وما أدراك ما التوبة ، حياء عاصم وبكاء دائم ، ندم على ما فات وأستقبال لما هو آت ، خلع ثياب الجفا ولبس لباس الوفا.
يا من عدى ثم أعتدى ثم أقترف ثم أرعوى ثم أنتهى ثم أعترف
أبشر بقول الله في آياته : ( إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ ) .
لَوْ رَأَيْتَ التَّائِبَ لَرَأَيْتَ جَفْنًا مَقْرُوحًا ، تُبْصِرُهُ فِي الأَسْحَارِ عَلَى بَابِ الاعْتِذَارِ مَطْرُوحًا ، سَمِعَ قَوْلَ الإِلَهِ يُوحَى فِيمَا يُوحَى.
تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا.
مَطْعَمُهُ يَسِيرٌ ، وَحُزْنُهُ كَثِيرٌ ، وَمَزْعَجُهُ مُثِيرٌ ، فَكَأَنَّهُ أَسِيرٌ قَدْ رُمِيَ مَجْرُوحًا ، أَنْحَلَ بَدَنَهُ الصِّيَامُ ، وَأَتْعَبَ قَدَمَهُ الْقِيَامُ ، وَحَلَفَ بِالْعَزْمِ عَلَى هَجْرِ الْمَنَامِ ، فَبَذَلَ جَسَدًا وَرُوحًا.
تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا.
الذّلُّ قَدْ عَلاهُ وَالْحُزْنُ قَدْ وَهَاهُ ، يَذُمُّ نَفْسَهُ عَلَى هَوَاهُ ، وَبِهَذَا صَارَ مَمْدُوحًا .
تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا.
أَيْنَ مَنْ يَبْكِي جِنَايَاتِ الشَّبَابِ الَّتِي بِهَا اسْوَدَّ الْكِتَابُ ، أَيْنَ مَنْ يَأْتِي إِلَى الْبَابِ يَجِدُ الْبَابَ مَفْتُوحًا .
تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا .