المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام)

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام)   قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين 21 سبتمبر 2015 - 21:57

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Img_girls-ly1363545108_392


ملخص قصة موسى مع فرعون كالآتي : 

كان مولد موسى عليه السلام في ظرف عصيب ، حيث كان فرعون يقتل كل وليد يجده لرؤية رآها فسرت له بأن صبيا سيولد يكون ذهاب ملكه على يديه ، فخاف وأصدر أوامره بإحصاء الحوامل وذبح كل من يولد ، ولكن الله تعالى أراد شيئا وفرعون أراد شيئا آخر ، وفي النهاية لا يكون إلا ما يريده الله تعالى ويقدر ، حيث أوحى الله تعالى إلى أم موسى عليه السلام بأن تجعله في صندوق وتلقيه في البحر وأخبرها بأنه سيأخذه عدو هو فرعون ويتربى في بيته وطمأنها بأن لا تخاف عليه ولا تحزن لأنه في حفظ الله تعالى ورعايته ، وشب موسى عليه السلام وترعرع في بيت فرعون ، ولما نبئ موسى وكلمه ربه أرسله إلى فرعون وقومه يدعوهم على توحيد الله تعالى ، ولكن فرعون علا واستكبر واستهزأ بموسى عليه السلام وطغى وتجبر وقال لقومه [ ما علمت لكم من إله غيري] ، وادعى الربوبية متبجحا بقوله : [ أنا ربكم الأعلى ]، وأيد الله تعالى موسى بالمعجزات التي تدل صدقه ، فعرضها موسى على فرعون ، فألقى عصاه بين يدي فرعون فتحولت إلى حية عظيمة وأدخل يده في جيبه ثم أخرجها بيضاء من غير سوء ، ولكن غرور فرعون جعل على قلبه غشاوة فلم يؤمن بهذين المعجزتين وأتهم موسى بالسحر وعد ما رآه نوع من أنواع السحر ، ثم جمع فرعون سحرته ليبطلوا ما جاء به موسى ولكن تبين للسحرة أن ما جاء به موسى عليه السلام ليس من قبيل السحر ، وإنما هو معجزة أيده الله تعالى بها ، فسجدوا وآمنوا به وبما جاء به فتوعدهم فرعون وهددهم ولكن لم يثنهم ذلك عما أحسوا به من الإيمان الذي خالطت بشاشته القلوب ، ولما يئس موسى عليه السلام من فرعون دعا ربه قائلا [ إن هؤلاء قوم مجرون] فأوحى الله تعالى إليه بأن يخرج من المدينة ليلا حتى لا يتفطن له فرعون وجنوده ، ولكن فرعون أحس بخروج موسى وقومه فتبعهم وجنوده ليلحقوا بهم حتى وصل موسى وبنو إسرائيل إلى شاطئ البحر فقال أصحاب موسى [ إنا لمدركون ] فصرخ موسى بقلب الموقن [ كلا إن معي ربي سيهديني ]فأوحى الله تعالى إليه بأن يضرب البحر بعصاه فامتثل أمر به فانفلق البحر إلى اثني عشر طريق وطمأنه بأن يعبر البحر ولا يخاف ، فعبر البحر مع قومه وتبعه فرعون فلما توسط فرعون البحر ونجا موسى أغرق الله تعالى فرعون مع قومه وطهر الأرض من شره . وهذه سنة الله تعالى مع من طغى وتجبر يقصم ظهر كل جبار ويجعل له نهاية تعيسة ليكون عبره لغيره .







قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 T
قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 1217607
قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Tw-as%20(1)
قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcQubVi1fwETgNPewPMYe12cm1weNp30nmmE3Bo-GHUzhKbUgMC6iw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام)   قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين 21 سبتمبر 2015 - 22:03

قصة موسى مع فرعون




إنَّ من القصص العجيب الذي أعاده الله في القرآن وثنَّاه قصة موسى عليه السلام مع فرعون ، لكونها مشتملة على حكم عظيمة وعبر بالغة وعظات مؤثرة ، وفيها نبؤُه سبحانه مع المؤمنين والظالمين بإعزاز المؤمنين ونصرهم وإذلال الكافرين وخذلانهم { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}[القصص:2-4] .
ولما أراد الله جل وعلا إنقاذ هذا الشعب من ظلم فرعون وطغيانه وتكبره وعدوانه أجرى من الأسباب العظيمة ما لم يشعر به فرعون ولا أولياؤه ولا أعداؤه ، حيث أمر سبحانه أمَّ موسى عليه السلام أن تضع وليدها موسى في تابوت مغلق ثم تلقيه في اليم ، ووعدها تبارك وتعالى بحفظه وبشَّرها بأنه سيردُّه إليها وأنه سيكْبرُ ويسْلم من كيدهم ، وأنه سبحانه سيجعله من المرسلين { وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص:7] . ففعلت ما أُمرت به ، وساق الله هذا التابوت وبداخله موسى عليه السلام يتقاذفه الموج إلى أن وصل مكان قريب من فرعون وآله { فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} [القصص:8] وفي هذا أن الحذر لا ينفع من القدر ، فإن الذي خاف منه فرعون وقتَّل أبناء بني إسرائيل لأجله قيَّض الله أن ينشأ في بيت فرعون ويتربى تحت يده وعلى نظره وفي كفالته .
ومن لطف الله بموسى وأمه أن منعه من قبول الرضاعة من ثدي أي امرأة ، فأخرجوه إلى السوق لعلهم يجدون من يقبل منها الرضاع ، فجاءت أخته وهو بتلك الحال { فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} [القصص:12] فاشتملت مقالتها هذه على الترغيب في أهل هذا البيت وبيان ما هم عليه من تمام الحفظ وحسن الكفالة { فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [القصص:13] .
ولما بلغ عليه السلام أشده واستوى آتاه الله حُكماً وعلْما ؛ حُكماً يعرف به الأحكام الشرعية والفصل بين الناس، وعلماً كثيرا . ثم جرت أحداث منها قتل موسى عليه السلام للقبطي ، وتشاور ملأ فرعون مع فرعون على قتله واجتمع رأيهم على ذلك ، ويبلغ موسى الخبر فيخرج من مصر { خَائِفًا يَتَرَقَّبُ}[القصص:21] ودعا الله {قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } [القصص:21] .
وأكرمه الله جل وعلا في رحلته تلك بالتزوج من امرأة صالحة ، ثمَّ إنه سبحانه أكرمه بأعظم كرامة وحباه بأعظم نعمة فجعله من المرسلين { قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف:144] .
وأيَّده تبارك وتعالى بالحجج الباهرة والبراهين الظاهرة { اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}[القصص:32] . ويأمره تبارك وتعالى بالتوجُّه إلى فرعون لدعوته ، وأمَره أن يقول له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى . ويطلب موسى من الله أن يعينه على ما حمله وأن يسدِّده فيما وكل إليه { قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ} [القصص:33-34] . فأجابه الله فيما سأل { قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} [القصص:35] .
ويأتي الأمر الإلهي إلى موسى وأخيه عليهما السلام لإنفاذ هذه المهمة وأداء هذا المطلب العظيم { اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى}[طه:42-48] . ويتوجَّه موسى وأخوه هارون عليهما السلام بكل شجاعة وقوة وثبات لتبليغ رسالة الله وتنفيذ أمره سبحانه .
لقد أرسل الله موسى عليه السلام بالآيات والسلطان المبين إلى فرعون الذي تكبر على الملأ وقال أنا ربكم الأعلى، فجاءه موسى بالآيات البينات ودعاه إلى توحيد رب الأرض والسماوات ، فقال فرعون منكراً وجاحداً : { وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء:23] فأنكر الرب العظيم الذي قامت بأمره الأرض والسماوات وكان له آية في كل شيء من المخلوقات ، فأجابه موسى { قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ} [الشعراء:24] . ففي السماوات والأرض وما بينهما من الآيات ما يوجب الإيقان للموقنين ، فقال فرعون لمن حوله ساخراً ومستهزئاً بموسى : { أَلَا تَسْتَمِعُونَ} [الشعراء:25] ، فذكَّره موسى بأصله وأنه مخلوق من العدم وصائر إلى العدم كما عُدم آباؤه الأولون فقال موسى { قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء:26] ، وحينئذ بهت فرعون فادَّعى دعوى المكابر المغبون فقال : { إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} [الشعراء:27] ، فطعن بالرسول والمرسِل ، فردَّ عليه موسى ذلك وبيَّن له أن الجنون إنما هو إنكار الخالق العظيم فقال : { قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } [الشعراء:28] . فلما عجز فرعون عن ردِّ الحق لجأ إلى التهديد والتوعد بالسجن فقال : { لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} [الشعراء:29] . وما زال موسى يأتي بالآيات كالشمس وفرعونُ يحاول بكل جهده ودعاياته أن يقضي عليها بالرد والطمس حتى قال لقومه : { يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ} [الزخرف:51-56].
وكان من قصة إغراقهم أنَّ الله أوحى إلى موسى أن يسري بقومه ليلاً من مصر فاهتمَّ لذلك فرعون اهتماماً عظيماً، فأرسل في جميع مدائن مصر أن يحشر الناس للوصول إليه لأمرٍ يريده الله ، فجمع فرعون قومه وخرجوا في إثر موسى متجهين إلى جهة البحر الأحمر { فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء:61] البحر من أمامنا فإن خضناه غرقنا ، وفرعون وقومه خلفنا فإن وقفنا أدركنا ؛ فقال موسى : { قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:62]، فلما بلغ البحرَ أمره الله أن يضربه بعصاه فضربه فانفلق البحرُ اثني عشر طريقاً ، وصار الماء السيال بين هذه الطرق كأطواد الجبال ، فلما تكامل موسى وقومه خارجين ، وتكامل فرعون بجنوده داخلين ، أمر الله البحر أن يعود إلى حاله فانطبق على فرعون وجنوده فكانوا من المغرقين .
فانظروا - رحمكم الله - إلى ما في هذه القصة من العبر والآيات ؛ كيف كان فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل خوفاً من موسى ، فتربى موسى في بيته وتحت حجر امرأته !! وكيف قابل موسى هذا الجبار العنيد مصرحاً معلناً بالحق هاتفاً به " ألا إنَّ ربكم هو الله ربُّ العالمين " فأنجاه الله منه !! وكيف كان الماء السيال شيئا جامداً كالجبال بقدرة الله ، وكان الطريق يبساً لا وحل فيه ولا زلق !! وكيف أهلك الله هذا الجبار العنيد بمثل ما كان يفتخر به ، فقد كان يفتخر بالأنهار التي تجري من تحته فأُهلك بالماء !! .
ولاشك أن ظهور آيات الله في مخلوقاته نعمة كبرى يستحق عليها الحمد والشكر ، خصوصاً إذا كانت في نصر أولياء الله وحزبه ودحر أولياء الشيطان وحزبه . ولذلك لما قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون اليوم العاشر من هذا الشهر – شهر المحرم – ويقولون إنه يوم نجَّى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فصامه موسى شكراً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ )) فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ[1] ، وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيامه فقال : ((أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ)) [2].
فينبغي للمسلم أن يصوم يوم عاشوراء وكذلك اليوم التاسع لتحصل بذلك فضيلة صيامه ومخالفة اليهود التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام)   قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين 21 سبتمبر 2015 - 22:10

