ذكر هيكارو في دراسته أنّ هناك مجموعةً من الاختلافات في بنية المخ لخريجي الكليات العلمية والأدبية (الإنسانيات)، وجد هيكارو أنّ الّذين درسوا العلوم لديهم نسبةٌ أكبر من المادّة الرّمادية في قشرة الفصّ الجبهيّ الأوسط، بينما يمتلك من درسوا الموادّ الإنسانية والأدبية كثافةً أكبر للمادّة البيضاء حول الحصين الأيمن. حصل هيكارو على هذه البيانات بعد دراسة 491 طالبًا مختلفين من حيث العمر والنّوع وحجم المخ، ولكن ما الذي قد تعنيه هذه النتائج؟
القائمون على الدراسة اعتمدوا في تحليل هذه البيانات على ضوء نظريّة الّتي وضعها العالم Simon Baron وتعرف اختصارًا بـE-S theory، وفقًا لهذه النّظريّة يُصنّف البشر إلى نوعين، النّوع الأول Empathizing وهو نوعٌ قادرٌ على إدراك وفهم مشاعر وأفكار الآخرين والاستجابة لها بمشاعرٍ مناسبةٍ. أمّا النّوع الثاني وهو نوعٌ نظاميٌّ يتّبع قوانين محدّدةٍ في حياته ويعتمد عليها في التعامل مع الأخرين.
قبل التّطرق لمعنى النّتائج من الجدير بالذّكر أن العلوم الإنسانيّة تعتمد على المجتمع وعلى الأنظمة الّتي نتجت عنه وعن البيئة، أمّا العلوم الطبيعية فهي تعتمد في الأساس على الأفكار التجريديّة والتّجارب ومنعزلةٌ عن المجتمع ولا تعتبره عاملًا مؤثّرًا في النّتائج.