طمعان
يتضح من تدبر آيات سحرة فرعون أنهم كانوا طمَّاعين،
وأن فرعون كان بخيلاً، فعندما استدعاهم لمبارزة موسى وهارون قالوا له:
﴿إِنَّ لَنَالَأَجْرًا﴾(الأعراف:113)؟ فلا يشترط على الملوك إلا طماع يقابل بخيلاً.
أما طمعهم الآخر وهو المحمود من قاعدته إلى قمته،
فهو الوارد في قوله تعالى على ألسنتهم: ﴿إِنَّانَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَارَبُّنَاخَطَايَانَا أَنْ
أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ﴾(الشعراء:51)،
وذلك بعد أن حكم عليهم فرعون بالإعدام والتمثيل بهم وهم أحياء، ﻷنهم
آمنوا بموسى.
وشتان بين طمع وطمع، فإنه الطمع المأمور به من الله، كما قال تعالى:
﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾(الأعراف:56).
طمأنينتان
من قراءة آيات الطمأنينة، يبدو أن أحد الفروق الجوهرية بين المؤمن وغيره،
أن الأول يطمئن بذكر الله﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِاللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾(الرعد:28).
ويطمئن بالإيمان
﴿مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ
صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾(النحل:106).
أما غيره فيطمئن بالحياة الدنيا ﴿إِنَّالَّذِينَ لاَيَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا
بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ﴾(يونس:7)، ذلك أن القلب لا يتسع إلا لأحدهما،
إما الإيمان وإما الدنيا، إذ أن دنيا المؤمن مكانها اليد لا القلب، وتظل وسيلة لا غاية.
عتاقة
ليس كل قديم بضاعة مزجاة ناقصة القيمة،
بل قد تمثل العتاقة قيمة إضافية وعاملاً من عوامل النفاسة كاﻵثار،
ثم أليست الكعبة هي "البيت العتيق"؟! وأليست "السنة" قديمة، بينما "البدعة"
جديدة مستحدثة؟!
نسبية
التوابيت هي الأداة التي يوضع فيها "الأموات"، لكن يمكن أن تكون سببًا"للحياة"،
ألم تأتِ بني إسرائيل السكينة من الله والبقية مما ترك آل موسى، عبر تابوت تحمله الملائكة؟!
وألم يكن التابوت هو الذي حفظ موسى عليه السلام طفلاً من قتل
فرعون ومن الغرق في اليم؟
عجلتان
ينبغي أن "يعجل" المؤمن إلى القرآن، ولا يصح أن "يعجل" به،
فقد نهى الله نبيه محمدًاصلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال:
﴿وَلاَتَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾(طه:114).
بمعنى أن المسارعة إلى القرآن إقبال على الإيمان، بينما المسارعة في
القرآن إدبار عن الإيمان!
خصوصية العدل
لم يرد في القرآن الكريم لفظ "أُمرت" على لسان الرسول صلى الله عليه
وسلم بعد أوامر
الإسلام عامة والعبادة كافة، إلا في موضوع العدل، إذ قال تعالى:
﴿وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ﴾
(الشورى:15)،
وهذا يوضح بجلاء خصوصية العدل بين سائر القيم الإسلامية، فهو قيمة
مركزية وسط منظومة القيم.
الفقيه
الفقيه حقًا من يفقه القرآن، ويعرف كيف ينزله على سائر مجالات الحياة،
بحيث يرى أوجه الحقائق القرآنية، مثل حقيقة أهل الكتاب، فالوجه الأول:
﴿وَلَنْ تَرْضَ ىعَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾(البقرة:120)،
والوجه الآخر: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً﴾(آلعمران:113).