اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 35540 تاريخ التسجيل : 25/02/2010
موضوع: يوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ الجمعة 5 فبراير 2016 - 21:51
يوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ . وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ. وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا. يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ. وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ. وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ. وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ} سورة المعارج يرسم القرءان مشاهد اليوم الذي يقع فيه ذلك العذاب الواقع ، الذي يرونه بعيدا ويراه الله قريبا .. وهي مشاهد تشي بالهول المذهل المزلزل في الكون وفي النفس سواء : ( يوم تكون السماء كالمهل ، وتكون الجبال كالعهن ) .. والمهل ذوب المعادن الكدر كدردي الزيت . والعهن هو الصوف المنتفش . والقرءان يقرر في مواضع مختلفة أن أحداثا كونية كبرى ستقع في هذا اليوم ، تغير أوضاع الأجرام الكونية وصفاتها ونسبها وروابطها . ومن هذه الأحداث أن تكون السماء كالمعادن المذابة . ( ولا يسأل حميم حميما . يبصرونهم . يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه . وصاحبته وأخيه . وفصيلته التي تؤويه . ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه) . إن الناس في هم شاغل ، لا يدع لأحد منهم أن يتلفت خارج نفسه ( ولا يسأل حميم حميما ) . فلقد قطع الهول المروع جميع الوشائج ، وحبس النفوس على همها لا تتعداه .. وإنهم ليعرضون بعضهم على بعض ( يبصرونهم ) كأنما عمدا وقصدا ! ولكن لكل منهم همه ، فلا يهجس في خاطر صديق أن يسأل صديقه عن حاله ، ولا أن يسأله عونه .. فما بال ( المجرم ) ؟ إن الهول ليأخذ بحسه ، وإن الرعب ليذهب بنفسه ، وإنه ليود لو يفتدي من عذاب يومئذ بأعز الناس عليه ، ممن كان يفتديهم بنفسه في الحياة ، ويناضل عنهم ، ويعيش لهم .. بنيه . وزوجه . وأخيه ، وعشيرته القريبة التي تؤويه وتحميه . بل إن لهفته على النجاة لتفقده الشعور بغيره على الإطلاق ، فيود لو يفتدي بمن في الأرض جميعا ثم ينجيه .. وهي صورة للهفة الطاغية والفزع المذهل والرغبة الجامحة في الإفلات ..