المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نبى الله اسماعيل(علية السلام)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : نبى الله اسماعيل(علية السلام) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

نبى الله اسماعيل(علية السلام) Empty
مُساهمةموضوع: نبى الله اسماعيل(علية السلام)   نبى الله اسماعيل(علية السلام) I_icon_minitimeالجمعة 18 سبتمبر 2015 - 1:35

نبى الله اسماعيل(علية السلام) 11720_01254882541

إسماعيل
اسماعيل بنابراهيم   شخصية مذكورة في كل من التوراة والقرآن. يؤمنالمسلمون  بنبوته، بينما يعتقد اليهودية والمسيحيون أنة شخصية تاريخية  ورد ذكرهه في العهد القديم . يعتقد البعض بأنه أبوالعرب الحجازية .


فى المسيحية واليهودية


نبى الله اسماعيل(علية السلام) 220px-Navez_Agar_et_Isma%C3%ABl
رسم تخيلى من سنة 1820
اسماعيل وأمة هاجر بعد أن
خرجا لصحراء


في كتاب التوراة العهد القديم ، يوجد شرح لحياة إسماعيل في سفر التكوين اصحاح 16 ومايليه. ويرد فيه:
سارة، زوجة إبراهيم منحت خادمتها هاجر لإبراهيم حتى تحبل منه وتلد له ولدا تتبناه لأعتقادها بأن الله حرمها الحمل (التكوين اصحاح 16:2). حملت هاجر وبدأت بأهانة سارة، لذلك طردتها من بيت إبراهيم في ثورة غضب. هربت على إثرها هاجر إلى البرية. وهناك ظهر لها ملاك، أمرها بأن ترجع إلى بيت إبراهيم وقال لها: "لأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكِ فَلاَ يَعُودُ يُحْصَى" وأكمل قائلاً: " هُوَذَا أَنْتِ حَامِلٌ، وَسَتَلِدِينَ ابْناً تَدْعِينَهُ إِسْمَاعِيلَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ شَقَائِكِ. وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ" (تكوين اصحاح 16).
عادت هاجر إلى بيت إبراهيم ومعها ابنها الذي اسمته إسماعيل. وبعد أن بلغ إسماعيل الرابعة عشرة من عمره، حملت سارة "باسحق" ولد إبراهيم. وعند بلوغ إسماعيل سن السادسة عشرة أغضَبَ سارة، فطلبت من إبراهيم أن يطرد هاجر وإبنها.
كَبٌرَ اسحق، وفي اليوم الذي فٌطم فيه أقام إبراهيم وليمة كبيرة، لكن سارة لاحظت بأن إسماعيل يسخر من ابنها اسحق، لذلك طلبت سارة من إبراهيم: "اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، فَإِنَّ ابْنَ الْجَارِيَةِ لَنْ يَرِثَ مَعَ ابْنِي إِسْحقَ" (تكوين اصحاح 10-21:8).
وبالرغم من أن إبراهيم لم يكن مرتاحا من مسألة طرد هاجر وإسماعيل، لكنه انصاع إلى أمر امرأته بعدما وعده الله بأنه سيعتني بأبنه إسماعيل ويجعل له نسلاً كما لاسحق.
ضايق هذا إبراهيم كثيرا لان إسماعيل كان ابنه ولكن الله قال له "لاَ يَسُوءُ فِي نَفْسِكَ أَمْرُ الصَّبِيِّ أَوْ أَمْرُ جَارِيَتِكَ، وَاسْمَعْ لِكَلاَمِ سَارَةَ فِي كُلِّ مَا تُشِيرُ بِهِ عَلَيْكَ لأَنَّهُ بِإِسْحقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. وَسَأُقِيمُ مِنِ ابْنِ الْجَارِيَةِ أُمَّةً أَيْضاً لأَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ " (تكوين اصحاح 13-21:11).
ذهب هاجر وإسماعيل إلى برية بئر سبع، وعندها مرت هاجر وابنها بفترة عصيبة، فسمعت صوتا من السماء يقول: " فسمع الله صوت الغلام.ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر.لا تخافي لان الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو. 18 قومي احملي الغلام وشدي يدك به.لاني ساجعله امة عظيمة." (تكوين اصحاح 21).
وبذلك سكن هاجر وإسماعيل في صحراء فاران  وبرَع إسماعيل باستخدام القوس ورمي النبال. اتخَذَت لهٌ أمه زوجةً.


