رحلاته
قام ابن بطوطة بثلاث رحلات خلال حياته
بدأت الرحلة الأولى من المغرب وبالتحديد من طنجة
وباتجاه شمال إفريقيا حتى الإسكندرية
ومنها إلى دمياط فالقاهرة
ثم تابع سفر
في النيل إلي أسوان فعيذاب على البحر الأحمر
ومنها قام بالإبحار حتى وصل إلى جدة
ثم عاد إلى القاهرة فدمشق عبر فلسطين
ثم سار إلى اللاذقية فحلب
واتجه مع قافلة حجاج إلي مكة المكرمة
توجه بعد ذلك إلي العراق ثم فارس وحج للمرة الثانية
ثم أنطلق من مكة إلى اليمن فالبحرين
ومنها إلى مكة ورجع للقاهرة.
بدأت رحلة ابن بطوطة الثانية
باتجاه الشمال فزار الشام ودخل أسيا الصغرى وبلغ سينوب على البحر الأسود
ثم عبرها إلى جزيرة القرم وزار جنوب روسيا قبل أن ينتقل لأرض البلغار
ومنها عاد إلى فارس ودخل أرض الهند
وفي الهند أقام سنوات في خدمة السلطان
ثم زار كل من سيلان وأندونيسيا وكانتون في الصين
وعاد من سومطرة إلى ظفار بحراً وانتقل برا إلى فلسطين
ثم رحل باتجاه بلاده عبر مصر فتونس
وفي طريقه زار سردينا بحراً
وخلال زياراته لفاس عبر مضيق جبل طارق
وزار الأندلس
وكانت الرحلة الثالثة
إلى أعماق إفريقيا وحتى مالي ثم عاد إلى فارس
بعد أن خاض الكثير من المشاق.
قام ابن بطوطة بوصف مفصل لكل ما صادفه في طريقه
وذكر جميع الأحداث التي مرت به
فذكر الطريق والبلاد والقصور وأبواب المدن ومعالمها
والأشخاص الذين مروا عليه
والأحداث التي حدثت بينهم
سواء تشاجر مع أحد أو تقابل مع أخر فأكرمه
حتى فترات مرضه ذكرها أيضاً
ولم يغفل نقطة مهما كانت بساطتها
فلم يترك ابن بطوطة بلداً مر فيه إلا وصفه
وذكر أهله وحكامه وعلمائه وقضاته.
مما قاله في وصف البلاد بطوطة
شاهد عجائب البلدان
يقول في وصفه لمدينة الإسكندرية
"ثم وصلنا في أول جمادى الأولى
إلى مدينة الإسكندرية
حرسها الله
وهي الثغر المحروس والقطر المأنوس
العجيبة الشأن الأصيلة البنيان
بها ما شئت من تحسين وتحصين ومآثر دنيا ودين
كرمت مغانيها ولطفت معانيها
وجمعت بين الضخامة والإحكام مبانيها"
ولقد بهرته أيضاً مدينة القاهرة
ووصفها قائلاً
" أم المدن سيدة الأرياف العريضة والأراضي المثمرة
لا حدود لمبانيها الكثيرة
لا نظير لجمالها وبهائها
ملتقى الرائح والغادي
سوق الضعيف والقوى
تمتد كموج البحر بما فيها من خلق بالكاد تسعهم
" كما سحرته دمشق وقال عنها
"تنوع ونفقات الأوقاف الدينية في دمشق تتجاوز كل حساب
هناك أوقاف للعاجزين عن الحج إلى مكة
ومنها تدفع نفقات من يخرجون للحج نيابة عنهم
وهناك أوقاف أخرى توفر أثواب الزفاف للعرائس
اللائي تعجز عوائلهن عن شرائها
وأوقاف أخرى لعتق رقاب السجناء
وهناك أوقاف لعابري السبيل
تدفع من ريعها أثمان طعامهم وكسائهم ونفقات سفرهم لبلدانهم
كما أن هناك أوقافاً لتحسين ورصف الدروب
لأن كل الدروب في دمشق لها أرصفة على جانبيها
يمشي عليها الراجلون
أما الراكبون فيمضون في وسط الدرب.
" ومما قاله فيما رأه في وصف الهند
"ولما انصرفت عن هذا الشيخ رأيت الناس يهرعون من عسكرنا
ومعهم بعض أصحابنا فسألتهم
ما الخبر فأخبروني
أن كافراً من الهنود مات أججت النار لإحراقه
وامرأته تحرق نفسها معه ولما احترقا
جاء أصحابي واخبروا
أنها عانقت الميت حتى احترقت معه
" وفي جزر المليبار قال
"ومن عجائبها أن سلطانتها امرأة
وهي خديجة بنت السلطان جلال الدين
وهم يكتبون الأوامر في سعف النخيل
بحديدة معوجة تشبه السكين
ولا يكتبون في الكاغد إلا المصاحف وكتب العلم
ولما وصلت إليها نزلت بجزيرة كنلوس
وكان غرضي أن أسافر منها إلى المعبر وسرنديب وبنجالة
ثم إلى الصين
" توفى ابن بطوطة في مراكش
طبعت رحلته مراراً وهي باسم
" تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"
كما ترجمت فصول منها لعدد من اللغات الأجنبية