قصة موسى مع فرعون

لقد أرسل الله موسى صلى الله وسلم عليه وعلى نبينا وإخوانهما من النبيين والمرسلين، أرسله إلى فرعون بالآيات البينات ودعاه إلى توحيد رب الأرض والسماوات، فقال فرعون منكراً وجاحدا: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 23] فأنكر الرب العظيم الذي قامت بأمره الأرض والسماوات وكان له آية في كل شيء من المخلوقات فأجابه موسى هو: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ} [الشعراء: 24]، ففي السماوات والأرض وما بينهما من الآيات ما يوجب الإيقان للموقنين، فقال فرعون لمن حوله ساخراً ومستهزئاً بموسى: {أَلاَ تَسْتَمِعُونَ} [الشعراء: 25].




فذكره موسى بأصله وأنه مخلوق من العدم وصائر إلى العدم كما عدم آباؤه الأولون فقال موسى هو
{رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ} [الشعراء: 26]، وحينئذ بُهِت فرعون فادعى دعوى المكابر المغبون فقال: {إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} [الشعراء: 27] فطعن بالرسول والمرسل فرد عليه موسى ذلك وبين له أن الجنون إنما هو إنكار الخالق العظيم فقال: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [الشعراء: 28].


فلما عجز فرعون عن رد الحق لجأ إلى ما لجأ إليه العاجزون المتكبرون من الإرهاب فتوعد موسى بالاعتقال والسجن وخاب فقال:
{لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ}  [الشعراء: 29]، ولم يقل لأسجننك ليزيد في إرهاب موسى، وإن لدى فرعون من القوة والسلطان والنفوذ ما مكنه من سجن الناس الذين سيكون موسى من جملتهم على حد تهديده وإرهابه، وما زال موسى يأتي بالآيات كالشمس، وفرعون يحاول بكل مجهوداته ودعاياته أن يقضي عليها بالرد والطمس حتى قال لقومه: {يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ . أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ . فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ . فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ . فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ . فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمثلاً لِلْآخِرِينَ} [الزخرف: 52- 56].




وكان من قصة إغراقهم أن الله أوحى إلى موسى أن يسري بقومه ليلاً من
 فاهتم لذلك فرعون اهتماماً عظيماً فأرسل في جميع مدائن مصر أن يحشر الناس للوصول إليه لأمر يريده الله، فجمع فرعون قومه وخرج في إثر موسى متجهين إلى جهة البحر الأحمر: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء: 61]؛ البحر من أمامنا فإن خضناه غرقنا، وفرعون وقومه خلفنا فإن وقفنا أدركنا فقال موسى: {كَلاَ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 62]


فلما بلغ البحر أمره الله أن يضربه بعصاه فضربه فانفلق البحر اثني عشر طريقاً وصار الماء السيال بين هذه الطرق كأطواد الجبال، فلما تكامل موسى وقومه خارجين وتكامل فرعون بجنوده داخلين أمر الله البحر أن يعود إلى حاله فانطبق على فرعون وجنوده فكانوا من المغرقين.


فانظروا رحمكم الله إلى ما في هذه القصة من العبر والآيات كيف كان فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل خوفاً من موسى فتربى موسى في بيته تحت حجر امرأته، وكيف قابل موسى هذا الجبار العنيد مصرحاً معلناً بالحق هاتفاً به ألا إن ربكم هو الله رب العالمين، فأنجاه الله منه، وكيف كان الماء السيال شيئاً جامداً كالجبال بقدرة الله، وكان الطريق يبساً لا وحل فيه في الحال، وكيف أهلك الله هذا الجبار العنيد بمثل ما كان يفتخر به، فقد كان يفتخر بالأنهار التي تجري من تحته فأُهلِك بالماء


ولا شك أن ظهور آيات الله في مخلوقاته نعمة كبرى يستحق عليها الحمد والشكر، خصوصاً إذا كانت في نصر أولياء الله وحزبه ودحر أعداء الله وحزبه، ولذلك لما قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون اليوم العاشر من شهر المحرم، ويقولون إنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فصامه موسى شكراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فنحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر الناس بصيامه» (ابن ماجه: 1419، وصححه الألبنى


وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيامه فقال: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» (مسلم: 1162). فينبغي للمسلم أن يصوم يوم عاشوراء وكذلك اليوم التاسع لتحصل بذلك مخالفة اليهود التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام)   قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين 21 سبتمبر 2015 - 22:27

قصة كليم الله موسى وهارون عليهما السلام
مع الطاغية فرعون 



قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcS8p3chd5vSRCqS_fBHRa-273x5zQp3_4h6FKW6fPj2UJjDk7xW5TgPxoU

موسى عليه السلام نشأ في مصر ثم كان هناك بنو إسرائيل قومه، كانوا مسلمين، لكن حكم الطاغوت، حكم الطاغية فرعون كان مسيطرا عليهم، وكان يستذلهم ويؤذيهم، وموسى كان من جملة بني إسرائيل الذين يسكنون مصر، هؤلاء كانوا من ذرية يعقوب، من ذرية يوسف الصديق عليه السلام وعلى جميع الأنبياء.

إخوة يوسف جاءتهم ذرية كثيرة وبين يوسف وموسى أربعمائة عام، موسى عليه السلام نزل عليه الوحي بأن يذهب إلى فرعون ويدعوه إلى الإسلام، إلى الإيمان بالله، وبموسى وهارون أخيه، الله تعالى أنزل على موسى وهارون الوحي جعلهما نبيِن رسولين وهما أخوان، ذهبا فكلماه فطغى وتجبر لكن الله تعالى نصر موسى ومن ءامن به، فخرجوا بعد أن أظهر موسى المعجزات، أظهر فيهم المعجزات، خرجوا من أرض مصر فجاوز موسى بهم البحر، البحر انفلق له اثني عشر فرقا كل فرق كالجبل العظيم، جعل الله لهم الأرض التي بين هذه الأمواج التي قامت بقدرة الله كالجبال، كل واحدة منفصلة عن الأخرى، جعل الله لهم يبسا فجاور بهم موسى فنجوا من فرعون، وهم كانوا ستمائة ألف، وفرعون أراد أن يلحقهم بجيشه الجرار، كان جيشه مليونا وستمائة ألف، ليبيدوهم على زعمهم، فجاء فرعون ليدركهم فوجد البحر على هذه الحال التي صار إليها معجزة لموسى، ثم هلك، أمر الله البحر بأن يلتطم عليهم فهلكوا فرعون وجماعته، ثم بعد ذلك توجه بهؤلاء الذين معه نحو بر الشام، دخل بهم أراضي الأردن.