وعد الله النبى ابراهيم


وذكر في العهد القديم لابراهيم : " فقال الله بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه اسحق. وأقيم عهدي معه عهدا أبديا لنسله من بعده. 20 وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه. هأنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا. اثني عشر رئيسا يلد وأجعله أمة كبيرة. 21 ولكن عهدي أقيمه مع اسحق الذي تلده لك سارة في هذا الوقت في السنة الآتية ".
 وذكر في العهد القديم الابراهيمى : " فقال الله بل سارة  امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه اسحق. وأقيم عهدي معه عهدا أبديا لنسله من بعده. 20 وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه. هأنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا. اثني عشر رئيسا يلد وأجعله أمة كبيرة. 21 ولكن عهدي أقيمه مع اسحق  الذي تلده لك سارة في هذا الوقت في السنة الآتية ".
" وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ إِسْمَاعِيلَ مَدَوَّنَةً حَسَبَ تَرْتِيبِ وِلاَدَتِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ.ولإسماعيل ابنة اسمها بَسْمَةَ، حيث تزوجها عيسو على غير رضا أهله.


نسل اسماعيل


ويظهر إسماعيل مع أخيه في دفن ابيهما ابراهيم  " فَدَفَنَهُ ابْنَاهُ اسحقوَإِسْمَاعِيلُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ، فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ الْحِثِّيِّ مُقَابِلَ مَمْرَا ". وقد صار أبناء إسماعيل الإثني عشر رؤساء لاثنتي عشرة قبيلة وانتشرت ذريته من حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الْمُتَاخِمَةِ لِمِصْرَ فِي اتِّجَاهِ أَشُّورَ. وفي أيامه كانوا يسمون المقاطعات العربية بأسماء 


تسلسل أبناء اسماعيل


*نبايوت
*قيدار
*أدبئيل
*مسلم
*مشماع
*دومة 
*مساء
* حدار
*تيما
*يطور
*نافيش
*قدمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : نبى الله اسماعيل(علية السلام) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

نبى الله اسماعيل(علية السلام) Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبى الله اسماعيل(علية السلام)   نبى الله اسماعيل(علية السلام) I_icon_minitimeالجمعة 18 سبتمبر 2015 - 3:36

نبى الله اسماعيل علية السلام
فترة ما قبل الاسلام
كان عرب الحجاز  يؤمنون أنهم من ذرية إسماعيل، ولهذا فقد ذكروه في أشعارهم وأخبارهم.
هناك إشارة محتملة إلى إسماعيل في إحدى قصائد الشعر الجاهلى  المنسوبة لأمية بن أبى الصلت  وهو يحكي قصة تضحيةإبراهيم بابنه، حيث قال فيها:
ولإبراهيـم الموفـي بـالنـذر إحسـابـا وحامـل الأجـزال
بكره لـم يـكن لصبر عنـه أو يــراه فـي مـعشر أقتـال
أبنـي إنـي نـذرت لله شحـيــطـا فـاصبـر فـدى لك خـالي
فـأجاب الغــلام أن قـال فيـه كل شـيء لله غـير انتحـال
أبتــي إننــي جزيتــك بالله تقيـا بـه علـى كـل حــال
فـاقض مـا قد نذرت لله واكفف عن دمـي أن يـمسه سربـالي
واشدد الصفد لا أحيد عن السكيـن حيد الأسيـر ذي الأغـلال
بينمـا يـخلع السرابيـل عنــه فكـه ربـه بـكبش جــلال
قـال خـذه وأرسل أبنك إني للـذي قد فعلتما غير قـالي
ربمـا تكـره النفـوس من الشر لـه فرجة كحــل العقـال
و في بعض أخبار عرب الجاعلية ، نجد أن بعض العرب رفضوا الوثنية  وتعدد الآلهة واتبعوا الحنيفية والتوحيد  التي آمنوا بأنها ديانة أبيهم إسماعيل على حسب قولهم، مثل زيد بن عمرو بن نفيل  الذي رفض السجود الات والعزى  وقال أنه لا يسجد إلاللكعبة  التي سجد إليها ابراهيم واسماعيل .
وكان عرفا بين قبائل الحجاز  في غرب شبه الجزيرة العربية  أن تفتتح خطابات المصالحة بين القبائل المتناحرة بعبارة: " نحن آل إبراهيم وذرية إسماعيل ... "، مثلما فعل عبد المطلب بن هاشم عندما كان يحاول المصالحة بين قبيلتي قريش وخزاعة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : نبى الله اسماعيل(علية السلام) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

نبى الله اسماعيل(علية السلام) Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبى الله اسماعيل(علية السلام)   نبى الله اسماعيل(علية السلام) I_icon_minitimeالجمعة 18 سبتمبر 2015 - 3:56

