مصليتناوبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.. ذكر من قال ذلك: 17619 - حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال : حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، قال: حدثنا أبو الزعراء، عن عبد الله، قال: يقوم الخلق لله إذا نفخ في الصور، قيام رجل واحد، ثم يتمثل الله عز وجل للخلق فما يلقاه أحد من الخلائق كان يعبد من دون الله شيئا إلا وهو مرفوع له يتبعه، قال: فيلقى اليهود فيقول : من تعبدون؟ قال: فيقولون: نعبد عزيرا، قال: فيقول: هل يسركم الماء؟ فيقولون نعم، فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب، ثم قرأ {وعرصنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا}ثم يلقى النصارى فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد المسيح، فيقول: هل يسركم الماء، فيقولون نعم، قال: فيريهم جهنم وهي كهيئه السراب، ثم كذلك لمن كان يعبد من دون الله شيئا، ثم قرأ عبد الله{وقفوهم إنهم مسئولون}[الصافات: 24