الساعة تأتى بغتة
ولا تقوم الا على شرار الخلق
(*)(*)(*)
الساعة تباغت الناس وتفاجئهم، ودليل ذلك:
ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ولتقُومنَّ الساعةُ وقد نشرَ الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقُومنَّ الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمهُ، ولتقُومنَّ الساعةُ وهو يليط حوضهُ فلا يسقي فيه، ولتقُومنَّ الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها".
وفي رواية عند مسلم:
"تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة، فما يصل الإناء إلى فيه - أي فمه - حتى تقوم، والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم، والرجل يَلطُ في حوضه فما يصدر حتى تقوم".
لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق:
أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم عن حال هؤلاء الذين تقوم عليهم الساعة بكل ما فيها من شدائد وأهوال، فبعد أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هلاك المسيح الدَّجَّال على يدي عيسى عليه السلام قال كما في "صحيح مسلم": "ثم يمكثُ الناسُ سبع سنين. ليس بين اثنين عداوةٌ، ثم يرسل الله ريحاً باردةً من قِبَل الشام؛ فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقال ذرةٍ من خير أو إيمان إلا قبضتْهُ، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلَتْهُ عليه، حتى تقبضه، ثم قال صلى الله عليه وسلم: فيبقى شرارُ النَّاسِ في خفَّة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفاً ولا يُنْكِرُون منكراً. فيتمثَّل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان؛ وهم في ذلك دارُ رزقُهُم، حَسَنُ عيشُهُم. ثم يُنْفَخُ في الصور...".
وفي "صحيح مسلم"
من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة إلا على شرارِ النَّاس" وفي رواية أخرى عند مسلم أيضاً من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى لا يُقال في الأرض: الله... الله".