هل أدركنا لماذا سمى الله هذه الشجرة بالمباركة؟!
إن قرآننا عظيم ونبيَّنا رحيم بنا، كيف لا والله يقول: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 128]. فقد أراد لنا الخير حتى في الأغذية والأشربة وفي كل شيء. فالنبي صلى الله عليه وسلم له حديث عظيم يقول فيه: (كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة) [رواه الترمذي]. ويقول تعالى عن شجرة الزيتون: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ) [المؤمنون: 20].
بل إن البارئ عز وجل قد أقسم بهذه الثمرة فقال: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) [التين: 1]. وقد ثبُت طبياً أن ثمرة التين وأوراقه وبذوره تحوي من الفوائد الطبية ما يجعله النبات الأكثر فائدة للإنسان، كذلك رأينا الفوائد العظيمة التي تحويها شجرة الزيتون، فزيتها شفاء وعلاج ووقاية.
وهنا أود أن أتوقف كعادتي وأطرح سؤالاً: مَن الذي علَّم النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره أن هذه الشجرة مباركة؟ ولو كان النبي يريد الشهرة والمال والسلطة – كما يدَّعون – فلماذا حرَّم الخمر؟ ولماذا حرَّم الزنا، ولماذا حرَّم الربا؟ ... وسؤال أيضاً يطرح نفسه: لماذا أمر النبي بتناول العسل؟ ولماذا أمرنا بالطهارة ولماذا أمرنا بحُسن الخُلُق والتواضع والتفاؤل والابتعاد عن التكبر...
لقد أثبت العلم الحديث أن الخمر مضر بل له أضرار جسيمة، وأثبت أن الزنا مضرّ ويؤدي إلى الإصابة بأمراض جنسية خطيرة، وأثبت العلم أن الربا يدمر الاقتصاد وهذا ما شاهدناه بأعيننا أثناء الأزمة المالية العالمية.. أي أن كل ما نهى النبي عنه قد أثبت العلم أضراره.
كذلك أثبت العلم أن العسل له فوائد طبية لا تُحصى، وأثبت العلماء أن الطهارة هي أساس الطب الوقائي، وأثبت أن التفاؤل مفيد للقلب.... وهذا يؤكد أن كل ما أمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم فيه الخير والفائدة لنا.
ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن القوانين التي جاء بها هذا النبي الرحيم صحيحة وتتفق مع العلم وتتفق مع مصلحة الإنسان ومنفعته، فالإسلام أراد أن يبعد عنا الضرر ويضمن لنا الحياة السعيدة والصحيحة. وهو يعني أيضاً أن الإسلام هو الطريق الوحيد الذي يضمن للبشرية الحياة المطمئنة. ويعني أيضاً أن كل ما يقوله الملحدون والعلمانيون غير صحيح، حيث يعتقدون أن الدين يجب أن يطبَّق في دور العبادة فقط!
ونقول لقد جاء الدين لنطبّقه في حياتنا اليومية وفي معاملاتنا وعباداتنا ونشاطاتنا... إن هذه الحقائق العلمية يا أحبتي لهي دليل مادي ملموس على أن تعاليم الإسلام صحيحة وتضمن للناس السلامة والاستقرار والازدهار، وأن هذه التعاليم هي السبيل الأوحد للتطور والتقدم، وليس الإلحاد! فالإلحاد لم يؤدي إلا إلى الانتحار (أكثر من 880 ألف شخص ينتحرون كل عام)، ولم يؤدي إلى إلى الإيدز (أكثر من 30 مليون مصاب في العالم)، ولم يؤدي إلى الخسارة والانهيار (خسر العالم تريليونات الدولارات بسبب الربا والتبذير والترف)... فانظر معي أي طريق تختار!