ثم أمر هؤلاء الذين معه بأن يتوجهوا إلى بيت المقدس ليقاتـلوا الجبارين الكفار الذين كانوا مسيطرين على بيت المقدس فلم يطيعوه مع أنهم رأوا هذه المعجزة الكبيرة، عصوه، ما أطاعوه بالمرة، ثم توفاه الله، وتوفي هارون قبله ثم ايضا في هذه الحادثة أي حادثة وفاة أخيه هارون، أخوه هارون كان صعد هو وإياه إلى جبل فقبضه الله تعالى في ذلك الجبل أي هارون فلمـا نزل موسى قالوا له أنت قتلت أخاك لأنه كان أراف بنا منك، هو كان أرحم بنا منك فقتلته، إفتروا عليه، ما كلهـم افتروا عليه لكن بعضهم، فأظهر الله تعالى هارون وهو ميت، حملته الملائكة ومروا به أمام هؤلاء الذين افتروا على موسى بأنه هو قتله فلما رأوا ذلك سكتوا، ثم ردته الملائكة إلى حيث أمِروا، أبَوْا هؤلاء أن يقاتلوا معه فتوفى الله تعالى موسى قبل بيت المقدس، قبل الأرض المقدسة بمسافة قصيرة، فهذا دليل أن موسى أمر قومه بالجهاد، فلو أطاعوه كانوا قاتلوا أولئك الجبابرة، لكن النبي الذي جاء بعده وهو يشع عليه السلام، هذا كان خادمه، فتاه الذي سافر معه للقاء الخضر، هذا بعدما توفي موسى أنزل الله عليه الوحي فجعله نبيا، هذا توجه ومن معه من المؤمنين إلى بيت المقدس فقاتل أولئك الكفار فانتصرعليهم ففتح بيت المقدس وطهر بيت المقدس من أولئك الجبابرة الكفار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام)   قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين 21 سبتمبر 2015 - 23:05

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 634_image002


لما تمادى قبط مصر على كفرهم وعتوهم وعنادهم متابعة لملكهم الطاغية فرعون ومخالفة لنبي الله ورسوله وكليمه موسى بن عمران قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 U2_20، وأقام الله على أهل مصر الحجج العظيمة القاهرة، وأراهم من خوارق العادات ما بهر الأبصار وحير العقول، وهم مع ذلك لا يرعوون ولا ينتهون ولا ينزعون ولا يرجعون. 
لقد تمادى فرعون في سطوته وجبروته وكفره وطغيانه يفتن قومه عن الدين الحق، قال الله تعالى مخبرًا عن فرعون وكفى بالله شهيدًا {فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} [يونس: 83] أي جبار عنيد مستعل بغير الحق، {وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} أي في جميع أموره وشئونه وأحواله.
ولم بلغ به الأمر مبلغه حتى اعتبر نفسه إلهًا معبودًا، وهنا لما يبلغ الكفر مبلغه والطغيان منتهاه ويظن الرسل يأتيهم نصر الله، ولقد كانت أول معالم ذلك النصر اجتماع موسى قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 U2_20 بأتباعه يوصيهم ويثبتهم ويرشدهم، ويربطهم بفاطر الأرض والسماء {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} [يونس: 84]. ويأتي الجواب مطمئنا ً لموسى قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 U2_20 ممن تربوا في هذه المدرسة النبوية فقالوا {فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[يونس: 85] أمرهم بالتوكل على الله والاستعانة به والالتجاء إليه، فأتمروا بذلك، فجعل الله لهم مما كانوا فيه فرجًا ومخرجًا.
ويأتي الثاني من معالم النصر بشرى الله لهم {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 87].
فقد أوحى الله تعالى إلى نبيه موسى وأخيه هارون -عليهما السلام- أن يتخذوا لقومهما بيوتًا متميزة فيما بينهم عن بيوت القبط ليكونوا على أهبة في الرحيل إذا أمروا به ليعرف بعضهم بيوت بعض، وفي هذا العمل تأكيد على مبدأ فعل الأسباب، وأنه ينبغي أن يقرن بالتوكل على الله تعالى.
ثم إن الله قد أمرهم {وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 87] قيل: مساجد، وقيل: معناه كثرة الصلاة فيها، قاله مجاهد وغيره. ومعناه على هذا الاستعانة على ما هم فيه من الضر والشدة والضيق بكثرة الصلاة كما قال تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]. وكان رسول الله قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 R_20 إذا حزبه أمر فزع للصلاة، فالصلاة لها من الآثار الدنيوية والأخروية الشيء الكثير.
وتتالى الأيام وموسى قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 U2_20 ومن معه يكسوهم الصبر ويحليهم الإيمان بالله والتوكل عليه ويزينهم الصلة بالله والاستعانة بالصلاة، وهناك في الطرف الآخر فرعون ومن معه في غيهم يعمهون، وعن الحق معرضين يعاندون ويتمردون.
وتقرب لحظات النصر، {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} [يونس: 88] إنه دعاء من قلب صادق متوكل على الله، دعاء لنصرة الحق ودحر الباطل، إنها دعوة عظيمة دعا بها كليم الله موسى على عدو الله فرعون؛ غضبًا لله عليه لتكبره عن اتّباع الحق وصده عن سبيل الله ومعاندته وعتوه وتمرده واستمراره على الباطل ومكابرته الحق الواضح الجلي الحسي والمعنوي والبرهان القطعي، وتأتي الإجابة من القريب المجيب I {قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا} [يونس: 89]. والتثنية هنا كما قرر أهل العلم؛ لأن هارون قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 U2_20 كان يُؤمِّن على دعاء أخيه، فأصبح المؤمُن بمنزلة الداعي.
{فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [يونس: 89] ويأتي الإذن من الله لموسى قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 U2_20 ليسير ومن اتبعه إلى الشام خارجين من مصر، فلما علم بذهابهم فرعون حنق عليهم كل الحنق واشتد غضبه عليهم، وشرع في استحثاث جيشه وجمع جنوه ليلحقوا بموسى قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 U2_20 ومن معه، وأجمل بالقرآن الكريم وهو يصوِّر لنا هذه الأحداث في منظر بديع وتصوير أخّاذ، قال الله ومن أصدق من الله قيلاً: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ * فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلاَء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ} [الشعراء: 52-60].
قال علماء التفسير: لما ركب فرعون في جنوده طالبًا بني إسرائيل كان في جيش كثيف عرمرم حتى قيل كان في خيوله مائة ألف فحل أدهم، وكانت عدة جنوده تزيد على ألف ألف وستمائة ألف، فالله أعلم.
والمقصود أن فرعون لحقهم بالجنود فأدركهم عند شروق الشمس وتراءى الجمعان ولم يبق ثَمَّ ريب ولا لبس، وعاين كل من الفريقين صاحبه وتحققه ورآه ولم يبق إلا المقاتلة والمجادلة والمحاماة، فعندها قال أصحاب موسى وهم خائفون: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء: 61]؛ وذلك لأنهم اضطروا في طريقهم إلى البحر فليس لهم طريق ولا محيد إلا سلوكه وخوضه، وهذا ما لا يستطيعه أحد ولا يقدر عليه والجبال عن يسرتهم وعن أيمانهم وهي شاهقة منيفة، وفرعون قد واجههم وعاينوه في جنوده وجيوشه وعدده، وهم منه في غاية الخوف والذعر لما قاسوا في سلطانه من الإهانة والمنكر، فشكوا إلى نبي الله ما هم فيه مما قد شاهدوه وعاينوه، فقال لهم الرسول الصادق المصدوق: {قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء: 62]. (كلا).. يا لها من كلمة قوية مدوية! ثبات وثقة بوعد الله وموعوده، حتى في أحلك الظروف، ولك أن تتخيل الموقف أكثر، موسى قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 U2_20 ومن معه محاصرون البحر أمامهم والعدو الحاقد خلفهم، والوقت يمضي والعدو يقرب من مناله.
فلما تفاقم الأمر وضاق الحال واشتد الأمر واقترب فرعون وجنوده في جدهم وحَدِّهم وحديدهم وغضبهم هناك، تنزل الوحي على موسى قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 U2_20 {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63]. نعم، لقد تحول البحر إلى يابس حوَّله من يقول للشيء كن فيكون.
فلما آل أمر البحر إلى هذه الحال بإذن الرب العظيم الشديد المحال أمر موسى قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 U2_20 أن يجوزه ببني إسرائيل، فانحدروا فيه مسرعين مستبشرين مبادرين وقد شاهدوا من الأمر العظيم ما يحير الناظرين ويهدي قلوب المؤمنين، فلما جاوزوه وجاوزه وخرج آخرهم منه وانفصلوا عنه كان ذلك عند قدوم أول جيش فرعون إليه ووفودهم عليه، فأراد موسى قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 U2_20 أن يضرب البحر بعصاه ليرجع كما كان عليه؛ لئلاَّ يكون لفرعون وجنوده وصول إليه ولا سبيل عليه، فأمره القدير ذو الجلال أن يترك البحر على هذه الحال {وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ} [الدخان: 24]. أي ساكنًا على هيئته لا تغيره عن هذه الصفة، فلما تركه على هيئته وحالته وانتهى فرعون فرأى ما رأى وعاين ما عاين، هاله هذا المنظر العظيم، وتحقق ما كان يتحققه قبل ذلك من أن هذا من فعل رب العرش الكريم، فأحجم ولم يتقدم وندم في نفسه على خروجه في طلبهم والحالة هذه حيث لا ينفعه الندم، لكنه أظهر لجنوده تجلدًا وعاملهم معاملة العدا، وحملته النفس الكافرة والسجية الفاجرة على أن قال لمن استخفهم فأطاعوه وعلى باطله تابعوه: انظروا كيف انحسر البحر لي لأدرك عبيدي الآبقين من يدي، الخارجين عن طاعتي. وجعل يوري في نفسه أن يذهب خلفهم، ويرجو أن ينجو وهيهات! ويقدم تارة ويحجم، فلما رأته الجنود قد سلك البحر اقتحموا وراءه مسرعين، فحصلوا في البحر أجمعين حتى هَمَّ أوَّلهم بالخروج منه، عند ذلك أمر الله تعالى كليمه فيما أوحاه إليه أن يضرب البحر بعصاه، فضربه فارتد عليهم البحر كما كان فلم ينج منهم إنسان، قال الله تعالى: {وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ} [الشعراء: 65-67].
إن في إنجاء الله لأوليائه فلم يغرق منهم أحد، وإغراقه لأعدائه فلم يخلص منهم أحد - آيةً عظيمة وبرهان قاطع على قدرته تعالى العظيمة، وصدق رسوله قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 U2_20 فيما جاء به عن ربه من الشريعة الكريمة والمناهج المستقيمة.
ولما رأى فرعون الحقيقة وأدركه الغرق {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 90] وهيهات! {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 91]. ويأتي الحكم من الله {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [يونس: 92].
وانتهت أحداث ذلك اليوم العظيم، كما سماه رسولنا قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 R_20؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 R_20 قدم المدينة فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 R_20: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟" فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا؛ فنحن نصومه. فقال رسول الله قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 R_20: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه رسول الله قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 R_20 وأمر بصيامه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام)   قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين 21 سبتمبر 2015 - 23:20