نبى الله اسماعيل علية السلام
فى الاسلام


نبى الله اسماعيل(علية السلام) 100px-%D8%AA%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%B7_%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%A1
هاجَر ابراهيم من أرض النهرين  (من شمال النهرين من حران)، مع زوجته سارة وابن أخيه لوط، قاصدين مملكة الأقباط، وهناك حدثت قصة الملك مع سارة وأنابراهيم قال لها  : قولي: أنا أخته. وأهدى الملك إياها هاجر ثم خرجوا من مصر.
مضى ابراهيم  إلى فلسطين ، وفي طريقه وعند وصلوهم قرية سدوم  على سواحل البحر الميت ، أمر ابراهيم لوطا  أن يسكن تلك القرية، ويدعو أهلها إلى عبادة الله.
أما ابراهيم فقد واصل طريقه مع زوجته سارة وهاجر، إلى أرض فلسطين . رأى  ابراهيم  وادياً جميلاً تحيطه الراوبي والتلال فألقى رحله هناك. ومنذ ذلك التاريخ وقبل آلاف السنين سكن ابراهيم  الأرض التي تدعى اليوم بمدينة الخليل.
ضرب ابراهيم  خيامه في ذلك الوادي الفسيح وترك ماشيته ترعى بسلام, كان ذلك الوادي في طريق القوافل المسافرة، لهذا كان يقصده الكثير من المسافرين فيجدون عنده الماء العزب والطعام الطيب   والكرم والاستقبال الحسن، ويجدون عنده الكلمات الطيبة.
كان ابراهيم   يتحدث مع ضيوفه، وكان همّه أن يعبد الناس الله الواحد الآحد  لا شريك له، ولا معبود سواه.
و تمرّ الأيام والأعوام وعرف الناس ابراهيم الرجل الصالح الكريم . عرفوا أخلاقه وكرمه وحبّه للضيوف، عرفوا صلاحه وعبادته وتقواه، عرفوا حبّه للخير والناس.


منزلتة فى القرآن


وصفه القرآن أنه من الصابرين ومن الصالحين حيث يقول تعالى: نبى الله اسماعيل(علية السلام) 12px-Ra_bracket وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ نبى الله اسماعيل(علية السلام) 20px-Aya-85 وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ نبى الله اسماعيل(علية السلام) 20px-Aya-86 نبى الله اسماعيل(علية السلام) 12px-La_bracket سورة الأننبياء الآيتين85 و86
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : نبى الله اسماعيل(علية السلام) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

نبى الله اسماعيل(علية السلام) Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبى الله اسماعيل(علية السلام)   نبى الله اسماعيل(علية السلام) I_icon_minitimeالجمعة 18 سبتمبر 2015 - 16:40

نبى الله اسماعيل علية السلام
الرحيل


وهب الله ابراهيم  ولداً هو اسماعيل . كان طفلاً محبوباً ملأ قلب أبيه فرحاً ومسرَّة. لهذا كان يحتضنه ويقبّله وكان يقضي بعض أوقاته في خيمة أمّه هاجر.
سارة المرأة الصالحة كانت تحبّ ابراهيم  ، تحبّ أن يفرح زوجها. ولكنها بدأت تغار من هاجر  التي رزقت طفلاً أمّا هي فظلّت محرومة.
سارة لا تريد للغيرة أن تأكل قلبها. لا تريد أن تكره أو تحقد على هاجر  بسبب ذلك.
من أجل هذا قالت لزوجها  ابراهيم  بأنها لا تريد أن ترى  هاجر بعد الآن، لأنها إذا رأتها فستغار منها وتحقد عليها وهي لا تريد أن تدخل النار بسبب ذلك.
 اللهرؤوف بعباده.. كانت سارة محرومة من الأطفال تحمّلت العذاب والهجرة بسبب إيمانها بزوجها ابراهيم  وهي صابرة طوال هذه السنين.. ظلّت مؤمنة بربها وبرسوله ابراهيم  .


الى البيت العتيق


و شاء الله  أن يأخذ ابراهيم هاجر  وابنهما اسماعيل  إلى أرض بعيدة هي أرض مكة  في الجنوب. وامتثل ابراهيم  لأمر الله  فشدّ الرحال إلى مكة المكرمة  التي لم يذهب إليها من قبل. سار ابراهيم  مع زوجته هاجر ، ومعهما اسماعيل الطفل الرضيع أياما طويلة . وفي كل مرّة وعندما يرى اباهيم  مكاناً جميلاً أو وادياً معشباً كان ينظر إلى السماء، كان يتمنّى أن يكون قد وصل المكان الموعود. لكن الملاك يهبط من السماء ويخبره باستئناف المسير . وبعد أيام طويلة وصلوا أرضاً جرداء عبارة عن وادٍ ليس فيه سوى الرمال، وبعض شجيرات الصحارى الجافة . في ذلك المكان هبط الملاك  وأخبر ابراهيم  بأنه قد وصل الأرض المقدسة . نزل ابراهيم  في ذلك الوادى.واد خالى من الحياة  ليس فية نهر ليس ولا نبع ولا عيش فية انسان  . انها ارادة الله أن يعيش الصبى اسماعيل وأمة فى هذا المكان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : نبى الله اسماعيل(علية السلام) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

نبى الله اسماعيل(علية السلام) Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبى الله اسماعيل(علية السلام)   نبى الله اسماعيل(علية السلام) I_icon_minitimeالجمعة 18 سبتمبر 2015 - 19:08

