اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
موضوع: بماذا عذب الله قوم ثمود؟؟ الخميس 12 نوفمبر 2015 - 0:31
قوم ثمود، هم إحدى الأقوام الغابرة التي مرت في تاريخ البشرية، يرجع نسبهم إلى نوح عليه السلام من ابنه سام، كانت ثمود كافرة بالله وعاتية ومتكبرة، فلم يكونوا موحدين وكانوا قوماً طاغين، لم يعتبروا مما جرى بقوم نوح عليه السلام من قبلهم، وكيف انقلبت أمورهم رأساً على عقب ولم يغنهم من الله تعالى شيئاً، وأيضاً كانوا قوماً مغترين بما أتاهم الله من قوة ومن بأس، لدرجة انهم نحتوا بيوتهم في الجبال، حتى يسكنوا فيها، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على مقدار النعم التي أنعم الله بها عليهم، والقدرات الهائلة التي مكنتهم من أيسكنوا من بيوت منحوتة في الجبال. ومن سنة الله تعالى ومن رحمته بنا، أنه يبلغ قبل أن يعذب ويهلك، حتى لا يكون للكفرة حجة على الله – عز وجل -، فأرسل الله تعالى إليهم نبياً كريماً راشداً له مكانة في قومه أوتي من الحكمة الشئ الكثير ولم يكن محل اختلاف في قومه، فقد كان هذا النبي من عقلاء القوم ومن حكمائهم، ومن أكثرهم رحمة وعطفاً، حاله كحال باقي الأنبياء، فقد كان على درجة عالية من الصلاح، ذو مواصفات استثنائية أهلته لأن يكون نبي الله ورسوله لهؤلاء المجرمين، هذا النبي الكريم هو صالح – عليه السلام -، ذو المكانة العالية الرفيعة بين أفراد قومه، هذه المكانة التي ما لبثت أن تحولت إلى ازدراء وكره من قومه اتجاهه، نظراً لما جاء به من أفكار تخالف السائد وما جاء به من دعوة توحيدية منقذة تنقذ الناس مما هم فيه من ضلال ومعصية لأن هذه الدعوة شأنها كشأن باقي الدعوات الإلهية تتعارض مع مصالح هؤلاء الطغاة الجبارين، وتعطي للفرد حريته التي وهبها الله تعالى لكل الناس على حد سواء بدون استثناء. وبعد أخذ ورد ومحاججة طويلة طلبوا منه – عليه السلام – أن يأتيهم بدليل فريد على صدقة، فأخرج لهم الله تعالى، الناقة من الصخر، وهذا الإعجاز متناسب مع قدراتهم كونهم اشتهروا بالنحت في الصخر، وعندما خرجت اشترط عليهم رسول الله أن لا يمسوا هذه الناقة بسوء او أذى، ولكن تكبرهم وطغيانهم لعب دوره مرة أخرى فنحروا الناقة، فجاء أمر الله إلى رسوله الكريم، وطلب منه أن ينذر قومه بأن العذاب سيأتيهم بعد ثلاثة أيام وطلب منه أن يخرج بجماعة المؤمنين وينجو بهم، وفي اليوم الثالث جاء أمر الله، فخرجت الصيحت التي انشقت من السماء، فلم يبق من ثمود أي كائن، وهكذا أصبحت ثمود من الأقوام الغابرة التي تصلح لأن نأخذ منها العبر والدروس والحكم.