صور غرق فرعون
ونجاة موسى كليم الله


قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcSJygRvSFSN6i-F-nK7yLn55LixkxM6MIAkNXUN5i3me3y5gMyhGw




قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 10_83  


قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Index3-300x160





قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 2767.imgcache






قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcTCJLKkjZeH7yZUxG-xzs2-CwImszzpYUYdH4nXf6sGf6hfsMKC




قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Z


قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcSAQj8Q3ttmlgicKb7ZMFMRIJDwuKoBw5iP2DeHe1EW4wLwP3-rwA

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Hqdefault

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Hqdefault

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcSoneKQIdAQOWVuuTeKZ448Eed2Mj_SMNy4cU1-qmHqwVdoIK5IDQ
قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcRGEPfXuj_strK2_aaSpNjFINZF4ysAyhNPdKlnn_T1qPkbgYXirg

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcRsrw6newfbDEebj67C7NP-F3NE7_bX5ec_WHbrzLbb16kKDAPFrQ


قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcSaEfp99-3nfDFbtDaY93sjO3b2FA1O0ndlyp32wqutAGqRk-A4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام)   قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين 21 سبتمبر 2015 - 23:24

قصة النبى موسى عليه السلام كاملة 

قال الله تعالى : ( طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) وملخص القصة أن فرعون تجبّر وعتا وطغى وبغى وآثر الحياة الدنيا وأعرض عن طاعة الله وجعل أهلها شيعا أي قسم رعيته إلى أقسام وفَرِقٍ وأنواع يستضعف طائفة منهم وهم شعب بني إسرائيل الذين هم من سلالة نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله وكانوا أن ذاك خيار أهل الأرض وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر الفاجر يستعبدهم ويستخدمهم في أخس الصنائع والحرف وأرداها وأدناها ومع هذا ( يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ ) .

وكان الدافع له على هذا الصنيع القبيح أن بني إسرائيل كانوا يتدارسون فيما بينهم ما يأثرونه عن إبراهيم عليه السلام من أنه سيخرج من ذريته غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه وكانت هذه البشارة مشهورة في بني إسرائيل ووصلت إلى فرعون فذكرها له بعض أمرائه فأمر عند ذلك بقتل أبناء بني إسرائيل حذراً من وجود هذا الغلام ولن يغني حذر من قدر ورأى فرعون في منامه كأن ناراً قد أقبلت من نحو بيت المقدس فأحرقت دور مصر وجميعَ القبط ولم تضر بني إسرائيل فلما استيقظ هاله ذلك فجمع الكهنة والسحرة وسألهم عن ذلك فقالوا : هذا غلام يولد من هؤلاء يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه فلهذا أمر بقتل الغلمان وترك النساء ولهذا قال الله تعالى : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) والمقصود أن فرعون احترز كل الاحتراز أن لا يوجد موسى حتى جعل رجالاً وقوابل يدورون على الحبالى ويعلمون ميقات وضعهن فلا تلد امرأة ذكراً إلا ذبحه أولئك الذباحون من ساعته و لكن الله تعالى أراد أن يقول لفرعون : يا أيها الملك الجبار المغرور بكثرة جنوده أن هذا المولود الذي تحترز منه وقد قتلت بسببه من النفوس ما لا يعد ولا يحصى لا يكون مرباه إلا في دارك وعلى فراشك ولا يغذى إلا بطعامك وشرابك في منزلك وأنت الذي تتبناه ثم يكون هلاكك في دنياك وأخراك على يديه لتعلم أنت وسائر الخلق أن رب السماوات والأرض هو الفعال لما اراد وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن أعوان فرعون شكوا إلى فرعون قلة بني إسرائيل بسبب قتل ولدانهم الذكور وخشي أن تتفانى الكبار مع قتل الصغار فيصيرون هم الذين يلون ما كان بنو إسرائيل يعملون من اعمال الخدمة فأمر فرعون بقتل الأبناء عاماً وأن يتركوا عاما فذكروا أن هارون عليه السلام ولد في عام المسامحة عن قتل الأبناء وأن موسى عليه السلام ولد في عام قتلهم فضاقت أمه به ذرعاً واحترزت من أول ما حبلت ولم يكن يظهر عليها مظهر الحبل فلما وضعت ألهمت أن تتخذ له تابوتاً ربطته في حبل وكانت دارها متاخمة للنيل فكانت ترضعه فإذا خشيت من أحد وضعته في ذلك التابوت فأرسلته في البحر وأمسكت طرف الحبل عندها فإذا ذهبوا استرجعته إليها به‏ قال الله تعالى: ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ وَقَالَتْ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) فأرسلته ذات يوم ونسيت أن تربط طرف الحبل عندها فذهب مع النيل فمر على دار فرعون وذكر المفسرون أن الجواري التقطنه من البحر في تابوت مغلق عليه فلم يتجاسرون على فتحه حتى وضعنه بين يدي امرأة فرعون آسية بنت مزاحم فلما فتحت الباب وكشفت الحجاب رأت وجهه يتلألأ بتلك الأنوار النبوية فلما رأته ووقع نظرها عليه أحبته حباً شديداً جداً فلما جاء فرعون قال : ما هذا وأمر بذبحه فاستوهبته منه ودافعت عنه ( وَقَالَتْ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ ) فقال لها فرعون : أما لك فنعم وأما لي فلا حاجة لي به وقد أنالها الله ما رَجَتْ من النفع أما في الدنيا فهداها الله به وأما في الآخرة فأسكنها جنته.

قال الله تعالى : ( وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) فاصبح فؤاد أم موسى فارغاً من كل شيء من أمور الدنيا إلا من موسى حتى كادت أن تظهر أمره وتسأل عنه جهرة لولا أن صبرها وثبتها الله تعالى و قالت لأخته وهي ابنتها الكبيرة اتبعي أثره واطلبي لي خبره وذلك لأن موسى عليه السلام لما استقر بدار فرعون أرادوا أن يغذوه برضاعة فلم يقبل ثدياً ولا أخذ طعاماً فحاروا في أمره واجتهدوا على تغذيته بكل ممكن فلم يفعل كما قال تعالى ( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ ) فأرسلوه مع القوابل والنساء إلى السوق لعلهم يجدون من يوافق رضاعته فبينما هم وقفو به والناس عكوف عليه إذ بصرت به أخته فلم تظهر أنها تعرفه بل قالت: (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) فلما قالت ذلك قالوا لها ما يدريك بنصحهم وشفقتهم عليه فقالت رغبة في سرور الملك ورجاء نفعته فذهبوا معها إلى منزلهم فأخذته أمه فلما أرضعته التقم ثديها وأخذ يمتصه ويرتضعه ففرحوا بذلك فرحاً شديداً وذهب البشير إلى آسية يعلمها بذلك فاستدعتها إلى منزلها وعرضت عليها أن تكون عندها وان تحسن إليها فأبت عليها وقالت إن لي بعلاً وأولاداً ولست أقدر على هذا إلا أن ترسليه معي فأرسلته معها وجعلت لها راتب وأجرت عليها النفقات والكساوي والهبات فرجعت به وقد جمع الله شمله بشملها‏ ( فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ).

( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ ) دخل موسى المدينة فوجد فيها رجلان يتضاربان ويتهاوشان أحدهما من شيعنه أي إسرائيلي و الآخر من عدوه أي قبطي ( فَإسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ) وذلك لأن موسى عليه السلام كانت له بديار مصر صولة بسبب نسبته إلى تبني فرعون له وتربيته في بيته وكانت بنو إسرائيل قد عزوا وصارت لهم وجاهة وارتفعت رؤوسهم بسبب أنهم أرضعوه وهم أخواله أي من الرضاعة فلما استغاث ذلك الإسرائيلي موسى عليه السلام على ذلك القبطي أقبل إليه موسى وطعنة بجمع كفه وقيل بعصا كانت معه فمات منها ولم يرد موسى قتله بالكلية وإنما أراد زجره وردعه ( فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) يخبر تعالى أن موسى أصبح بمدينة مصر خائفاً أي من فرعون وملئه أن يعلموا أن هذا القتيل الذي رفع إليه أمره إنما قتله موسى في نصرة رجل من بني إسرائيل فتقوى ظنونهم أن موسى منهم ويترتب على ذلك أمر عظيم فصار يسير في المدينة في صبيحة ذلك اليوم يلتفت فبينما هو كذلك إذا ذلك الرجل الإسرائيلي الذي استنصره بالأمس يستصرخه أي يصرخ به ويستغيثه على آخر قد قاتله فعنّفه موسى ولامه على كثرة شره ومخاصمته قال له : ( إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ) ثم أراد أن يبطش بذلك القبطي الذي هو عدو لموسى وللإسرائيلي فيردعه عنه ويخلصه منه فلما عزم على ذلك وأقبل على القبطي ( قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ ) قال بعضهم إنما قال هذا الكلام الإسرائيلي الذي اطلع على ما كان صنع موسى بالأمس ولما بلغ فرعون أن موسى هو قاتل ذلك المقتول بالأمس أرسل في طلبه وسبقهم رجل ناصح من طريق أقرب ( وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ قال يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ ).

( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قال رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) يخبر تعالى عن خروج عبده ورسوله وكليمه من مصر خائفاً يترقب أي يتلفت خشية أن يدركه أحد من قوم فرعون وهو لا يدري أين يتوجه ولا إلى أين يذهب وذلك لأنه لم يخرج من مصر قبلها‏ حتى وصل مدين وكانت هناك بئراً يستقون منها فوجد الرعاء يسقون منها و وجد أمرأتين أي تكفكفان عنهما غنمهما أن تختلط بغنم الناس فسألهما عن حالهما قالتا لا نقدر على ورود الماء إلا بعد صدور الرعاء لضعفنا وسبب مباشرتنا هذه الرعية ضعف أبينا وكبره وكانوا الرعاء إذا فرغوا من وردهم وضعوا على فم البئر صخرة عظيمة فتجئ هاتان المرأتان يشرعان غنمهما في فضل أغنام الناس فلما كان ذلك اليوم جاء موسى فرفع تلك الصخرة وحده ثم استقى لهما وسقى غنمهما ثم رد الحجر كما كان ثم تولى إلى الظل قالوا : وكان ظل شجرة من السمر أنه رآها خضراء ترف ( فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) فسمعته المرأتان فيما قيل فذهبتا إلى أبيهما فيقال إنه استنكر سرعة رجوعهما فأخبرتاه بما كان من أمر موسى عليه السلام فأمر إحداهما أن تذهب إليه فتدعوه ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ )فلما جاءه موسى أضافه واكرم مثواه وقص عليه ما كان أمره بشره بأنه قد نجا فعند ذلك قالت إحدى البنتين لأبيها يا أبت استاجره أي لرعي غنمك ثم مدحته بأنه قوي أمين لما قالت ذلك قال لها أبوها وما علمك بهذا فقالت إنه رفع صخرة لا يطيق رفعها إلا عشرة وأنه لما جئت معه تقدمت أمامه فقال كوني من ورائي فإذا اختلف الطريق فاحذفي لي بحصاة أعلم بها كيف الطريق.

قال الله تعالى ( فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنْ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنْ الآمِنِينَ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنْ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ ) فلما سار بأهله ومعه ولدان منهم وغنم قد استفادها مدة مقامه و كان ذلك في ليلة مظلمة باردة وتاهوا في طريقهم فلم يهتدوا إلى السلوك في الدرب المألوف واشتد الظلام والبرد فبينما هو كذلك إذ أبصر عن بعد ناراً تأجّج في جانب الطّور فقال لهم لعلي أستعلم من عندها عن الطريق فلما قصد موسى إلى تلك النار التي رآها فانتهى إليها وجدها تأجج في شجرة خضراء من العوسج وكل ما لتلك النار في اضطرام وكل ما لخضرة تلك الشجرة في ازدياد فوقف متعجباً وكانت تلك الشجرة في لحف جبل غربي منه عن يمينه كما قال تعالى : ( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنْ الشَّاهِدِينَ ) وكان موسى في واد اسمه طوى فكان موسى مستقبل القبلة وتلك الشجرة عن يمينه من ناحية الغرب ( إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى ) فأمر أولاً بخلع نعليه تعظيماً وتكريماً وتوقيراً لتلك البقعة المباركة ولاسيما في تلك الليلة المباركة ثم خاطبه تعالى كما يشاء قائلاً له : ( إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ) أي أنا رب العالمين الذي لا إله إلا هو الذي لا تصلح العبادة وإقامة الصلاة إلا له ثم أخبره أن هذه الدنيا ليست بدار قرار وإنما الدار الباقية يوم القيامة التي لابد من كونها ووجودها ( لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ) أي من خير وشر وحضه وحثه على العمل لها ومجانبة من لا يؤمن بها ممن عصى مولاه واتبع هواه ثم قال له مخاطباً ومؤانساً ومبيناً له أنه القادر على كل شيء والذي يقول للشيء كن فيكون ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ) أي ما هذه العصا التي في يدك ( قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) ( قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ) فإذا هى قد صارت حية عظيمة لها ضخامة هائلة وأنياب تصك وهي مع ذلك في سرعة حركة فجمعت الضخامة والسّرعة الشديدة فلمّا رأها موسى عليه السلام ( وَلَّى مُدْبِراً ) أي هارباً منها لأن طبيعته البشرية تقتضي ذلك ( وَلَمْ يُعَقِّبْ ) أي ولم يتلفت فناداه ربه قائلاً له : ( يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنْ الآمِنِينَ ) فلما رجع أمره الله تعالى أن يمسكها ( قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى ) ثم أمره تعالى بإدخال يده في جيبه ثم أمره بنزعها فإذا هي تتلألأ كالقمر بياضاً من غير سوء أي من غير برصٍ ولا بَهَق ولهذا قال : ( اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنْ الرَّهْبِم ).

أمر الله سبحانه و تعالى موسى عليه السلام بالذّهاب إلى فرعون فشكا إلى الله تعالى ما يتخوف من آل فرعون في القتيل الذى قتله وعقدة لسانه فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام قيل إنه أصابه في لسانه لثغة بسبب تلك الجمرة التي وضعها على لسانه والتي كان فرعون أراد اختبار عقله حين أخذ بلحيته وهو صغير فهمَّ بقتله فخافت عليه آسية وقالت: إنه طفل فاختبره بوضع تمرة وجمرة بين يديه فهمَّ بأخذ التمرة فصرف الملك يده إلى الجمرة فأخذها فوضعها على لسانه فأصابه لثغة بسببها فسأل زوال بعضها بمقدار ما يفهمون قوله ولم يسأل زوالها بالكلية وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردءاً يتكلم عنه الكثير مما لا يفصح به لسانه فآتاه الله عز وجل سؤله وحل عقدة من لسانه وأوحى الله إلى هارون فأمره أن يلقاه ( قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِي وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِي ) ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ) فلما ذهبا الى فرعون وبلّغاه ما أرسلا به من دعوته إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له وأن يفكَّ أسارى بني إسرائيل من قبضته وقهره وسطوته ويتركهم يعبدون ربهم حيث شاؤا ويتفرّغون لتوحيده ودعائه والتضرّع لديه فتكبَّر فرعون في نفسه وعتا وطغى ونظر إلى موسى بعين الازدراء والتنقص قائلاً له : ( أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ) أي أما أنت الذي ربيناه في منزلنا وأحسنا إليه وأنعمنا عليه مدة من الدهر ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ ) أي وقتلت الرجل القبطيّ وفررت منا وجحدت نعمتنا فقال موسى ( قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنْ الضَّالِّينَ ) أي قبل أن يوحى إلي وينزل علي ( فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُرْسَلِينَ ) ثم قال مجيباً لفرعون عما امتن به من التربية والاحسان إليه ( وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إسرائِيلَ ) أي وهذه النعمة التي ذكرت من أنك أحسنت إلي وأنا رجل واحد من بني إسرائيل تقابل ما استخدمت هذا الشعب العظيم بكماله واستعبدتهم في أعمالك وخدمتك وأشغالك ( قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ مُوقِنِينَ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمْ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) فلما جحد فرعون وجود الله تعالى و صنعه و خلقه و زعم انه هو الرب و الاله ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ) واستمرّ على طغيانه وعناده وكفرانه فلما قامت الحجج على فرعون وانقطعت شبهته ولم يبق له قول سوى العناد عدل إلى استعمال سلطانه وجاهه وسطوته : ( قَالَ لَئِنْ اتَّخَذْتَ إِلَهَ غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنْ الْمَسْجُونِينَ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ) وهكذا لما أدخل موسى عليه السلام يده في جيبه واستخرجها أخرجها وهي كفلقة القمر تتلألأ نوراً تبهر الأبصار فإذا أعادها إلى جيبه رجعت إلى صفتها الأولى ومع هذا كله لم ينتفع فرعون بشيء من ذلك بل استمر على ما هو عليه وأظهر أن هذا كله سحر وأراد معارضته بالسحرة فأرسل يجمعهم من سائر مملكته.

