عن الثّقة الأمين الحاج محمّد عليّ اليزدي قال :
كان في يزد رجل صالح فاضل مشتغل بنفسه ومواظب لعمارة رمسه
يبيت في اللّيالي بمقبرة خارج بلدة يزد تُعرف بالمزار
وفيها جملة من الصّلحاء
وكان له جار نشأ معه من صغر سنّه عند المُعلّم وغيره إلى أن صار عشّاراً
وكان كذلك إلى أن مات ودفن في تلك المقبرة قريباً من المحلّ الَّذي كان يبيت فيه الرّجل الصّالح المذكور.
فرآه بعد موته بأقلّ من شهر
في المنام في زيّ حسن
وعليه نضرة النّعيم
فتقدّم إليه وقال له :
إنيعالم بمبدئك ومنتهاك وباطنك وظاهرك
ولم تكن ممّن يحتمل في حقّه حسن الباطن
ولم يكن عملك مقتضياً إلا العذاب والنكال
فبم نلت هذا المقام؟!..
قال :
نعم الأمر كما قلت
كنت مقيماً في أشدّ العذاب من يوم وفاتي إلى أمس
وقد توفّيت فيه زوجةالأستاذ أشرف الحدّاد
ودفنت في هذا المكان
- وأشار إلى طرف بينه وبينه قريب من مائة ذراع -
وفي ليلة دفنها زارها أبو عبد الله (ع) ثلاث مرّات
وفي المرّة الثّالثة أمر برفع العذاب عن هذه المقبرة
فصرت في نعمة وسعة، وخفض عيش ودعة.
فانتبه متحيّراً
ولم تكن له معرفة بالحدّاد ومحلّه
فطلبه في سُوق الحدّادين فوجده
فقال له :
ألكزوجة؟..
قال :
نعم توفّيت بالأمس
ودفنتها في المكان الفلاني
وذكر الموضع الَّذي أشار إليه.
قال :
فهل زارت أبا عبد الله (ع)؟..
قال :
لا.
قال :
فهل كانت تذكر مصائبه؟..
قال : لا.
قال :
فهل كان لها مجلس تذكر فيه مصائبه؟..
قال : لا.
فقال الرّجل :
وما تريد من السّؤال؟.. فقصّ عليه رؤياه.
فقال :
إنها كانت مواظبة على زيارة عاشوراء.
** ومن السيرة والتجارب العلمائية أن المداومة عليها أربعين يوما
فيها قضاء للحوائج.