۩ تَفْسِير سُورَة الْمُطَفِّفِينَ ۩
( من آول السُورَة الى الآية ٢١ )
﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيم ﴾
﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِين
الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ
وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ
أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ
لِيَوْمٍ عَظِيمٍ
يوم
يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
عذابٌ شديد للذين يبخسون المكيال والميزان الذين إذا اشتروا من الناس مكيلا أو موزونًا يوفون لأنفسهم
وإذا باعوا الناس مكيلا أو موزونًا يُنْقصون في المكيال والميزان
فكيف بحال من يسرقهما ويختلسهما ويبخس الناس أشياءهم؟
إنه أولى بالوعيد من مطففي المكيال والميزان.
ألا يعتقد أولئك المطففون أن الله تعالى باعثهم ومحاسبهم على أعمالهم في يوم عظيم الهول؟
يوم يقوم الناس بين يدي الله
فيحاسبهم على القليل والكثير
وهم فيه خاضعون لله رب العالمين .
﴿كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ
وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ
كِتَابٌ مَرْقُوم﴾
حقا إن مصير الفُجَّار ومأواهم لفي ضيق
وما أدراك ما هذا الضيق؟
إنه سجن مقيم وعذاب أليم
وهو ما كتب لهم المصير إليه
مكتوب مفروغ منه
لا يزاد فيه ولا يُنقص .
﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ
وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ
إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ
كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ
ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ
ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾
عذاب شديد يومئذ للمكذبين
الذين يكذبون بوقوع يوم الجزاء
وما يكذِّب به إلا كل ظالم كثير الإثم
إذا تتلى عليه آيات القرآن قال:
هذه أباطيل الأولين.
ليس الأمر كما زعموا
بل هو كلام الله ووحيه إلى نبيه
وإنما حجب قلوبهم عن التصديق به
ما غشاها من كثرة ما يرتكبون من الذنوب.
ليس الأمر كما زعم الكفار
بل إنهم يوم القيامة عن رؤية ربهم- جل وعلا- لمحجوبون
وفي هذه الآية دلالة على رؤية المؤمنين ربَّهم في الجنة
ثم إنهم لداخلو النار يقاسون حرها
ثم يقال لهم:
هذا الجزاء الذي كنتم به تكذبون .
﴿كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ
وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ
كِتَابٌ مَرْقُومٌ
يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ﴾
حقا إن كتاب الأبرار- وهم المتقون- لفي المراتب العالية في الجنة.
وما أدراك- أيها الرسول- ما هذه المراتب العالية؟
كتاب الأبرار مكتوب مفروغ منه
لا يزاد فيه ولا يُنقص
يَطَّلِع عليه المقربون من ملائكة كل سماء .