إن أرجح الاحتمالات هو ظاهرة رينود، فظاهرة رينود هي خطأ يصيب الأوعية الدموية المغذية للأصابع
والأذنين والأنف، بحيث تتقلص تلك الأوعية مسببة النوبات, ويصاب الإنسان بظاهرة رينود بشكل منفرد،
أو بعد الإصابة بتصلب الأنسجة الجلدية.
والنساء أكثر عرضة للإصابة - غالبا بين عمر 15 و 40 سنة -, وقد أثبتت الدراسات على التوائم
أن المرض غير وراثي، ومع أن الظاهرة منتشرة في المناطق الباردة إلا أن عدد النوبات يزداد
في المناطق الدافئة حين التعرض لموجة برد.
وتأتي النوبات عادة بسبب التعرض لبرد شديد أو لضغط نفسي، فعند التعرض للبرد يقوم الجسم بالاستجابة
عن طريق تقليص الأوعية المغذية للطبقات السطحية من الجلد من أجل الحفاظ على الحرارة في الأوردة
العميقة, وعند المصابين بظاهرة رينود يكون انخفاض حرارة الجلد كبيرا، مما يؤدي إلى النوبات المتمثلة
بالبرد وتغير لون الجلد إلى أبيض أو أزرق أو أحمر.
ولا يوجد علاج معين للظاهرة، ولكن هناك طرق للحد من عدد النوبات وشدتها لتجنب حدوث أضرار في أنسجة
الأطراف, وفي الغالب الطرق غير الدوائية تتمثل في العناية بتدفئة الجسم وخاصة الأطراف في الطقس البارد, كما
أن تدفئة الرأس تلعب دورا هاماً في تدفئة الجسم, وينصح بتدفئة الأطراف بالماء والابتعاد عن التوتر في
أثناء النوبات, كما ينصح بالابتعاد عن التدخين، وينصح بممارسة التمارين الرياضية بشكل عام، وذلك لأنها
تحسن الدوران المحيطي، وتحسن حالة الأوعية الطرفية.
وأما العلاجات الدوائية فتتمثل في الأدوية الموسعة للأوعية الدموية، ولكن الاستجابة تختلف من شخص
لآخر، ويفضل أن تؤخذ تحت إشراف طبيب.
ومن جهة أخرى فإن برودة الأطراف قد تدل على قصور التروية الدموية المحيطية، أو وجود أمراض جهازية
أو وعائية أو نقص في الهيموغلوبين أو نحول شديد.
ولذلك يجب إجراء فحص سريري لنفي وجود أعراض أو علامات تدل على أي من الأمراض المذكورة أعلاه،
ويفضل مع الفحص السريري إجراء التحاليل التالية:
- (CBC) غلوبيولينات البرد والـ (ANA).
ولا مانع من إجراء تصوير أوعية دوبلر لتحديد مدى سعة الأوعية وكفاءتها.
وختاما ننصح بمراجعة الطبيب لإجراء التحاليل وإعطاء موسع الأوعية لو استطلب الأمر ذلك.