وينبغي الإشارة إلى ظاهرتين مهمتين للتوسع الإسرمي.
إذ لم يقض المسلمون في أي بلد دخلوها على دولة وطنية
باستثناء الدولة الساسانية.
وفي كل بلد عربي كانوا محررين من مستعمر.
وأخرجوا الغوط الجرمان.
أما الظاهرة الثانية فهي الأهم.
فقد استمر وجود المسيحيين واليهود في البلاد المفتوحة على حاله
ولم يغادر رجال الدين المسيحي البلاد فرار كما فعلوا
زمن الاحتلال الساساني ولم يقاس أحد من اضطهاد
أو سوء معاملة.
وخير دليل على ذلك هو استمرار وجودهم في البلاد.
وجاز للمسيحيين في بلادنا وحدها
أن يفتخروا بأنهم أتباع الديانة الوحيدين
الذين استمر وجودهم رغم انتشار دين جديد.
وقد أبيت أتباع الديانات الأقدم في البلاد التي انتشر فيها دين جديد غير الإسلام.
وإذا افتخر المسيحيون العرب بذلك
فإن للمسلمين العرب أن يفتخروا بهذا البرهان القوي على عدالتهم.
وإذا ادعى أحد المسيحيين شاكيا بأنه كان مواطنا من الدرجة الثانية
فكلنا نشكو شكوى مماثلة وكلنا كنا مواطنين من الدرجة الثانية.