كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون

بسم الله الرحمن الرحيم : (( يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ))
وبغض النظر عن تفسير هذه الآية وأسباب نزولها فإنني وجدتها آية تعبر عن واقعنا بشكل كبير ويومي
ففي الأمس القريب تناقشت مع قريب لي مدخن وقد أصابته بعض الأمراض فقلت له كل ذلك بسبب التدخين
لكنه دافع عن السيجارة بقوة وعناد و أكد أن لا علاقة للتدخين بأمراضه مع أنه في قرار نفسه يعرف أن كل مصائبه
سببها تلك السيجارة في يده
مع أن العلم والطب الحديث أكد على ضرر التدخين ولكنه يجادل في الحق بعدما تبين وتسوقه سيجارته إلى الموت
وهو ينظر مستسلما"
بل وفرحا ومصرا" على عادته السيئة ، وشخص آخر علم بأن لكل ذنب عقوبة ولكنه ظل مصرا" على ذنبه غير آبه بعقوبات
ربه بل ويجادل في تبرير معاصيه
وكأنه يساق إلى الموت فرحا" وراضيا"
وتلك الفتاة التي ترتدي أقصر التنانير وأضيق الثياب و تظهر كل مفاتنها وتسير في الشارع وهي تعرف بأن الكل ينظر إليها
وأن هناك ذئابا" تترصدها وقد تستغل أية فرصة للإيقاع بها والاعتداء عليها ولكنها تظل عنيدة مصرة على حريتها في ارتداء ما تريده
و في إظهار جمالها ومفاتنها وكأنها تساق للموت وهي تنظر غير آبهة رغم أنها تدرك حجم الخطر الذي قد توقع نفسها فيه
ثم تذكرت العرب وهم يشاهدون احتلال فلسطين و من ثم العراق ويشاهدون جرائم بوش وزبانيته وإسرائيل وأعوانها وهم
ينظرون دون حراك
ينتظرون دورهم بل ويجادلونك بقوة بأن هناك شرعية دولية ومجلس أمن بل ويبررون أحيانا" فتجدهم يبررون
جرائم إسرائيل بأنها ناتجة عن صواريخ ومقاومة حماس ويبررون غزو أمريكا للعراق بأنه لنشر الحرية والديمقراطية
وتطوير العراق ، فهم بالفعل يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون