العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
| موضوع: هل مات إحساسنا بالقرآن؟! الثلاثاء 3 نوفمبر 2015 - 14:55 | |
| هل مات إحساسنا بالقرآن؟! إن الدستور الإلهي لا يبدأ بالفرض والتكليف، إنما يبدأ بالحض والتأليف.. إنه يستجيش المشاعر والانفعالات الحية في الكيان الإنساني كله. ونحن أحوج ما نكون إلى الإحساس بالقرآن على هذا النحو.. فهذا يفيدنا أولاً في إدراك طبيعة هذا القرآن ووظيفته فهو حي متحرك، إنه في ميدان المعركة وفي ميدان الحياة، وهو العنصر الدافع المحرك الموجه في الميدان. وما أحوجنا اليوم أن نرى القرآن كائناً حياً متحركاً دافعاً فقد بعد العهد بيننا وبين الحياة الإسلامية، وانفصل القرآن في حسنا عن واقعه التاريخي الحي، ولم يعد يمثل في حسنا تلك الحياة التي وقعت يوماً ما على الأرض في تاريخ الجماعة المسلمة. لقد ضعف إحساسنا بالقرآن، أو نام ودرجنا على أن نتلقاه إما ترتيلاً منغماً نطرب له أو نتأثر التأثر الوجداني الغامض السارب! وإما أن نقرأه أوراداً أقصى ما تصنع في حس المؤمنين الصادقين منا أن تنشئ في القلب حالة من الوجد أو الراحة أو الطمأنينة المبهمة المجملة والقرآن ينشئ هذا كله، ولكن المطلوب إلى جانب هذا كله أن ينشئ في المسلم وعياً وحياة. المطلوب أن يتوجه إليه المسلم ليسمع منه ماذا ينبغي أن يعمل كما كان المسلمون الأوائل يفعلون وليدرك حقيقة التوجيهات القرآنية فيما يحيط به اليوم من أحداث ومشكلات وملابسات شتى في الحياة. ومن ثم يحس بأن هذا القرآن قرآنه هو كذلك، قرآنه الذي يستشيره فيما يعرض له من أحداث وملابسات ودستور تصوره وتفكيره وحياته وتحركاته بلا انقطاع. ويفيدنا ثانياً في رؤية حقيقة الطبيعة البشرية الثابتة المطردة تجاه دعوة الإيمان وتكاليفها، من خلال الواقع الذي تشير إليه الآيات القرآنية في حياة الجماعة المسلمة الأولى. فهذه الجماعة التي كان يتنزل عليها القرآن ويتعهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيها بعض مواضع الضعف والنقص التي تقتضي الرعاية والتوجيه والإيحاء المستمر ولم يمنعها هذا أن تكون خير الأجيال جميعاً. ويفيدنا ثالثاً في الاستقرار على هذه الحقيقة البسيطة التي كثيراً ما نغفل عنها وننساها: وهي أن الناس هم الناس والدعوة هي الدعوة والمعركة هي المعركة.. إنها أولاً وقبل كل شيء معركة مع الضعف والنقص والشح والحرص في داخل النفس، ثم هي معركة مع الشر والباطل والضلال والطغيان في واقع الحياة. |
|