"نودي يا موسى"
ليس هينا أن يسمع إنسان من لحم ودم اسمه يناديه به جبار
السماوات والأرض
"وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى"
لا يختار الله إلا المطأطئين للوحي
"اذهب إلى فرعون"
لا يغفل من في السماء عن طغاة الأرض
"ولتصنع على عيني"
وإذا العناية لاحظتك عيونها**نم فالحوادث كلهن أمان
"وأنا اخترتك"
هنا يتوقف الوجود مشدوها .. ماذا تعني الحياة بأسرها بعد هذه الكلمة؟
"فرجعناك إلى أمك"
لأنه لا أدفأ لك من حضنها .. ولا أهنأ لك من حليبها .. ولا أعطف عليك
من قلبها .. إنها الأم
"وفتنّاك فتونا"
الذي لم تصقله البلايا .. لن تغمره العطايا
"وقتلت نفسا فنجيناك من الغم"
يتجاوز الله للصالحين عن قتل النفوس .. ونحن نحاسبهم على الأنفاس
"واصطنعتك لنفسي"
أما هذه فقد مرت السنون وأنا أتحسس قلبي لأعرف ماذا يحدث له عن قراءتها ..
فلا أتبين إلا الرهبة
"قالا ربنا إننا نخاف"
حتى الأنبياء يخافون .. لا تتصنع الجلد .. إذا مسّك الخوف فقلها بشجاعة :
إني خائف
"لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى"
أعظم ما يزيل الخوف من قلب المؤمن .. اعتقاده أن الله معه ..
أن أعظم قوة في الوجود تحرسه
"ولا تعذبهم"
إن الله يغار ويغضب أن يعذب الظلمة عباده
"قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا"
زعزعة الأمن هي التهمة الأولى التي تشوه بها دعوة
المصلحين دائما
"فمن ربكما يا موسى"
استفسار صاغه الكبر .. وكأن الله جل جلاله إنما هو رب لموسى
وهارون فحسب
"فلنأتينّك بسحر مثله"
الطغيانُ يري الإنسانَ المعجزات خرافات
"مكاناً سوى"
أي مستوياً حتى يرى الجميع ما يحدث !! إن كان الحق معك فدع
خصمك يشترط ما يريد ..
سيخرج الله من تلك الاشتراطات الفتوحات
"وأن يُحشر الناس ضحى"
احرص على إضاءة المكان ..
فقد يكون الله أرسلك لمن هم في الصفوف الخلفية
"فجمع كيده"
لو اجتمع بلغاء الدنيا ليختصروا ما قام به فرعون من تخطيط ومكر وخبث
وجمع حِيل لما جعلوها في كلمتين وإن تكلفوا وتكلفوا
"قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا"
اغضب لكفر الكافر حتى وإن كان سينفضح بعد خمس دقائق
"وقد خاب من افترى"
ما يزال المعرض عن الله في مندوحة حتى يفتري على الله الكذب ..
بعد ذلك تأتيه الخيبة من كل مكان
"فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى"
لا تعيش المكائد إلا في حناجر هامسة