نبى الله اسماعيل علية السلام
قبيلة جرهم


رأت الطيور الماء فراحت تدور حول النبع سعيدة.
 فرحت هاجر بمنظر الطيور البيضاء وهي تحلق في سماء الوادي.
 إسماعيل أيضاً كان سعيداً وهو يراها تلعب في الفضاء. كان السكان في تلك الصحاري يعيشون حياة الرحّل. ذات يوم مرّت قبيلة جرهم من اليمن قريباً من الوادي فرأى الناس طيوراً تحلق في السماء فعرفوا أنّ في ذلك الوادي ماء.
 فتوجهوا نحوه.
عندما انحدرت قوافلهم في الوادي شاهدوا منظراً عجيباً لم يكن هناك سوى امرأة مع ابنها الرضيع. 
قالت لهم المرأة: 
" أنا هاجر  زوجة ابراهيم خليل الرحمن  ". 
كان أفراد قبيلة جرهم  أُناساً طيبين. قالوا لهاجر:
 " هل تسمحين لنا في السكن في هذا الوادي؟
 " فأجابتهم: 
" حتى أستأذن لكم خليل الرحمن ". 
ضرب أفراد جرهم  خيامهم قريباً من الوادي ريثما يأتي  ابراهيم  فيستأذنوه.
 جاء ابراهيم  ورأى مضارب الخيام.
 رأى قطعان الماشية والجمال لهذا فرح بقدوم تلك القبيلة اليمنية العربية.
 ومنذ ذلك الوقت استوطنت قبيلة جرهم الوادي وعاش إسماعيل وهاجر  حياة طيبة.
أفراد القبيلة قدّموا لإسماعيل كثيراً من الخراف، وضربوا له ولوالدته خيمة جميلة تقيهم حرّ الشمس صيفا وتحميهم من المطر شتاء بر كبر إسماعيل وتعلّم لغة العرب 
كان فتى طيباً ورث أخلاق أبيه ابراهيم  وتأثَّر بأخلاق العرب  الطيبين تعلّم منهم الكرم والضيافة والشجاعة والفروسية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : نبى الله اسماعيل(علية السلام) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

نبى الله اسماعيل(علية السلام) Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبى الله اسماعيل(علية السلام)   نبى الله اسماعيل(علية السلام) I_icon_minitimeالجمعة 18 سبتمبر 2015 - 21:31

نبى الله اسماعيل علية السلام


الوداع






قبّل  ابراهيم طفله إسماعيل. 
بكى من أجله.
 على إبراهيم أن يعود ويترك هاجر  وابنها اسماعيا في هذا المكان بكى  ابراهيم  من أجلها وهو يبتعد عائداً إلى فلسطين  .
 التفتت  هاجر  حواليها لم تر شيئاً سوى الرمال وصخور الجبال الصماء.
قالت لزوجها:
 " أتتركنا هنا في هذا الوادي؟
ولم تغضب لأن من صفات زوجات الأنبياء الصبر.
 وسألته: " الله  أمرك بهذا؟ " فأشار برأسه أن نعم.
 فقالت:
 " ما دام الله   قد أمرك فلن يضيعنا. وابتعد  ابراهيم  بعد أن ودّع ابنه وزوجته. وقف فوق التلال ونظر إلى السماء وابتهل إلى  الله  أن يحفظهما من الشرور.
 وقال:
 نبى الله اسماعيل(علية السلام) 12px-Ra_bracket رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ نبى الله اسماعيل(علية السلام) 20px-Aya-37 نبى الله اسماعيل(علية السلام) 12px-La_bracket ( سورة ابراهيم ، الآية  37).


