الصلاة تساعد على الاستقرار النفسي
هنالك آثار نفسية عظيمة للصلاة
فعندما يتم المؤمن خشوع الصلاة
فإن ذلك يساعده على التأمل والتركيز
والذي هو
أهم طريقة لمعالجة التوتر والإرهاق العصبي.
كذلك الصلاة علاج ناجع للغضب والتسرع والتهور
فهي تعلم الإنسان
كيف يكون هادئاً وخاشعاً وخاضعاً لله عز وجل
وتعلمه الصبر والتواضع.
هذه الأشياء تؤثر بشكل جيد
على الجملة العصبية وعلى عمل القلب
وتنظيم ضرباته وتدفق الدم خلاله.
إن الصلاة هي صلة العبد بربه
فعندما يقف المؤمن بين يدي الله تعالى
يحس بعظمة الخالق تعالى
ويحسُّ بصغر حجمه وقوته أمام هذا الإله العظيم.
هذا الإحساس يساعد المؤمن على
إزالة كل ما ترسب في باطنه
من اكتئاب وقلق ومخاوف وانفعالات نفسية
لأنها تزول جميعاً
بمجرد أن يتذكر المؤمن أنه يقف بين يدي الله
وأن الله معه ولن يتركه أبداً
ما دام مخلصاً في عبادته لله عز وجل.
لذلك وبسبب الأهمية البالغة لهذه الفريضة
جاء التأكيد على أنه
لا يجوز للمؤمن أن يتركها مهما كان السبب
فيجوز له أن يصلي قائماً
فإن لم يستطع فقاعداً
فإن لم يستطع فعلى جنبه
حسب ما تسمح به الحالة الصحية له.
وحتى عندما يكون المؤمن على فراش الموت
فلا يجوز له أن يترك الصلاة
بل هل هنالك أجمل من أن يختم المؤمن أعماله
في هذه الدنيا بركعات يتصل بها مع الله تعالى؟
بل إن أول صفة للمتقين في القرآن هي الإيمان بالغيب
ثم الصلاة
يقول تعالى:
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)
[البقرة: 2-3].
واستمعوا لهذا النداء الإلهي الرائع:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
[البقرة: 153].
فالصبر إذا امتزج مع الصلاة كانا شفاء قوياً لأي مرض
وبخاصة إذا أقام المؤمن الصلاة بخشوع تام
ولم يفكر بشيء من أمور الدنيا
بل كان همه أن يرضي الله تعالى.