إن الأصل فى الإيمان هى علاقة بين العبد وربه وفيما يلي ذكر عدد من الوسائل الشرعية التي يمكن المسلم
أن يعالج بها ضعف إيمانه ويزيل قسوة قلبه بعد الاعتماد على الله عز وجل وتوطين النفس على المجاهدة.
1- تبر القرآن الكريم
تدبر القرآن الكريم فلا شك أن فيه علاجاً عظيماً ودواء فعالاً قال الله عز وجل: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء
وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}.. [الإسراء : 82] أما طريقة العلاج فهي بالتفكر والتدبر فى معانى الآيات الكريمة وما تحويه
من الرسائل التدروس ولما فيه من توحيد ووعد ووعيد وأحكام وأخبار وقصص وآداب وأخلاق وآثارها في النفس
متنوعة وكذلك من السور ما يرهب النفس أكثر من سور أخرى، يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
(شيبتني هود وأخواتها قبل المشيب).
2- استشعار عظمة الله عز وجل
استشعار عظمة الله عز وجل، ومعرفة أسمائه وصفاته، والتدبر فيها، وعقل معانيها، واستقرار هذا الشعور في القلب
وسريانه إلى الجوارح لتنطق عن طريق العمل بما وعاه القلب فهو ملكها وسيدها وهي بمثابة جنوده وأتباعه
فإذا صلح صلحت وإذا فسد فسدت.
3- طلب العلم الشرعي
طلب العلم الشرعي: وهو العلم الذي يؤدي تحصيله إلى خشية الله وزيادة الإيمان به عز وجل كما قال الله تعالى:
{إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ} فلا يستوي في الإيمان الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
4- لزوم الذكر
لزوم الذكر وهو يؤدي إلى زيادة الإيمان لعدة أسباب منها ما يحصل فيها من ذكر الله، وغشيان الرحمة، ونزول السكينة،
وحف الملائكة للذاكرين، وذكر الله لهم في الملأ الأعلى، ومباهاته بهم الملائكة، ومغفرته لذنوبهم، كما جاء في الأحاديث
الصحيحة ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم
السكينة وذكرهم الله فيمن عنده).. [صحيح مسلم].
5- الاستكثار من الأعمال الصالحة
ومن الأسباب التي تقوي الإيمان الاستكثار من الأعمال الصالحة وملء الوقت بها، وهذا من أعظم أسباب العلاج
وهو أمر عظيم وأثره في تقوية الإيمان ظاهر كبير، وقد ضرب الصديق في ذلك مثلاً عظيماً لما سأل الرسول
صلى الله عليه وسلم، أصحابه (من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ قال أبو بكر أنا، قال فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر أنا، قال، فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً، قال أبو بكر أنا، قال فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر
أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة).. [رواه مسلم].