كيف ستكون الجنة؟
وضع الله عز وجل قوانين الكون بحيث يكون الجزاء من جنس العمل وبحيث يكون العدل هو ميزان الدنيا والآخرة وجعل الله عز وجل رحمته تسبق عذابه فأرسل الله عز وجل الأنبياء والرسل رحمة للعالمين وأمر الإنسان بعبادته وحده والإيمان برسله والإلتزام بأوامره والابتعاد عمّا نهى عنه وحيث كان العدل كما قلنا هو ميزان الدنيا والآخرة
فقد خلق الله عز وجل الجنة والنار
فكانت الجنة هي النعيم للمؤمنين الذين وحدوا الله عز وجل واتبعوا رسله
وكانت النار هي العذاب الأبدي للكفار.
وقد وصف الله عز وجل الجنة ونعيمها في القرآن
وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
في العديد من المواضع ترغيباً للمؤمنين وتثبيتاً لهم على إيمانهم وأضاف في الحديث القدسي
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر"
فالجنة في واقعها أكبر من تصور أي عقل فمهما تخيلت نعيم الجنة فستكون هي أكبر ولن نعلم واقع نعيمها إلا إن دخلناها إن شاء الله.
ولكن قرب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم نعيم الجنة للبشر
بوصف بعض ما تحتويه فأمّا عن حجمها فعرضها كعرض السماوات والأرض مجتمعين
وبناؤها هو لبنة من ذهب وأخرى من فضة وترابها المسك وفيها قباب من اللؤلؤ
ويكون أهل الجنة جميعاً بعمر ثلاث وثلاثين سنة
وجوههم بيضاء
وجمالهم كجمال يوسف عليه السلام
الذي اشتهر بجماله
وطولهم على طول أبينا آدم عليه السلام أي ستين ذراعاً.
أمّا خيام أهل الجنة وقصورهم
فلهم خيام من لؤلؤ طولها ستون ذراعاً
أمّا قصورهم فترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها
وفيها جنات سيقان أشجارها من الذهب
وفيها شجرة يسير راكب الجواد تحتها مائة عام لا يقطعها
وتجري في هذه الجنات الأنهار
وأمّا طعم أهل الجنة
فيأكلون في أوان من ذهب ويشربون في كؤوس من الذهب
فيأكلون فيها ويشربون مما يشاؤون
وممّا لا يخطر على قلب بشر
من أنواع الفاكهة واللحوم وغيرها
وينامون فيها على سرر مرفوعة متقابلة منسوجة بالذهب ومبطنة بالحرير
ويكون لباسهم فيها الحرير وحليهم الذهب واللؤلؤ والفضة
وفي الجنة سوق قام الرسول صلى الله عليه وسلم بوصفه
في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه
أن رسول الله قال:
"إنَّ في الجَنَّةِ لَسُوقاً يَأْتُونَـهَا كُلَّ جُـمُعَةٍ، فَتَـهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ، فَتَـحْثُو فِي وُجُوهِهِـمْ وَثِيَابِـهِـمْ فَيَزْدَادُونَ حُسْناً وَجَـمَالاً، فَيَرْجِعُونَ إلَى أَهْلِيهِـمْ وَقَدْ ازْدَادُوا حُسْناً وَجَـمَالاً، فَيَـقُولُ لَـهُـمْ أَهْلُوهُـمْ: وَالله لَقَدِ ازْدَدْتُـمْ بَـعْدَنَا حُسْناً وَجَـمَالاً، فَيَـقُولُونَ: وَأَنْتُـمْ والله لَقَدِ ازْدَدْتُـمْ بَـعْدَنَا حُسْناً وَجَـمَالاً"