اختفى ابراهيم  في الافق البعيد. 
لم تعد هاجر  تراه، أمّا إسماعيل فكان رضيعا ولم يكن يعلم ماذا يجري حوله.
 فرشت هاجر  لابنها جلد كبش، وقامت تصنع لها ولطفلها خيمة صغيرة.
كانت تعمل بكل طمأنينة، في بيتها. كانت تؤمن أن هناك من يرعاها ويرعى وليدها.
 في النهار تجمع بعض الحطب وفي المساء توقد النار وتصنع لها رغيفاً تتعشّى به، وكانت تسهر معظم الليل وهي تنظر إلى السماء المرصعة بالنجوم. 
مضت عدّة أيام وهاجر  على هذه الحال.
 نفذ ما معها من ماء، ولم يبق منه في القربة شيء.
 والوادي الموحش يملأه الصمت.
 راحت هاجر  تدير بصرها في جنبات الوادي.
 ولكن لا شيء، أيقنت أن هذه أرض جرداء خالية من الماء.
 لم يمرّ بها إنسان من قبل ولا يطير في سمائها طائر.
بكى إسماعيل الطفل الرضيع من العطش يبحث عن قطرة ماء.
 إنه لا يدرك ما يجري حوله. لا يدري في أي مكان هو في هذه الأرض.
 نظرت أمّه إليه باشفاق. ماذا تفعل؟
 من أين لها أن تأتي بالماء في هذه الصحراء؟!
فجأة تفجَّرت في قلبها إرادة الأمومة.
لا بدّ أن تفعل شيئاً.
 لا بد أن يوجد في هذه الأرض ماء ولو قطرة.
لعل في خلف هذا الجبل غديرا أو نبعا.
 لعل خلف ذاك التلّ بئرا حفره إنسان طيّب من أجل القوافل المسافرة.
 نهضتهاجر  ، ونظرت حواليها لتتأكد من عدم وجود ذئب أو ضبع يفترس ابنها الرضيع.
 لا شيء سوى شجيرات الشوك هنا وهناك. ركضت باتجاه جبل الصفا  .
 كانت تركض بعزم وأمل وكان هناك خوف في قلبها.
 فقد يختطف ذئب صغيرها الظامئ إسماعيل.
 كان صراخ إسماعيل يدوّي في أذنها. ارتقت هاجر  قمّة جبل الصفا .
 فنظرت في الوادي.
 رأت ما يشبه تموجات الماء.
 انحدرت باتجاه الوادي.
 ولكن لا شيء، رمال ومآل.
 لقد كان ما رأته في قلب الوادي مجرد سراب.
 عادت تركض نحو طفلها إسماعيل. ما يزال يبكي يصرخ يريد ماءً.
 نظرت إلى جبل المروة  في أمل لعلها تجد هناك ماءً.
 راحت تركض بأقصى سرعة.
وكانت الرمال تتطاير تحت قدميها.
 تراءى لها ما يشبه الماء.
 ركضت. وركضت بسرعة.
 ولكن لا شيء سوى السراب. انقطع بكاء إسماعيل غاب عن بصرها.
عادت بسرعة. 
رأته من بعيد يبكي.
 ما يزال يطلب الماء.
 وربّما كان يبحث عن أمّه.
 كان خائفاً.
 راحت هاجر  تعدو بين جبل الصفا و جبل المروة  تبحث عن ماء لوليدها إسماعيل.
 سيموت من الظمأ، سيموت من العطش.
 نظرت إلى السماء صاحت من كل قلبها :
  "ارتقت جبل المروة  غاب إسماعيل عن بصرها.
 انقطع بكاؤه. خافت أن يكون قد مات. ربّما افترسه ذئب جائع.
 أقبلت تعدو بكل ما أُوتيت من قدرة رأت من بعيد إسماعيل هادئاً كان يحرّك يديه وقدميه وكان هناك نبع قد تفجّر عند قدميه الصغيرتين.
 نظرت هاجر إلى السماء وهي تبكي، لقد استجاب الله  دعوتها فتدفق الماء من قلب الرمال.
 أسرعت هاجر لتصنع حوضاً حول الماء. 
ليكون فيما بعد بئر زمزم  .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : نبى الله اسماعيل(علية السلام) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

نبى الله اسماعيل(علية السلام) Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبى الله اسماعيل(علية السلام)   نبى الله اسماعيل(علية السلام) I_icon_minitimeالجمعة 18 سبتمبر 2015 - 22:07

نبى الله اسماعيل علية السلام


بناء الكعبة


أمر الله ابراهيم   أن يبني الكعبة بيت الله الحرام  ليكون رمزاً للتوحيد ومكاناً لعبادة الله .
 قال ابراهيم  لولدهاسماعيل:
 إنّ  الله   يامرني أن أبني بيته فوق هذا التل الصغير!.
 لبّى  ابراهيم  أمر  الله  ولبّى إسماعيل دعوة أبيه لبناء بيت الله . 
كان على ابراهيم  الشيخ الكبير وإسماعيل الفتى أن ينهضا بهذه المهمة الشاقة. فعليهما أولاً أن ينقلا الصخور المناسبة للبناء من الجبال المحيطة بالوادي، وعليهما أن يجمعا التراب ويوفرا الماء الكافي لصنع البلاط الازم  في بناء البيت.
 وبدآ البناء، فنقلوا أوّلاً الصخور من الجبال المحيطة بالوادي وصنعا حوضاً للماء وجمعا التراب.
 كان الفتى إسماعيل يتولّى حمل الصخور، وكان يختار من بينها الصلبة لتكون أساساً قوياً للبناء.
 جمع كثيراً من الصخور خضراء اللون، ثم صبَّ الماء في حوض التراب ليصنع طيناً لزجاً يشدّ الصخور إلى بعضها.
 وكان إبراهيم يرصف الصخور الخضراء الواحدة بعد الأخرى ليبني أساس البيت، وابنه إسماعيل يناوله الصخور.
 في كل يوم كانا يبنيان سافاً واحداً، ثم يعودا في اليوم التالي لبناء ساف آخر وهكذا.
 وكل يوم كان البناء يرتفع قليلاً قليلاً.
 وفي كل يوم كان ابراهيم   وإسماعيل يطوفان حول البيت ويقولان: 
ربّنا تقبل منّا إنك أنت السميع العليم
وارتفع البيت في السماء تسعة أذرع أي ما يقارب الثمانية أمتار، رأى ابراهيم  فراغاً في زارية البيت العليا.
 وفي تلك الليلة كانت الشهب تتوهّج في السماء وسقط نيزك فوق سفوح الجبال القريبة.
 وفي الصباح، انطلق ابراهيم   إلى الجبل المطلّ على الوادي وقعت عيناه على حجر أبيض مثل الثلج كان حجراً بحجم الفراغ، فحمله ووضعه في مكانه.
انتهى بناء البيت، بيت الله الحرام ليكون أول بيت يعبد فيه الله وحده لا شريك له.
 كان للكعبة بابان باب شرقي وآخر غربي.
 جمع ابراهيم   نباتاً طيب الرائحة يدعى " الأذخر " فوضعه على الباب، وجاءت هاجر   أم إسماعيل وأهدت إلى الكعبة كساءً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : نبى الله اسماعيل(علية السلام) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

نبى الله اسماعيل(علية السلام) Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبى الله اسماعيل(علية السلام)   نبى الله اسماعيل(علية السلام) I_icon_minitimeالجمعة 18 سبتمبر 2015 - 22:26

نبى الله اسماعيل علية السلام


الحج الابراهيمى


 انطلق ابراهيم   إلى الجبل وارتقى القمّة ثم هتف بأعلى صوته يدعو الأجيال البشرية إلى  حج البيت العتيق.
 سمعت قبيلة جرهم والقبائل العربية   المجاورة نداء   ابراهيم خليل الرحمن.
 لم يحج ذلك العام سوى ابراهيم   وإسماعيل  وهاجر.
 هبط الملاك جبريل يُعلّم ابراهيم مناسك  الحج .
 اغتسلوا بمياه  زمزم  وارتدوا ثياباً بيضاء ناصعة وبدؤوا طوافهم  حول  الكعبة المشرفة سبع مرات، وأدّوا الصلاة ودعوا الله  أن يتقبل منهم أعمالهم.
   وبعدها انطلقوا لقطع الوادي بين جبلى الصفا والمروة  وتذكرت هاجر   تفاصيل ذلك اليوم قبل أكثر من اثني عشر عاماً عندما كان إسماعيل صبياً في المهد.
 تذكّرت بكاءه وبحثها عن الماء.
 تذكّرت كيف قطعت هذا الوادي الموحش سبعة أشواط تبحث عن الماء وكيف توجهت بقلبها إلى السماء، وكيف تدفق الماء عند قدمي إسماعيل!
الله  ربّنا أراد لهذه الحوادث أن تبقى في ذاكرة البشر، يتذكّروا دائماً أن الله  هو وحده القادر على كل شيء.
 صعد ابراهيم  وابنه إسماعيل جبل الصفا   ونظرا إلى بيت الله   بخشوع وهتفا: 
" لا الاة الا الله  وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : نبى الله اسماعيل(علية السلام) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

نبى الله اسماعيل(علية السلام) Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبى الله اسماعيل(علية السلام)   نبى الله اسماعيل(علية السلام) I_icon_minitimeالجمعة 18 سبتمبر 2015 - 22:52

الذَّبيحُ
« قصّة سيّدنا إسماعيل عليه السّلام »
هاجَرَ سيّدنا إبراهيم من أرض النَّهرَين ، أخذ معه زوجتَه سارةَ وابن خالته سيّدنا لوطاً عليه السّلام، ذهبوا إلى مملكة الأقباط، وهناك أهدى الملك فتاة اسمها هاجر إلى سارة إكراماً لزوجة خليل الرحمن.

مضى سيّدنا إبراهيم إلى فلسطين، في الطريق وعندما وصلوا إلى قرية « سَدُوم » على سواحل البحر الميّت أمر سيّدنا إبراهيم لوطاً أن يسكن في تلك القرية ويدعو أهلها إلى عبادة الله سبحانه.



أما سيّدنا إبراهيمُ فقد واصلَ طريقَهُ مع زوجتهِ سارةَ والفتاةِ هاجر إلى أرضِ فلسطين.



رأى سيّدُنا إبراهيم وادياً جميلاً تحيطه الرَّاوبي والتِّلال، فألقى رَحْلَهُ هناك.



ومنذ ذلك التاريخ وقبل آلاف السنين سكن سيّدنا إبراهيم الأرض التي تُدعى اليوم بمدينة الخليل.



ضرب سيّدنا إبراهيم خيامه في ذلك الوادي الفسيح وترك ماشيته ترعى بسلام.



كان ذلك الوادي في طريق القوافل المسافرة، لهذا كان يقصده الكثير من المسافرين فيجدون عنده الماء العذب، والطعام الطيب والكرم والاستقبال الحسن، ويجدون عنده الكلمات الطيبة..



كان سيّدنا إبراهيم يتحدث مع ضيوفه، وكان همّه أن يعبد الناسُ اللهَ الواحد الأحد لا شريك له ولا معبود سواه.



