حوار شاب يأس وضميره

حوار شاب يأس وضميره

يخاطب الضمير الشاب ويقول له :

قم أيها التاعس البأس ما لي أراك كل يوم يأس؟

أليس لديك عمل؟ أليس لديك ناقة ولا جمل؟

فيرد الشاب :

بلي لدي عمل وعندي الناقة والجمل لكني أعيش بدون أمل

فيقول له الضمير:

أذن أنت انسان قانت

فيرد الشاب ويمشي ذهابا وايابا:

لا أنا لست أنسانا قانت ولكن أصبحت بلا طموح وأعمل

من غير وضوح وأشعر حقي مسفوح هذا هو السر الذي لغيرك لا أستطيع أبوح فما ردك

بكل وضوح

فيرد الضمير:

الأمر يا صديقي يسير وليس فيه غلبة ولا تعسير أنما هو الشى القليل الرضا

بما قسم الجليل لأنه أليه المصير

فيرد الشاب:

وما هو الرضا ؟

فيرد الضمير :

هو أن تحمد علي ما أقتضي ما هو آت وما قد مضي هذا يا صديقي هو الرضا

الشاب:

الآن يا ضميري استطعت اقناعي وأصبحت أنا بالرضا واعي وكلما أرضي كان الخير

من الرحمن جزائي فأليك يا ضميري شكري ووفائي فأنت سبب كشف عمي وبلائي وعودتي ألي

الرحمن ورجوعي وأرجو من الرحمن أن يجعل لكل يأس ضمير مثل ضميري فيذكره ويحاوره

ويغيره كما استطاع تغيري وأحمد الله أنك سببا في تغير مصيري

فيرد الضمير:

ها أنت جعت ألي الله فأذكرك بقول الله

بسم الله الرحمن الرحيم/ واذاّ أنعمنا علي الانسان أعرض ونئا بجانبه وأذا مسه الشر كان يؤسا/

صدق الله العظيم

فيرد الشاب:

نعم هذه كانت حالتي رب أغفر ذلتي ولك يا رب حبي ومعزتي وأعدك يا ربي بالوفاء

والبل اء وأن صبر علي كل لا أكون أبدا يؤس وكشر الوجه عكرا عبوس

للشاعر محمد الجابرى
اسيوط
مع تحياتى