قال تعالى : ( وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَاناً سُوًى قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ) يخبر تعالى عن استكبار فرعون وقوله لموسى إنَّ هذا الذي جئت به سحر ونحن نعارضك بمثله ثم طلب من موسى أن يواعده إلى وقت معلوم ومكان معلوم وكان هذا من أكبر مقاصد موسى عليه السلام أن يظهر آيات الله وحججه وبراهينه جهرة بحضرة النّاس ولهذا : ( قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ ) وكان يوم عيد من أعيادهم ومجتمع لهم ( وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ) أي من أول النهار في وقت اشتداد ضياء الشمس فيكون الحق أظهر وأجلى ولم يطلب أن يكون ذلك ليلاً في ظلام بل طلب أن يكون نهاراً جهرة لأنه على بصيرة من ربِّه ويقين بأن الله سيظهر كلمته ودينه فذهب فرعون فجمع من كان ببلاده من السحرة وكانت بلاد مصر في ذلك الزمان مملوءة سحرة فضلاء في فنهم غاية فجمعوا له من كل بلد ومن كل مكان فاجتمع منهم خلق كثير وحضر فرعون وأمراؤه وأهل دولته وأهل بلده عن بكرة أبيهم وذلك أن فرعون نادى فيهم أن يحضروا هذا الموقف العظيم فخرجوا وهم يقولون : ( لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمْ الْغَالِبِينَ ) وتقدم موسى عليه السلام إلى السحرة فوعظهم وزجرهم عن تعاطي السحر الباطل الذي فيه معارضة لآيات الله وحججه فقال : ( وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ) ومعناه أنهم اختلفوا فيما بينهم فقائل يقول هذا كلام نبي وليس بساحر وقائل منهم يقول بل هو ساحر فالله أعلم وأسرّوا التناجي بهذا وغيره ( قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) لما اصطف السحرة ووقف موسى وهرون عليهما السّلام تجاههم قالوا له إما أن تلقي قبلنا وإما أن نلقي قبلك ( قَالَ بَلْ أَلْقُوا ) أنتم وكانوا قد أخذوا حبال وعصيّ فملؤها الزئبق وغيره من الآلات التي تضطرب بسببها تلك الحبال والعصي اضطراباً يخيل للرائي أنها تسعى باختيارها وإنما تتحرك بسبب ذلك فعند ذلك سحروا أعين الناس واسترهبوهم وألقوا حبالهم وعصيهم وهم يقولون ( بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ) ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُون فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ )وذلك أن موسى عليه السلام لما ألقاها صارت حية عظيمة ذات عنق عظيم وشكل هائل مزعج بحيث أن الناس خافوا منها وهربوا سراعاً وأقبلت هي على ما ألقوه من الحبال والعصي فجعلت تلقفه واحداً واحداً في أسرع ما يكون من الحركة والناس ينظرون إليها ويتعجّبون منها وأما السّحرة فإنهم رأوا ما هالهم وحيّرهم في أمرهم و لم يكن في خلدهم ولا بالهم فعند ذلك أنَّ هذا ليس بسحر ولا شعوذة ولا خيال بل حق لا يقدر عليه إلا الحق وكشف الله عن قلوبهم غشاوة الغفلة وأنارها وأنابوا إلى ربهم وخرّوا له ساجدين وقالوا جهرة للحاضرين ولم يخشوا عقوبة فرعون كما قال تعالى ( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ).

( وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ فَإِذَا جَاءَتْهُمْ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ) فرجع عدو الله فرعون حين آمنت السحرة مغلوباً مغلولاً ثم أبى إلا الاقامة على الكفر والتمادي في الشر وحرضه الامراء والوزراء على اذية موسى وعدم تصديقه وعلى قتل غلمان بنى اسرائيل الذين آمنوا زيادة فى اذلالهم ومهانتهم فتابعه الله بالآيات فأخذه بالسنين فأرسل عليه الطوفان ثم الجراد ثم القمل ثم الضفادع ثم الدم آيات مفصلات فأرسل الطوفان وهو الماء ففاض على وجه الأرض ثم ركد لا يقدرون على أن يحرثوا ولا أن يعملوا شيئا حتى جهدوا جوعاً فلما بلغهم ذلك : ( قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إسرائِيلَ ) فدعا موسى ربه فكشفه عنهم فلما لم يفوا به بشيء فأرسل الله عليهم الجراد فأكل الشجر فيما بلغني حتى أن كان ليأكل مسامير الأبواب من الحديد حتى تقع دورهم ومساكنهم فقالوا مثل ما قالوا فدعا ربه فكشف عنهم فلم يفوا له بشيء مما قالوا فأرسل الله عليهم القمل فانثال عليهم قملاً حتى غلب على البيوت والأطعمة ومنعهم النوم والقرار فلما جهدهم قالوا له مثل ما قالوا له فدعا ربه فكشف عنهم فلما لم يفوا بشي مما قالوا فأرسل عليهم الضَّفادع فملأت البيوت والأطعمة والآنية فلا يكشف أحد ثوباً ولا طعاماً إلا وجد فيه الضفادع قد غلبت عليه حتى إن أحدهم إذا فتح فاه لطعام أو شراب سقطت فيه ضفدعة من تلك الضفادع فلما جهدهم ذلك قالوا له مثل ما قالوا فدعا ربه فكشف عنهم فلم يفوا بشيء مما قالوا فأرسل الله عليهم الدم فصارت مياه آل فرعون دماً لا يستقون من بئر ولا نهر يغترفون من إناء إلاّ عاد دما عبيطاً هذا كله لم ينل بني إسرائيل من ذلك شيء بالكلية وهذا من تمام المعجزة الباهرة قال الله تعالى : ( وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمْ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إسرائِيلَ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمْ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ )

ولما تمادى أهل مصر على كفرهم وعتوهم وعنادهم متابعة لملكهم فرعون ومخالفة لنبي الله ورسوله وكليمه موسى بن عمران عليه السلام وأقام الله على أهل مصر الحجج العظيمة القاهرة وأراهم من خوارق العادات ما بهر الأبصار وحير العقول وهم مع ذلك لا يرعون ولا ينتهون ولا ينزعون ولا يرجعون ولم يؤمن منهم إلا القليل من قوم فرعون والسحرة كلهم وجميع شعب بني إسرائيل وإيمانهم كان خفية لمخافتهم من فرعون وسطوته وجبروته وسلطته أوحى الله تعالى إلى موسى وأخيه هارون عليهما السلام أن يتخذا لقومهما بيوتاً متميزة فيما بينهم عن بيوت اتباع فرعون ليكونوا على أهبة من الرحيل إذا أمروا به ليعرف بعضهم بيوت بعض وليعبدوا الله فيها ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّأَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ ) و استأذن بنو إسرائيل فرعون في الخروج إلى عيد لهم فأذن لهم وهو كاره ولكنهم تجهزوا للخروج وتأهبوا له وإنما كان في نفس الأمر مكيدة بفرعون وجنوده ليتخلّصوا منهم ويخرجوا عنهم قال الله تعالى : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إسرائِيلَ فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِي فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) لحقهم فرعون بالجنود فأدركهم عند شروق الشمس وتراءى الجمعان ورأى كلٌّ من الفريقين صاحبه وتحققه ولم يبق إلا المقاتلة فعندها قال أصحاب موسى وهم خائفون إنا لمدركون وذلك لأنهم اضطروا في طريقهم إلى البحر فليس لهم طريق الا سلوكه وخوضه وهذا ما لا يستطيعه أحد ولا يقدر عليه والجبال عن يسرتهم وعن أيمانهم وفرعون قد واجههم فشكوا إلى نبي الله ما هم فيه مما قد شاهدوه فقال لهم موسى ( كَلا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِي ) ونظر إلى البحر وهو يتلاطم بأمواجه وهو يقول هاهنا أمرت فيقولون لموسى عليه السلام يا نبي الله أههنا أمرت فيقول نعم فلما تفاقم الأمر وضاق الحال واشتد الأمر واقترب فرعون فعند ذلك أوحى الحليم العظيم القدير ربُّ العرش الكريم إلى موسى الكليم قال الله تعالى ( فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) ويقال إنه انفلق اثنتي عشرة طريقا لكل سبط طريق يسيرون فيه وأمر الله تعالى موسى عليه السلام أن يجوزه ببني إسرائيل فانحدروا فيه مسرعين مستبشرين مبادرين فلما جازوه وجاوزوه وخرج أخرهم منه وانفصلوا عنه كان ذلك عند قدوم أول جيش فرعون إليه ووفودهم عليه فأراد موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه ليرجع كما كان عليه لئلا يكون لفرعون وجنوده وصول إليه ولا سبيل عليه فأمره القدير ذو الجلال أن يترك البحر على هذه الحال كما قال تعالى ( وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا ) أي ساكنا على هيئته لا تغيره عن هذه الصفة فلما تركه على هيئته وحالته وانتهى فرعون فرأى ما رأى هاله هذا المنظر العظيم وتحقق من أن هذا من فعل رب العرش الكريم فأحجم ولم يتقدم لكنه أظهر لجنوده تجلّداً وحملته النفس الكافرة على ان يعبر بجنوده مثل بنى اسرائيل فعند ذلك أمر الله تعالى كليمه فيما أوحاه إليه أن يضرب بعصاه البحر فضربه فارتطم عليهم البحر كما كان فلما ينج منهم إنسان و هنا فقط و عندما أيقن فرعون من غرقه آمن بالله الواحد الأحد.

وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز المهيمن على ما عداه من الكتب : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إسرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُون ) وذلك انهم بعد ما عاينوا من آيات الله وقدرته ما دلّهم على صدق ما جاءهم به رسول ذو الجلال والإكرام وذلك أنه مروا على قومٍ يعبدون أصناماً قيل كانت على صور البقر فكأنهم سألوهم لم يعبدونها فزعموا لهم أنها تنفعهم وتضرهم ويسترزقون بها عند الضرورات فكأنَّ بعض الجهَّال منهم صدّقوهم في ذلك فسألوا نبيهم الكليم الكريم العظيم أن يجعل لهم آلهة كما لأولئك آلهة.

( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) ذلك أن موسى عليه السلام ذهب الى ميقات ربه و استخلف على شعب بني إسرائيل أخاه هارون فلما استكمل الميقات ثلاثين ليلة وكان فيه صائماً يقال إنه لم يستطعم الطعام فلما كمل الشهر أخذ لحاء شجرة فمضغه ليطيب ريح فمه فأمره الله أن يمسك عشراً أخرى فصارت أربعين ليلة ( قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ) فلما أتم الميقات أعطاه ربه التوراة وفيها مواعظ عن الآثام وتفصيل لكل ما يحتاجون إليه من الحلال والحرام.

( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابن أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِي الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) حين ذهب موسى عليه السلام إلى ميقات ربه فمكث على الطور يناجيه ربه ويسأله موسى عليه السلام عن أشياء كثيرة وهو تعالى يجيبه عنها فعمد رجل منهم يقال له هارون السامري فأخذ ما كانوا استعاروه من الحلي فصاغ منه عجلاً وألقى فيه قبضة من التراب كان أخذها من أثر فرس جبريل حين رآه يوم أغرق الله فرعون على يديه فلما ألقاها فيه خار كما يخور العجل الحقيقي وقيل بل كانت الريح إذا دخلت من دبره خرجت من فمه فيخور كمن تخور البقرة فيرقصون حوله ويفرحون ( فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ ) أي فنسي موسى ربه عندنا وذهب يتطلبه وهو هاهنا تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ولما رجع موسى عليه السلام إليهم ورأى ما هم عليه من عبادة العجل ومعه الألواح المتضمنة التوراة ألقاها ثم أقبل عليهم فعنفهم ووبخهم فاعتذروا إليه بما ليس بصحيح قالوا إنا ( حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ ) تحرجوا من تملك حلي آل فرعون وهم أهل حرب وقد أمرهم الله بأخذه وأباحه لهم ولم يتحرجوا من عبادة ثم أقبل على أخيه هارون عليه السلام قائلاً له ( يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاَّ تَتَّبِعَنِي ) أي لماذا لما رأيت ما صنعوا لم تتبعني وتعلمني بما فعلوا فقال : ( إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إسرائِيلَ ) أي تركتهم وجئتني وأنت قد استخلفتني فيهم فعمد موسى عليه السلام إلى هذا العجل فحرقه قيل بالنار وقيل بالمبارد ثم ذراه في البحر وأمر بني إسرائيل فشربوا فمن كان من عابديه علق على شفاههم من ذلك الرماد ما يدل عليه وقيل بل اصفرت ألوانهم فاستيقن بنو إسرائيل بالفتنة فقالوا لجماعتهم : يا موسى سل لنا ربك يفتح لنا باب توبة نصنعها فتكفر عنا ما عملنا فاختار موسى من قومه سبعين رجلاً لذلك لا يألو الخير من خيار بني إسرائيل ومن لم يشرك في الحق فانطلق بهم يسأل لهم التوبة فرجفت بهم الأرض فاستحيا نبي الله عليه السلام من قومه ومن وفده حين فعل بهم ما فعل فقال : ( رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ) وفيهم من كان الله اطلع منه على ما أشرب قلبه من حب العجل وإيمانه به فلذلك رجفت بهم الأرض فقال ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ ) فقال : يا رب سألتك التوبة لقومي فقلت : إن رحمتي كتبتها لقوم غير قومي فليتك أخرتني حتى تخرجني في أمة ذلك الرجل المرحوم فقال له : إن توبتهم أن يقتل كل رجل منهم من لقي من والد وولد فيقتله بالسيف ولا يبالي من قتل في ذلك الموطن وتاب أولئك الذين كان خفي على موسى وهارون أمرهم واطلع الله من ذنوبهم فاعترفوا بها وفعلوا ما أمروا وألقى الله عليهم ضباباً حتى لا يعرف القريب قريبه ولا النسيب نسيبه ثم مالوا على عابدي العجل فقتلوهم وحصدوهم وغفر الله للقاتل والمقتول ثم سار بهم موسى عليه السلام متوجهاً نحو الأرض المقدسة وأخذ الألواح بعدما سكت عنه الغضب فأمرهم بالذي أمر به من الوظائف فقالوا : انشرها علينا فإن كانت أوامرها ونواهيها سهلة قبلناها فقال : بل اقبلوها بما فيها فراجعوه مراراً فأمر الله الملائكة فرفعوا الجبل على رؤوسهم حتى صار كأنه ظلة ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم فأخذوا الكتاب بأيمانهم وهم مصغون ينظرون إلى الجبل والكتاب بأيديهم وهم من وراء الجبل مخافة أن يقع عليهم ( وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).

ثم مضوا حتى أتوا الأرض المقدسة فوجدوا فيها قوم جبارون وذلك أن موسى عليه السلام لما انفصل من بلاد مصر وواجه بلاد بيت المقدس وجد فيها قوماً من الجبّارين من الحيثانيين و والكنعانيين وغيرهم فأمرهم موسى عليه السّلام بالدّخول عليهم ومقاتلتهم وإجلائهم إياهم عن بيت المقدس فإن الله كتبه لهم ووعدهم إياه فخافوا من هؤلاء الجبارين قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ) فذمهم الله في تخاذلهم وعاقبهم بالتيه على ترك جهادهم ومخالفتهم رسولهم ( قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) فكانوا يسيرون فى الأرض إلى غير مقصد ليلاً ونهاراً وصباحاً ومساءً قال الله تعالى : ( يَا بَنِي إسرائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) يذكر تعالى أنه أنزل عليهم في حال شدتهم وضرورتهم في سفرهم في الأرض التي ليس فيها زرع ولا ضرع منَّاً من السماء يصبحون فيجدونه خلال بيوتهم فيأخذون منه قدر حاجتهم في ذلك اليوم إلى مثله من الغد ومن ادخر منه لأكثر من ذلك فسد ومن أخذ منه قليلاً كفاه أو كثيراً لم يفضل عنه فيصنعون منه مثل الخبز وهو في غاية البياض والحلاوة فإذا كان من آخر النهار غشيهم طير السلوى فيقتنصون منها بلا كلفة ما يحتاجون إليه حسب كفايتهم لعشائهم وإذا كان فصل الصيف ظلل الله عليهم الغمام وهو السحاب الذي يستر عنهم حر الشمس وضوءها الباهر وجعل لهم ثياباً لا تبلى ولا تتسخ وجعل بين ظهرانيهم حجراً مربعاً وأمر موسى فضربه بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً في كل ناحية ثلاثة أعين وأعلم كل سبط عينهم التي يشربون منها فلا يرتحلون محلة إلا وجدوا ذلك الحجر بينهم بالمكان الذي فيه بالمنزل الأول بالأمس.

قال البخاري في صحيحه : عن أبي هريرة قال : أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام فلما جاءه صكَّه فرجع إلى ربه عز وجل فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال : أي رب ثم ماذا؟ قال : ثم الموت قال : فالآن قال : فسأل الله عز وجل أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر قال أبو هريرة : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام)   قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين 21 سبتمبر 2015 - 23:33

غرق فرعون
قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 %D8%BA%D8%B1%D9%82_%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86

غرق فرعون


دأب موسى عليه السلام بعد انتصاره على السحرة على دعاء فرعون إلى الإيمان بالله تعالى و إطلاقه بني إسرائيل ، فأبى و وجد أن عز
ته تكمن في السلطان و وفرة المال ، و استهزأ بموسى و طالب أن يكون له أسورة من ذهب أو تقترن به الملائكة 


و قد قال تعالى في وصف فرعون 

وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تبصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) -سورة الزخرف 


و بعد أن ياس موسى من هداية فرعون ، سار بقومه أول الليل من مصر إلى الأرض المقدسة ، و أوحى الله لنبيه أن يضرب بعصاه البحر فانفلق البحر اثني عشر فريقاً لاثني عشر سبطاً(أي فريق من اليهود )لكل سبط منهم طريق ، و جفت أرض البحر بتأثير الشمس و الرياح ، و سار القوم آمنين إلى بر الأمن و السلام ن و قد قام الماء على جانبي الطريق كالجبال إلى أن مروا و عبروا سالمين 


أحس فرعون بخروج بني إسرائيل و هربهم دون إذنه ، فجمع لذلك جنداً عظيماً و اتبع بني إسرائيل ليردهم إلى عبوديته، فأدركهم مع جنوده على ساحل البحر الأحمر فعبر موسى و من معه مسالك البحر فتبعهم فرعون و من معه و لما نجا بنو إسرائيل و تجاوزوا البحر ، كان فرعون حينها قد توسط البحر هو و جنوده، فأطبق الله البحر على فرعون و جنوده و أغرقهم جميعاً 


حين أدرك الغرق فرعون ، قرر أن يؤمن برب موسى قائلاً : آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل و أنا من المسلمين إلا أن الله لم يتقبل إيمان ذلك الطاغية كونه قد قرر أن يؤمن حين الشدة فقط و خوفاً من الموت ، و قد نجى الله تعالى بدن فرعون حتى يكون آية لمن خلفه و عبرة للناس 


و قد جاء وصف ذلك بالآيات التالية من سورة يونس 

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)
آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) 





قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 %D8%BA%D8%B1%D9%82_%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام)   قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين 21 سبتمبر 2015 - 23:44

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 %D8%B7%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D9%86_%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86_%D9%88_%D8%B9%D9%86%D8%A7%D8%AF%D9%87