وتمرّ الايام والأعوام وعرف الناسُ إبراهيمَ الرجل الصالح الكريم... عرفوا أخلاقه وكرمه وحبّه للضيوف، عرفوا صلاحه وعبادته وتقواه، وعرفوا حبّه للخير والناس.
البشرى



ولكن من يدقق النظر في وجه سيّدنا إبراهيم عليه السّلام يرى حزناً في عينيه... لماذا ؟ لان سيّدنا إبراهيم يحبّ الاطفال.



كان يتمنّى ان يكون له طفل...



وها هو الآن قد أصبح شيخاً كبيراً وأصبحت زوجته عجوزاً ولم يُرزقا طفلاً يأنسا به ويملأ بفرحته خيمتهما؛ أو يلعب مع الحملان والخراف.



سارة زوجة سيّدنا إبراهيم كانت تحبّ زوجها ولا تريد له أن يحزن؛ لهذا قالت له ذات مساء:



ـ أنت تحبّ أن يكون لك أطفال وذريّة.



قال سيّدنا إبراهيم:



ـ إنّها مشيئةُ الله وإرادتُه، وأنا راضٍ بذلك.



قالت سارةُ المرأةُ الصالحة:



ـ أنا أُحبُّ أن يكونَ لنا طفلٌ نرعاه و.. نُحبُّه ويُحبُّنا..



ـ ولكن!!



ـ يا خليلَ الرحمن، أعرفُ أنني قد أصبَحتُ عَجوزاً، ولكن سأهَبُ لك جاريتي هاجر... تَزوَّجْها فلعلّ الله أن يَرزُقنا منها أولاداً.



قال إبراهيم:



ـ أنا لا أريدُ أن تَحزني بسببي يا سارة.



ـ لن أحزن يا خليل الرحمن.. سأفرح بفرحك.



وهكذا وهبت سارة جاريتها هاجر إلى زوجها إبراهيم فتزوّج سيّدنا إبراهيم..



ولم تمض تسعة أشهر حتى سُمِع بكاء الطفل.. وفرح الجميعُ بميلادِ إسماعيل.
الرَّحيل



وَهَب الله سبحانه إبراهيمَ ولداً هو إسماعيلُ. كانَ طفلاً محبوباً ملأ قلبَ أبيه فَرَحاً ومَسَرّة. لهذا كان يحتضنُه ويقبّلُه وكان يقضي بعضَ أوقاته في خيمةِ أمّهِ هاجر.



سارة المرأة الصالحة كانت تحبّ سيّدنا إبراهيم، تحبّ أن يفرح زوجها.. ولكنها بدأت تغار من هاجر.. هاجر التي رُزقت طفلاً أمّا هي فظلّت محرومة.



سارة لا تريد للغيرة أن تأكل قلبها.. لا تريد أن تكره أو تحقد على هاجر بسبب ذلك..



من أجل هذا قالت لزوجها إبراهيم: انها لا تريد أن ترى هاجرَ بعد الآن.. لأنها إذا رأت هاجر، فستغار منها وتحقد عليها وهي لا تريد أن تدخل النار بسبب ذلك.



الله سبحانه رؤوف بعباده.. كانت سارة محرومة من الأطفال، تحمّلت العذاب والهجرة بسبب إيمانها بزوجها إبراهيم وهي صابرة طوال هذه السنين.. ظلّت مؤمنة بربها وبرسوله إبراهيم.
إلى البيت العَتيق



وقضت مشيئة ربّنا سبحانه ان يأخذ إبراهيمُ هاجر وابنها إسماعيل إلى أرض بعيدة في الجنوب.



امتثل سيّدنا إبراهيم لأمر الله فشدّ الرحال إلى مكان مجهول لم يذهب إليه من قبل..



وسار إبراهيم مع زوجته هاجر، ومعهما إسماعيل الطفل الرضيع سارا أيّاماً طويلة.. وفي كل مرّة وعندما يرى سيّدنا إبراهيم مكاناً جميلاً أو وادياً معشباً كان ينظر إلى السماء، كان يتمنّى أن يكون قد وصل المكان الموعود.



ولكن الملاك يهبط من السماء ويخبره باستئناف المسير. وهكذا كان سيّدنا إبراهيم يسير ويسير ومعه زوجته هاجر وهي تحمل طفلها الرضيع.



وبعد أيام طويلة وصلوا أرضاً جرداء عبارة عن واد ليس فيه سوى الرمال، وبعض شجيرات الصحارى الجافّة.



في ذلك المكان هبط الملاك وأخبر سيّدَنا إبراهيم بانه قد وصل الأرض المقدّسة.



نزل إبراهيم في ذلك الوادي... كان وادياً خالياً من الحياة ليس فيه نهر ولا نبع ولا يعيش فيه إنسان.



