صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: كنتم خير أمة أخرجت للناس(أمة محمد) الأربعاء 11 نوفمبر 2015 - 3:57 | |
| اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم
تقبلوا منا سلاما وتحياتنا لحضرة شيخنا الجليل واستاذنا الى الله حضرة السيد الشيخ محمد الكسنزاني ونجله الكريم استاذنا الدكتور نهرو قدس اسرارهم العزيز وتحياتي لعاملين في الموقع
(((( بسم الله الرحمن الرحيم
كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " ال عمران 110" وقال أيضا " وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا (البقرة : 143 )
وإن من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم قوله : اسم الله الأعظم من هاتين الآيتين1: (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) وفاتحة آل عمران (آلم الله لا إله إلا هو الحي القيوم). وقد أخرج ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يوما: (يا عائشة هل علمت أن الله قد دلني على الاسم الذي إذا دعي به أجاب ؛ قالت: فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله فعلمنيه ؛ قال: إنه لا ينبغي لك يا عائشة ؛ قالت: فتنحيت وجلست ساعة ثم قمت فقبلت رأسه ثم قلت له: يا رسول الله علمنيه ؛ قال: إنه لا ينبغي لك يا عائشة أن أعلمك ؛ إنه لا ينبغي أن تسألي به شيئا للدنيا ؛ قالت : فقمت فتوضأت ثم صليت ركعتين ثم قلت: الله إني أدعوك الله وأدعوك الرحمن وأدعوك البر الرحيم وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ؛ ما علمت منها وما لم أعلم أن تغفر لي وترحمني ؛ قالت عائشة: فاستضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم [أي لإصرار عائشة وعزمها وابتغائها أن تدعو الله بأسمائه كلها] ثم قال: إنه لفي الأسماء التي دعوتيه بها).
والمشاهد أن عند المسلمين كثيرا من التقصير في التوجه إلى الله تعالى من خلال التعرف على أسمائه وصفاته فان كل اسم وكل صفة له سبحانه لها عند مشاهدة القلب لآثارها واجتلاء العيون لأنوارها ما لا تحيط به الأقلام ، ولا تقوى على وصفه الألسن ، والتخلق بآثار أسماء الله وصفاته لها فيوضات لا يفوتها إلا محروم ، ومما ذكره بعض أهل العلم عن حظ المؤمن من بعض الأسماء الحسنى ما يلي: حظ المؤمن من اسم الرحمن أن يتخلق بعين الرحمة وعون المخلوقات ، وما لنا نبحث عن ما ذكروه! والقدوة العظمى نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ينطق كل سلوك له بالرحمة والحب للعباد والشفقة عليهم مصداقا لقوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ووصفه تعالى بقوله (بالمؤمنين رؤوف رحيم) وأخرج البخاري عنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة ؛ اقرؤوا إن شئتم : (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) فأيما مؤمن ترك مالا فلترثه عصبته ما كانوا ، وإن ترك دينا أو ضياعا أو عيالا فليأتني فأنا مولاه) ، وما أبعد الشقة بين منطلقات الرحمة بالأمة ؛ التي يقررها سيد الرحماء صلى الله عليه وسلم ، وبين كثير من قوانين الضرائب في كثير من دول العالم القديمة والمعاصرة التي مؤداها : من ترك مالا ورثناه مع أمه وأبيه وصاحبته وبنيه! ومن ترك ضياعا من بعده أو أيتاما أو عيالا فان عاقبتهم هي الهلاك المبين ، ومن كان لنا مال عليه حجزنا عليه وصادرنا متاعه وألقيناه في الشارع وبعنا بيته! وأطفأنا ذكره وجعلناه عبرة لمن يتأخر عن تسديد ما عليه إلى دواوين الضرائب ، ولو كان معسرا وفي ضيق شديد! وصدق صلى الله عليه وسلم فإنما هو رحمة مهداة كما وصف نفسه : (إنما أنا رحمة مهداة) أما رُفع إليه ابن ابنته وهو في الموت ففاضت عيناه ؛ فسأله سعد ما هذا يا رسول الله؟ قال: (هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء). وقد ذكر ابن الجوزي في كتاب الوفاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: (لما مات عثمان بن مظعون كف صلى الله عليه وسلم الثوب عن وجهه وقبل بين عينيه ثم بكى طويلا ؛ فلما رفع عثمان على السرير؛ قال: طوبى لك يا عثمان ؛ لم تلبسك الدنيا ولم تلبسها). أفرأيتم أحدا يرحم أصحابه كرحمة محمد صلى الله عليه وسلم بأصحابه!
أخرج البخاري عن أنس قال: (إن كانت الأَمَةُ لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت) وفي رواية أحمد: (فتنطلق به في حاجتها) أي ليقضي لها حاجتها من شراء طعام أو متاع ونحو ذلك ، وشكا رجل إلى رسول الله قسوة قلبه فقال له سيد الرحماء : (امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين) وأمر صلى الله عليه وسلم بالرحمة والرأفة حتى في البهائم ؛ فيقول: (إن الله يوصيكم بهذه البهائم العجم [مرتين أو ثلاثا] فإذا سرتم عليها فأنزلوها منازلها). وروى البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: (دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض)، وأضجع رجل شاته ليذبحها وهي تنظر إليه كيف يحد شفرته فقال الهادي صلى الله عليه وآله وسلم : ( أتريد أن تميتها موتتين ؛ هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها)
|
|