اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: هل أنت في الأربعين الثلاثاء 19 يناير 2016 - 10:57
- الأربعون... هو السن الوحيد الذي خصه القرآن الكريم بدعاء مميز حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال: " ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وأني من المسلمين". فهو دعاء مؤثر يتضمن الشكر عما مضى، والدعاء للآتي، وإعلان الولاء لهذا الدين. - أكد العلماء على أهمية هذا الدعاء وخاصة لمن بلغ الأربعين وانه سبب لقبول الأعمال، فقد قال سبحانه بعد هذه الآية: ( أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا). - في الأربعين يشعر الواحــد منا وكأنه على قمة جبــل، ينظر إلى السفح الأول... فيرى طفولته وشبابه، ويجد أن مذاقها لا يزال في أعماقه، وينظر إلى السفح الآخر فيجد ما تبقى من مراحل عمره، ويدرك كم هو قريب منها. - إنه العمر الذي يكون الإنسان قادرا فيه على أن يفهم كل الفئات العمرية ويعايشها ويتحدث بمشاعرها. - في الأربعين يبـدأ الشيب إن لم يكن قد بدأ سابقا، ويبــدأ كذلك ضعــف البصر فيقبــل كل منا على نظـارة القراءة وتصبح جزءاً من محمولاته اليومية. - وفي الأربعين نسمع لأول مرة من ينادينا في الأماكن العامة ( تفضل يا عم).. ليجد وجوهنا مستغربة للنداء الجديد. - في الأربعين يلتفت لنا من هم في الستين ليقولوا لنا: هنيئا لكم ما زلتم شباباً، فيزداد استغرابنا. - في الأربعين تبدأ أزمة منتصف العمر، يبدأ السؤال القاسي بالظهور أمام الإنسان: ماذا أنجزت في عملك..؟؟ ماذا أنجزت لأسرتك..؟؟ ماذا أنجزت في حياتك..؟؟ ماذا أنجزت في علاقتك مع ربك..؟؟ فإذا لم ترجع لربك وقد بلغت هذا العمر.. فمتى ترجع يا ابن آدم..؟؟ إنه سؤال يهز القلوب ويشغل التفكير، فالمشكلة أن الأيــام مــرت أسرع مما توقعنا، فأثنـاء طفولتنا كنا ننظر لمن في الأربعين على أنهم شبعوا من ديناهم، أما اليوم فنرى- نحن- أننا لم نحقق الكثير مما وضعناه لأنفسنا، وأن السنوات تجري بنا، ولا تعطينا فرصة لكي نضع ما نريد..!!؟؟ - في الأربعين ندرك القيمة الحقيقية للأشياء الرائعة التي تحيط بنا، ننظر إلى الدنيا إذا كانا موجودين أو احدهما فنشعر أنهما كنز وعلينا أن نؤدي حقهما ونبَّر بهما، كذلك ننظر إلى أبنائنا فنراهم قد عدوا كإخوان لنا ينتظرون صحبتنا. كذلك ننظر إلى الأخوان والأصحاب فنشعر بسرور غامر لوجودهم حولنا، كما ننظر إلى تقصيرنا وأخطائنا فنرى أنها لا تليق بمن هو في الأربعين حيث يفترض منا فيه الحكمة والتوازن. - في الأربعين يبدأ الحصاد، نشعر حقيقة أننا كنا كمن كان يجري، ويجري.. واليوم بدأ يخفف من جريه.. ويلتفت إلى لوحة النتائج ليقرأ ملامحها الأولية، وهو يعلم أن النتائج النهائية لم تحسم بعد، إلا أن التغيير بعد الأربعين ليس بسهولة ما قبلها. - تحية لكل من جاوز الأربعين أو دنا من الأربعين... اقرؤوها بتمعن وخاصة الآية الكريمة، لتجدوا أنه ليس لنا عمل من بعد هذا السن .. إلا الرجوع إلى الله والإنابة إليه وشكره على ما أعطانا من النعم.