تقوم العين بألتقاط المشاهد الخارجية ثم تقوم بإرسال هذه المشاهد إلى القلب من خلال إشارات..... ونعلم أن هناك مسافة بين العين والقلب ....والإشاره سوف تستغرق وقت من الزمن لقطع هذه المسافة وبلا شك فأن المشهد الذى تنقله الإشارة سوف يكون قد مرعليه وقت من الزمن عندما تصل الإشارة إلى القلب ...والقلب عندما يتسقبل الإشارة المرسله سيكون المشهد الذى تحمله الإشاره مشهد أصبح فى الماضى ...
وحينما نتأمل قول الحق عزوجل {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى } نجد أن كلمة }رَأَى{ فعل ماضى ....ومادام القلب رَأَى إذاً فالقلب لديه آله بصرية يستطيع من خلالها أن يرى كل المشاهد المرسله لأن المشاهد المرسله مشاهد مرئيه .....وبعد ذلك يقوم القلب بتخزين المشاهد المرسلة فى اماكن تسمى جيوب ....بداخل القلب الأحداث والمشاهد التى مره بها كل شخص .......وسوف يمر نفس الشخص بأماكن أو يقابل أصدقاء الطفوله فيتذكر أحداث الماضى وهنا سوف يقوم القلب بإخراج المشاهد التى تتناسب مع هذه الذكريات ...ونجد أن اى شخص منا يستطيع أن يتحدث عن مشاهد وأحداث مرة عليهاعدة سنوات و كأنه يرى كل الذكريات التى عاشها فى الماضى امامه وهو يروى لنا ....ولن يقوم القلب بإخراج مشاهد آخرى لا تتناسب مع ذكريات اللحظه لذلك يقول الحق عزوجل {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى } وهذه الآيه تصف حال اهل مكه حينما كان يروى لهم النبى عن رحلة المعراج.... وكلمة " يَرَى " هى فعل مضارع
وهنايخبرنا الحق عزوجل أن
الرسول كان يرى الأحداث التى مره بها فى السماء السابعة فى نفس اللحظه التى كان يروى
فيها لأهل مكه ...وهنا نفهم أن القلب قام بتخزين الأحداث التى مره بها الرسول فى السماء السابعة...وحينما تتطلب الأمر قام القلب بإخراج المشاهد المطلوبه بعينها ....ومادام القلب أخرج المشاهد المطلوبه اذاً فالقلب استطاع ان يميز بين كل المشاهد والاحداث الكثيره التى خزنها من قبل.... ومادامت هذه المشاهد مرئيه اذاً فالقلب بداخله آله بصريه يستطيع أن يرى بها الأحداث المرسله من العين ويستطيع من خلالها أن يميز بين المشاهد المختلفه التى قام بتخزينها من قبل.....وهذه الآله البصريه قد يصيبها المرض والمرض الذى يتناسب مع تعطيل هذه الآله هو مرض العمى وهذا ما جاء فى قول الحق عزوجل (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }