اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 31878 تاريخ التسجيل : 19/12/2013 الموقع : بيت المعز المزاج : مع الله والحمد لله
موضوع: نعمة العقل! الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 16:51
إن الله لا يوزع الأرزاق فقط علي عباده كما يشاء ، فيبسط الرزق لمن يشاء ويقدره علي من يشاء . إنه يهب نعما كثيرة لا تعد ولا تحصي . يهب لشخصٍ ما نعمة الصحة التامة فيرفل متعافيا عقودا من الزمان . ويهب لآخر نعمة القوة الجسمانية وتفوقا في المصارعة . ويمنح للناس هباتٍ من عنده فيجعل ذاك خطاطا وذاك رساما وذاك لعابا للكرة والآخر موسيقيا وملحنا بارعا...إلخ . وتأملوا معي في نعمة الصوت فالله يهب من يشاء صوتا رخيما جميلا قل أن تجده عند ملايين البشر فإما أن يستغله صاحبه في الغناء وينال المال والشهرة في الدنيا وإما أن يتلو به القرآن فينال ثواب الآخرة . ولكن نعمة من بين النعم هي التي تستحق التمني وتدعو إلي الغبطة والغيرة علي أصحابها، وهي نعمة العقل لأنها النعمة الكبري التي يمكنك استغلالها في العلوم والتأمل في الكون . والتفكر في الكون وأسراره إما أن يجعلك مؤمنا بالله علي أساس علمي محض كالعلماء والفلاسفة الذين آمنوا بالله ، وإما أن يجعلك ملحدا تلهث وراء نظريات التطور والنشوء والارتقاء والعشوائية..كالعلماء والفلاسفة الذين أبت عقولهم فكرة الخالق الواحد! والعقل الذي أقصده هنا هو الذكاء الحاد والقوة الذهنية الخارقة القادرة علي الملاحظة القوية ، وقوة الذاكرة وسرعة عقد المقارنات المنطقية وسرعة استنتاج الخلاصة والزبدة واتخاذ القرار الصائب والوصول إلي الحلول الصائبة للمشكلات في أقصر وقتٍ ممكن . هذا ما قصدته بنعمة العقل . وكما يظهر في المجتمع بين الفينة والأخري محظوظون أصحاب أصوات جميلة بدون وراثةٍ أو دراسة أو تمرينات فكذلك يظهر في المجتمع بين فترةٍ وأخري أبناء أو بنات يولدون بعقل ٍرصين ٍثاقبٍ متفوق . كان لديّ طالب في إحدي المدارس ، قبل دهر ٍمن الزمن ، يحرز الأول في جميع الامتحانات النهائية . وكان من قوة عقله أن يسبق الطالب الثاني في الترتيب بقدر ٍهائل في مجموع الدرجات ، بحيث يظل هو الأول وإن غاب عن امتحان مادتين رئيسيتين!! صاحب العقل الراجح شخصٌ أحبه الله ووهبه تلك الجوهرة النادرة التي لا يملكها غيره . وهو حريّ بأن يغار منه بل ويحسده أقرانه . والعقل نعمة لأنه يريح البدن . فالثور الضخم الهائج لوفر علي نفسه الجهد والإعياء والأذي لو كان برأسه ذرة عقل . والدول تكرّم ذوي الأدمغة والعلماء لأنها تنتفع بعقولهم ، فاعتنوا بالأطفال الأذكياء ويسّروا لهم حياتهم ، ولتحط المدارس تلاميذها وتلميذاتها الأذكياء المتفوقين بكامل عنايتها ورعايتها وبتكريمهم وتشجيعهم ، فما تُبني الدول والأمم إلا بالعقول الثاقبة السديدة !