طغيان فرعون وعناده
 بالرغم من كل ما حصل لفرعون من هزيمة عند تحديه لموسى و إتيانه بالسحرة ليغلبوه ، إلا انه أصر على عناده و تمادى في كفره ، و أغراه قومه بموسى و بني إسرائيل قائلين ما جاء في الآيات التالية وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وءالهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قهرون ( 127 ) قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعقبة للمتقين ( 128 ) قالوا أوذينا من قبل أن تءاتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ( 129 )-سورة الأعراف استمر موسى يمهد لقومه سبل النجاة ، مما حاق بهم من الجور ، و و استعصم بربه و إيمانه بالله ، و مناهم هلاك عدوهم ، و أن يكونوا خلفاء الأرض في مصر، و أراد فرعون ان يبطش بموسى متحدياً إلهه ، و تآمر لذلك مع قومه على قتله ، فقام رجل من آل فرعون يكتم إيمانه بموسى و رب موسى و دافع عن موسى دفاعاً مستميتاً و بين لهم انه لا ينبغي منهم أن يقوموا بقتل رجل يقول ( ربي الله)و حذر بعد ذلك آل فرعون بأس الله تعالى و عذابه الشديد الذي وقع بالأمم التي سبقتهم تحدى قوم فرعون هذا المؤمن و قاوموه و كذبوه ، فلامهم على انه يريد بهم السعادة ، و هم يريدون له الشقاء الدائم ،فهو يدعوهم إلى الإليمان و هم يدعونه إلى الكفر، مبينً لهم ان الآلهة التي يدعونها لا تجلب لهم نفعاً او تدفع عنهم ضرا و قد قص الله تعالى علينا ذلك في الآيات التالية من سورة غافر وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42)لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام)   قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين 21 سبتمبر 2015 - 23:48

يماذا أهلك الله قوم فرعون؟؟


من قصص الأنبياء التي وردت كثيرأ عن غيرها من دون القصص هي قصة سيدنا موسى عليه السّلام عندما أرسله الله تعالى مبشراً و نذيراً إلى الطّاغية فرعون و قومه حيث كانت مصر هي مكان الطّاغية فرعون و جنوده ، وردت قصة النّبي موسى عليه السّلام مع فرعون إشارةً إلى تثبيت النّبي محمد صلّى الله عليه و سلّم على الدّعوة الإسلامية و تذكيره بأن الطّغاة مصيرهم الهلاك كما أهلك الله تعالى فرعون .




فرعون من الطّغاة الشديدين و أشدّ الطّغاة من بين الأقوام السّابقة و تميز بالكفر و العناد و شدّة البطش و السّلطان حتى وصل به الأمر إلى درجة الألوهية و آلهة تعبد في قومه ، خالف فرعون و جنوده النّبي المرسل إليهم من الله و هو موسى عليه السّلام . لما دعا موسى عليه السلام فرعون إلى الإيمان بالله تعالى أسرف فرعون في أمره و كفر بالله تعالى و لم يؤمن بالله تعالى و توعّد بقتل موسى عليه السلام إن لم يرجع عن دينه ، لكن آمن مع موسى عليه السلام عدد قليل من النّاس و لعل يرجع ذلك إلى خوفهم من فرعون أن يفتنهم و يعذبهم و يقتلهم ، و لكن آمن مع موسى عليه السلام من آمن بالله و أحب الله و خاف من الله و لا يخاف من عبد من عباد الله و آمن مع موسى من عرف و صدّق بالحق و بالرّسالة الذي جاء بها موسى عليه السّلام ، كان فرعون يملك كنوز مصر العظيمة و دعا سيدنا موسى على فرعون كما قال الله تعالى (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ ) و استجاب الله لدعائه ، و لما أشتد الطّغيان من فرعون أمر الله تعالى سيدنا موسى عليه السّلام أن يترك و يخرج من مصر و يذهب إلى الشّام . و عندما علم فرعون بخروج موسى عليه السّلام من مصر قام فرعون و جنوده بإتباعه للحوق بهم و القضاء عليهم ، فخرج فرعون بجيوش عظيمة مجهّزة و تمكن فرعون من اللحوق بموسى عليه السّلام و إلتقوا عند البحر حيث تم محاصرة موسى و من معه عند البحر و تحيط بهم الجبال و لا مهرب من فرعون إلا بسلوك البحر و خاف مع من موسى لأن قطع البحر أمرٌ مستحيل، فقال لهم موسى لا تخافوا إن الله معنا ، فأوحى الله تعالى أن يضرب بعصاه البحر و إنشق البحر إلى قسمين كجبلين عظيمين و سلك موسى و من معه هذا البحر ، لكن لم يتعظ فرعون من هول المنظر و المعجزة التي حصلت أمامه و أراد فرعون و جنوده سلوك البحر و عندما أصبحوا في الطّريق أنزل الله تعالى أمره و أطبق البحر عليهم و أغرقهم و أهلكهم.








ذكرت الآيات الكريمة عندما أدرك فرعون الغرق آمن بالله و لكن الله تعالى شاءت حكمته أن ينجيه ببدنه ليكون عبرة ومثل لخلفه لكي يعتبروا الطغاة و يكون مصيرهم مصير فرعون إن لم يؤمنوا بالله .فمصير و عذاب فرعون كان هو الغرق في البحر عندما لحق بسيدنا موسى و أصحابه عليهم السّلام .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام)   قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين 21 سبتمبر 2015 - 23:53

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 %D9%82%D8%B5%D8%A9_%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89_%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B6%D8%B1
قصة موسى مع الخضر
 ورد في سورة الكهف قصة لسيدنا موسى مع العبد الصالح الذي يلقب بالخضر ، فما هي تلك القصة ؟ إليك عزيزي القارئ التفاصيل كان موسى خطيباً في بني إسرائيل مذكراً لهم بأيام الله فسئل : أي الناس أعلم؟ قال : أنا ، فعتب الله عليه و أوحى إليه أن لها عبداً بمجمع البحرين في عدن ، فقال موسى : يا رب ، كيف يكون لي بهفقال : تأخذ معك حوتاً و فتجعله في مكتل ، و حيث فقدت الحوت فهو هناك فانطلق مع فتى حتى إذا اتيا بصخرة و ناما ، فعاد الحوت حياً و و سقط في البحر متخذاً سرباً و أمسك الله عن الحوت جرية الماء ، و في اليوم التالي ، تابع موسى السير مع فتاه ، حتى إذا تبعا قال آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا تعباً و نصبا، و لما هم أن يقدم الفتى الغداء تذكر ما كان من امر الحوت و أنه قد تسرب إلى الماء و كان البحر للحوت سرباً و لموسى و فتاه عجباً ، فعادا إلى مكان الصخرة فوجدا رجلاً مغطى بالثياب ، سلم عليه موسى ، و قال له الخضر : و إني بأرضك السلام ، ثم قال : أنا موسى بني إسرائيل ، أتستك لتعلمني ما علمت رشداً فاجابه بأنه لن يستطيع معه صبراً ، و قال له : يا موسى ، إنني على علم من الله علمنيه لا تعلمه أنت و انت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا أظهر له موسى بعد ذلك استعداداً لالتزام الطاعة و الصبر ، و شرط عليه الخضر أن لا يسأله عن شيء حتى يخبره ، فانطلق الإثنان يمشيان على ساحل البحر ، فمرت سفينة فحملوهما بغير اجر لمعرفتهم الخضر تفاجأ موسى بخلع الخضر لوحة من السفينة بالقدوم ، فاعترض موسى بأنه عرض السفينة للغرق ، فقام الخضر بتذكيره بالعهد بان لا يسأله شيئا ، اعتذر له موسى عما بدر منه من نسيان ، و جاء عصفور على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة فقال له الخضر : ما علمني و علمك من علم الله إلامثل ما نقض هذا العصفور من هذا البحر خرج موسى و الخضر من السفينة و مشيا على الساحل فوجد الخضر غلاماً يلعب مع الغلمان فقتله، فتعجب موسى من ذلك و أنكر فعلته إنكاراً شديداً، فعاد الخضر و ذكره بالعهد و اعتذر منه موسى مرة أخرى انطلق الإثنان و استكملا مسيرتهما إلى أن أتيا قرية ، فأبوا ضيافتهما و وجدا جداراً آيلاً إلى السقوط فأقامه الخضر ، فقال له موسى : لو طلبت أجراً على عملك هذا ، ففارقه ثم أخبره عن أسباب الحوادث الثلاث فقال له عندما قمت بتعييب السفينة فقد كان ذلك إنقاذاً لها من غضب ملك ظالم يغتصب كل سفينة صالحة جيدة، فكان في ظاهر عملي الفساد رغم ان في باطنه الرحمة ، و أما قتل الغلام فقد كان حفظاً لدين والديه الصالحين من انحرافه و كفره و طغيانه ، خشية من ميلهما إليه بدافع حب الابن ، و ان الله سيعوضهما خيراً منه أما عن إعادة بناء الجدار ، فأردت ان أحافظ في ذلك على كنز ليتيمين صغيرين من أب صالح و أصل كريم ،ليستخرجاه عندما يبلغا أشدهما و من ثم اعلن الخضر لموسى أنه لم يفعل ذلك بعلمه و لا برأيه ، و إنما كان ذلك بعلم الله و إلهامه







قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 T
قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 1217607
قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Tw-as%20(1)
قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcQubVi1fwETgNPewPMYe12cm1weNp30nmmE3Bo-GHUzhKbUgMC6iw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام)   قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 25 سبتمبر 2015 - 14:48

قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Hqdefault






قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 T
قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 1217607
قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Tw-as%20(1)
قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام) - صفحة 2 Images?q=tbn:ANd9GcQubVi1fwETgNPewPMYe12cm1weNp30nmmE3Bo-GHUzhKbUgMC6iw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة فرعون مع نبى الله موسى(علية السلام)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» نجاة موسى\علية السلام\من أمر فرعون
» قصة نبى الله موسى(علية السلام)
» موسى نبى الله(علية السلام)
» نبى الله موسى علية السلام
» قصة نبى الله موسى(علية السلام)وعاشوراء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتديات الدينية :: السيرة النبوية { حبيبي يارسول الله } صل الله عليه وسلم-
انتقل الى: