(وقليلٌ من عبادي الشكور)

قد لاتصدقني إذا قلت لك إنك تعيش
حياةً أكثر بذخاً من حياة كسرى .. وإنك أكثر ترفاً من إمبراطور فارس
وقيصر الرومان وفرعون مصر .. ولكنها الحقيقة
إن أقصى ما استطاع فرعون مصر أن يقتنيه من وسائل النقل كان عربة
كارو يجرها حصان ..
وإمبراطور فارس كان يُضِيء قصره بالشموع وقناديل الزيت..
وقيصر الرومان كان يشرب من السقا ويُحمَل إليه الماء في القرب
فبمنظور أعمق كل هؤلاء الأباطرة والملوك لا يساوون في النعيم شي
بالنسبة لما فيه أنت الآن
ولكن يبدو أننا أباطرة غلب عليهم الطمع .. ولهذا فنحن تعساء برغم النعم
التي نتقلب فيها ..
فمن عنده سيارة لا يستمتع بها وإنما ينظر في حسد لمن عنده سيارتان ..
ومن عنده بيت ينظر لمن لديه عقارات ..
ومن عنده زوجة جميلة بأخلاقها ودينها يتركها وينظر إلى ما حرم الله ..
لقد أصبحنا أباطرة لكن تقدمنا كمدنية وتأخرنا كحضارة .. إرتقى الإنسان
في معيشته .. وتخلف في محبته.
وصدق الله عز وجل حين قال :
(وقليلٌ من عبادي الشكور)