اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 31878 تاريخ التسجيل : 19/12/2013 الموقع : بيت المعز المزاج : مع الله والحمد لله
موضوع: كيف يقتص الله من البهائم وهي غير عاقلة؟ الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 16:44
كيف يقتص الله من البهائم وهي غير عاقلة؟ ********************************* أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقضى بين الحيوانات يوم القيامة: فقال: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء - التي بدون قرون- من الشاة القرناء. رواه مسلم. وقال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً [النبأ: من الآية40]. وقيل: إنما يود ذلك حين يحكم الله بين الحيوانات التي كانت في الدنيا فيفصل بينها بحكمه العدل الذي لا يجور، حتى إنه ليقتص للشاة الجماء من القرناء، فإذا فرغ من الحكم بينها قال لها: كوني تراباً فتصير تراباً، فعند ذلك يقول الكافر: ياليتني كنت تراباً أي كنت حيواناً فأرجع إلى التراب،والسؤال الذي يطرح نفسه أيها الأحبة: كيف يقتص الله من البهائم وهي غير عاقلة؟ بحثت عن إجابة لهذا السؤال فى عقلي ولم أجد إجابة تشفي غليلي لحب المعرفة وسبحان الله العظيم ... وجدت الإجابة المقنعة عند رجل بسيط يصلي معنا فى المسجد ويكاد لايفوته فرض قال الرجل: "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ" يُحْشَرُونَ [الأنعام:38]. فقلت له صدق الله العظيم ولكني أريد ان أعرف كيف يقتص الله من حيوان غير عاقل؟ فقال لي الرجل البسيط جدا : ( قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) طه آية ( 50 ) . - خلقه: أي صورته اللائقة بخاصته ومنفعته . - هدى: أرشده إلى ما يصلح له . ذهبت مسرعا إلى البيت وفتحت "اللاب توب " وبحثت عن معنى الآية الاولى فى ظل فهمي للآية الثانية فوجدت: قال الإمام القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن "إلا أمم أمثالكم "أي هم جماعات مثلكم في أن الله خلقهم وتكفل بأرزاقهم فتذكرت قول الله تعالى : "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا " وتذكرت قول الله تعالى : "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " (النور: 41) وقتذكرت قوله تعالى : " تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا" (الإسراء : 44) ". فقلت في نفسي مادام الله سبحانه علمهم صلاتهم وتسبيحهم إذا فقد أمرهم بعدم الظلم والدليل على ذلك قول الله تعالى : "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا " .. فقد فهمت ضمنا أن مادام على الله رزقها فلايجب أن تجور على دابة آخرى... لكن إفتراس الأسد للغزالة مثلا أليس هذا جور من الأسد على الغزالة؟ لا طبعا لأن الله جعل الغزالة رزقا للأسد فمن دون الإفتراس يموت الأسد لأنه لايأكل العشب ولكن ماذنب الغزالة؟ الغزالة لم تذنب لأنها كانت قدر الله الذي قدره الله رزقا للأسد ولها من الله الأجر بالتاكيد لانعلم كيف يكون أجرها لكن الله عدل ويعطي وبكرم كل ذي حقٍ حقه يوم الحساب إذا هناك حشر وقصاص للبهائم كما أن هناك حشر وقصاص للإنسان وقد بحثت عن عن كيفية هذا القصاص فوجدت العلماء يقولون ولكن هذا القصاص لا يعلم كيفيته إلا الله تعالى إذاً علمنا أن الإنسان يقتص الله منه ويجازيه ويعاقبه ولكن لانعلم كيف يقتص الله للبهائم وكيف يجازيها ويعاقبها .. فقط نعلم أن الله يجازيها ويعاقبها ولكن لانسأل عن الكيفية وسبحان الله العظيم إذا كان هناك قصاص من المولى للحيوانات فكيف يكون إذا الحال مع بني آدم؟