الصلاة
****
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء َالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾
( سورة العنكبوت الآية : 45 )
الصلاة تعطيك الوازع الداخلي
الإنسان ينتهي بالصلاة عن كل معصية
عن كل عدوان
عن كل ظلم
عن كل افتراء
عن كل احتيال ، مصلٍّ :
﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء َالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾
لكن دقق لو أن جهة أرضية وضعت قانوناً
أي ممنوع بالقوانين النافذة بالعالم كله
أن تستخدم الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة
هذا المنع مرتبط بالشرطي
فإذا لم يكن هناك أي شرطي
معظم الناس يستخدمون الهاتف بعيداً عن أعين الشرطة
مرة إنسان تجاوز الإشارة الحمراء
وهناك كمين بعد حين أوقفه وضبطه بهذه المخالفة
قال له :
ألم ترَ الإشارة حمراء ؟
قال :
والله رأيتها لكن لم أكن أراك
لأن هذه الإشارة مربوطة بشرطي
أما في أمور الدين تدخل إلى بيتك برمضان في شهر آب
درجة الحرارة تقدر بخمسة وأربعين
وتكاد تموت من العطش
والثلاجة فيها الماء البارد
وأنت في البيت وحدك ولا أحد يراك
لا تستطيع أن تضع في فمك قطرة ماء
هذا الدين .
بعني هذه الشاة وخذ ثمنها
قال له الراعي :
ليست لي
قال :
قل لصاحبها ماتت
قال :
والله إنني لفي أشد الحاجة إلى ثمنها
ولو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدقني
فإني عنده صادق أمين ، ولكن أين الله ؟
عظمة هذا الدين أنه ينمي فيك الوازع الداخلي
أي مسلم مؤمن يبيع مواد غذائية
فتح مستودع الزيت فإذا في المستودع فأرة
هل يستطيع أن يبيع هذا الزيت للناس ؟
لا أحد رأى هذه الفأرة أخذها بملقط وألقاها في الحاوية
أما هذا الزيت أصبح نجساً
هل يستطيع إنسان يعبد الله أن يبيع هذا الزيت ؟
لا يستطيع
الإيمان قيد
أما أي إنسان آخر غير مؤمن
لم يرَ أحد الفأرة فيبيع الزيت
والله أنواع الغش التي يمارسها البعيدون
عن الله لا يعلمها إلا الله .
قال
اشتهيت كأس عصير برتقال
برتقالة واحدة عصرها فملأت الكأس كله
ليس معقولاً أخذت هذه البرتقالة خمسين سيروم ماء
هناك غش
لذلك المؤمن مستقيم
أعظم نتائج الإيمان الاستقامة :
(( إِنَّ الْإِيمَانَ قَيْدُ الْفَتْكِ ، لَا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ ))
الصلاة معراج المؤمن
لذلك هناك آية دقيقة جداً :
﴿ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ (63)﴾
(سورة البقرة)
على الإنسان ألا يصلي صلاة فيها غفلة
فيها حركات
وسكنات
وتمتمات لا معنى لها
إله عظيم أمرك بالصلاة
أمرك أن تتصل به
أن تقبل عليه
أن تدعوه
أن تقترب منه :
﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾
( سورة العلق)
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)﴾
( سورة طه)
الصلاة معراج المؤمن
الصلاة طهور
الصلاة نور
الصلاة حبور
الصلاة عقل
الصلاة قرب
الصلاة ذكر
فلذلك :
(( ليس كل مصلٍّ يصلي
إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي
وكفّ شهواته عن محارمي
ولم يصر على معصيتي .... ))
[ أخرجه الديلمي عن حارثة بن وهب ]
إلى آخر الحديث .
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء َالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾
( سورة العنكبوت الآية : 45 )
كأن النبي أخبرنا عن آخر الزمان :
(( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا
فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا
قَالَ ثَوْبَانُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ
صِفْهُمْ لَنَا
جَلِّهِمْ لَنَا
أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ
وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ
قَالَ :
أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ
وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ
وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ
وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))
[ ابن ماجه عن ثوبان ]
نتمنى أن يكون صيامنا صياماً مقبولاً
هناك استقامة
هناك غض بصر
هناك ضبط لسان
اللهم أعنا على
الصيام والقيام
وغض البصر
وحفظ اللسان .
أن تؤدى العبادت الشعائرية ومنها الصلاة
والصوم
والحج
والزكاة
أداءً كما أراد الله
ينبغي أن يسبقها استقامة
لأن الصلاة مثلاً :
﴿ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)﴾
(سورة البقرة)
الصلاة من دون استقامة كبيرة ثقيلة على الإنسان
أما الخاشع :
(( أرحنا بها يا بلال ))
[ أبو داود عن سالم بن أبي الجعد ]
وغير الخاشع أرحنا منها
هذا الفرق بين الخاشع وبين غير الخاشع :
(( أرحنا بها يا بلال ))
[ أبو داود عن سالم بن أبي الجعد ]
جعلت قرة عيني في الصلاة
فالصلاة مع الاستقامة والعمل الصالح مناسبة للإقبال على الله
والاتصال به
والتمتع بقربه
والسعادة بقربة
من دون استقامة عبء
حركات وسكنات طبعاً تفتح بالتكبير
و تنتهي بالتسليم وانتهى الأمر .
قال إنسان لآخر :
صليت المغرب أربع ركعات
قال له :
لا
بل ثلاثة
سأله هل أنت متأكد ؟
قال له :
نعم
قال له :
ما الدليل ؟
قال له :
عندي ثلاثة صناديق في عملي التجاري
في فرق بالصناديق الثلاثة بكل ركعة حليت مشكلة صندوق
أنا صليت ثلاثة لا كما تظن .
حلّ كل مشاكله بالصلاة
فكر بهذه القضية
فالتقصير
و المخالفات
و المعاصي تحجب الإنسان عن الله
فالوقفة ليس لها معنى
أي عمل آخر له معنى
تأكل
تلبس
تمشي
لكن الصلاة إذا لم يكن معها استقامة
ليس لها معنى
وقوف
وحركات
وسكنات
أما مع الاستقامة والعمل الصالح
إقبال على الله
اتصال بالله
اتصال بالله
قرب من الله
سعادة بالله عز وجل .