الغريب أن القائد عروج
قام بتنفيذ هذه المهمة بنجاح !
والأعجب من ذلك أنه قام وإخوته بتكرارها مرَّات ومرَّات
فأنقذ أولئك الإخوة الألبان جزاهم الله كل خير
عشرات الآلاف من أرواح المسلمين.
وذاع صيت القائد الإسلامى عروج فى بحار الدنيا كلها
وتناقلت شوارع أوروبا الكاثوليكية قصصًا متناثرة عن بطولة بحار عثمانى
يبحر كالشبح المرعب فلا يستطيع أحد صده أبدًا
أما الأندلسيون المسلمون فقد أسمَوْه (بابا أروج) أو (بابا أروتس)
أى (الأب عروج)
فى لغة الأندلسيين الأوروبيين
وذلك من فرط احترامهم وتقديرهم لهذا البطل الذي خلّصهم من ويلات محاكم التفتيش
فحرف الإيطاليون (بابا أروتس) إلى (بَربَروس)
وتعنى بالإيطالية الرجل صاحب اللحية الحمراء
ولعل هذا هو سر امتلاك القرصان الذى يظهر فى أفلامهم لحيةً حمراء.
المهم
أن القائد عروش اصطحب معه فى جهاده إخوته اسحق وإلياس وخسرف (خير الدين).
فاستشهد إلياس رحمه الله فى جهاده وقام خير الدين بمحاربة
الحكام العملاء مع الصليبيين الأسبان فى بلاد الجزائر
بينما سقط عروج
فى أسر فرسان القديس يوحنا فى جزيرة "رودس"
ولكن البطل عروج
وبعملية خيالية استطاع أن يحرر نفسه
ثم قام بالتسلل بحرًا إلى إيطاليا
وهناك استولى على سفينة من سفن الجيش الصليبى
بعد أن قتل كل من فيها من الجنود الصليبيين
ثم أبحر بها وحده من إيطاليا إلى مصر
فقابل السلطان المملوكي (الغوري) رحمه الله
فأهداه الغورى سفينة بعتادها ومجاهديها
ومن ميناء الإسكندرية انطلق المجاهد الفذ عروج مرة أخرى ليلقى أخاه خير الدين
ويواصلان معًا الجهاد فى سبيل الله بسفنهم القليلة المتواضعة
فأصبح اسم " الأخوان بربروسا " اسمًا يرعب سفن الصليبيين الغزاة
فى كل بحار الأرض
ولكن أحد الخونة من الحكام الموالين لإسبانيا الصليبية آنذاك
قام بمساعدة الغزاة فى حصار مدينة "تلمسان" الجزائرية
ولكن القائد البطل عروج وجنوده الأتراك والجزائريين أبوا الهروب أو الإستسلام
وفضلوا أن يلقوا الله شهداءً ف سبيله
فقاتل عروج بكل ما تحمله البسالة من معنى بيد واحدة
بعد أن كان قد فقد يده الأولى من قبل
وهو يجاهد في سبيل الله لانقاذ نساء المسلمين وأطفالهم
ولمّا علم الأسبان أن القائد عروج بنفسه هو الذى يقاتل
بعثوا بالإمدادات العسكرية لتحاصر هذا البطل من كل اتجاه
وهو يقاتل بيد واحدة و ينظر إليهم وعينيه هناك
فى الجنة حيث ينتظره الشهداء الذين سبقوه
فأحاط به الصليبييون بسيوفهم فى كل موضع
قبل أن ينهالوا على جسمه بسيوفهم الغادرة تقطيعًا و تمزيقًا
ليرفع القائد عروج نظره إلى السماء
ليتذكر ابتسامات الأطفال الأندلسيين الذين كانوا يبادلونه إياها
عندما كان ينقذهم ويعيدهم إلى أحضان امهاتهم
ولعل عروج تذكر حينها دعوات أولئك الشيوخ والعجائز
فى أقبية التعذيب المظلمة فى كنائس إسبانيا
عندما كان يحملهم على كتفيه لينقذهم فى سفنه
لعله تذكر أمه الأندلسية عندما كان ينام فى حضنها وهو طفل صغير
وهى تمشط شعره بأصابعها وتقص عليه قصةً النوم
من قصص الأبطال من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن قصص أهلها فى الأندلس و قصص ما كانوا يلاقونه من تعذيب مخيف فى محاكم التفتيش،
لعله تذكر أخاه الصغير خير الدين
وهم أطفال صغار يلعبون فى مراعى ألبانيا الخضراء
وكل واحد منهم يقص لأخيه كيف سيصبح بطلًا يجاهد في سبيل الله
عندما يكبر
وبينما الصليبييون يغرسون سيوفهم فى قلبه
رفع القائد عروج إصبعه عاليًا وحرك شفتيه مبتسمًا
وهو يقول:
أشهد أن لا إله إلا الله.... وأشهد أن محمدًا رسول الله .