إنها إرادة الله أن يعيش الصبي إسماعيل وامّه في هذا المكان.
الوَداع



قبّل سيّدُنا إبراهيم طفلَه الوديعَ إسماعيل.. بكى من أجله.



على إبراهيمَ أن يعودَ ويتركَ هاجرَ وابنَها في هذا المكانِ الموحشِ، بكى إبراهيمُ من أجلهما، وهو يبتعدُ عائداً إلى فلسطين.



التفتت هاجرُ حوالَيها.. لَم تَرَ شيئاً سوى الرِّمال، وسوى صُخورِ الجبال الصمّاء.. قالت لزوجها:



ـ أتَترُكنا هنا.. في هذا الوادي المُوحِش ؟!



ـ لقد أمَرَني الله بذلك يا هاجر.



كانت هاجر امرأة مؤمنة عرفت أن الله رؤوف بعباده ويريد لهم الخير والبركات.



قالت لابراهيم:



ـ ما دام ان الله قد أمرك فهو كفيلنا وهو يرعانا.. إنّه لا ينسى عباده.



ابتعد إبراهيمُ بعد أن ودّع ابنه وزوجته.



وقف فوق التلال ونظر إلى السماء وابتهل إلى الله أن يحفظهما من الشرور.
الماء! الماء!



اختفى إبراهيم في الافق البعيد. لم تعد هاجر تراه، أمّا إسماعيل فلم يكن يعلم ماذا يجري حوله..



فرشت هاجر لابنها جلد كبش، وقامت لتصنع لها ولطفلها خيمة صغيرة.



كانت تعمل بكل طمأنينة، وكأنها في بيتها..كانت تؤمن أن هناك من يرعاها ويرعى وليدها.



في النهار تجمع بعض الحطب، وفي المساء توقد النار وتصنع لها رغيفاً تتعشّى به، وكانت تسهر معظم الليل وهي تنظر إلى السماء المرصعة بالنجوم.



مضت عدّة أيام وهاجر على هذه الحال.. نفد ما معها من الماء.. لم يبق في القربة حتى قطرة واحدة.



نَفَد الماءُ كلّه.. لم تَبقَ منه قَطرةٌ واحدة.. الوادي المُوحِشُ يَملأه الصَّمت.



راحَت هاجرُ تُدير بَصَرها في جَنَباتِ الوادي.. ولكنْ لا شيء، أيقنت ان هذه أرض جرداء خالية من الماء.. لم يمرّ بها انسان من قبل ولا يطير في سمائها طائر..



بكى إسماعيلُ الطفلُ الرضيعُ.. كان عطشاناً يَبحثُ عن قَطرةِ ماء.. إنّه لا يُدركُ ما يَجري حوله..



لا يدري في أيِّ مكانٍ هو في هذه الأرض.



نَظَرت أمُّه إليه بإشفاق... ماذا تَفعل.. مِن أين لها أن تأتي بالماءِ في هذه الصحراء ؟!



فجأة تَفجّرت في قلبها إرادةٌ الأُمومة.. لابدّ أن تَفعلَ شيئاً.. لابدّ أن يُوجَد في هذه الأرض ماءٌ ولو قَطرة..



لعلّ خَلفَ هذا الجبلِ غَديراً أو نَبْعاً.. لعلّ خَلف ذاك التَّلِّ بئراً حَفَرهما إنسانٌ طيّبٌ من أجل القَوافلِ المُسافرة.



نَهَضَت هاجَرُ.. نَظَرت حَوالَيها لتتأكّدَ من عَدمِ وجودِ ذئبٍ أو ضَبعٍ يَفتَرسُ ابنَها الرضيع.. لا شيء سوى شُجَيراتِ الشَّوكِ هنا وهناك.. رَكَضَت هاجرُ باتّجاهِ جَبَلِ الصَّفا.



كانت تَركضُ بعزمٍ وأملٍ، وكان هناكَ خوفٌ في قلبِها.. فقد يَختَطِفُ الذئبُ صغيرَها الظامئ إسماعيل..



كان صُراخُ إسماعيلَ يُدوّي في أُذنِها..



ارتَقَتْ هاجَرُ قِمّةَ الجبل.. فنَظَرت في الوادي.. رَأت ما يُشبِهُ تَمَوُّجاتِ الماء.. انحَدَرت باتّجاهِ الوادي...



ولكن لا شيء! لم تكن هناك غير الرمال.. لقد كان مجرّد سرابٍ ما رأته في قلب الوادي...



عادَت هاجَرُ تركُضُ نحوَ طفلِها إسماعيل.. ما يَزالُ يَبكي يَصرخُ يُريد ماءً... نَظَرت إلى جَبَلِ المَرْوَة في أمَل.. لَعلّ هناك ماءً..



راحَت تَركضُ بأقصى سُرعة.. وكانَت الرِّمال تَتطايَرُ تَحتَ قَدمَيها..



تراءى لها ما يُشِبهُ الماء... رَكضَت... رَكَضت... رَكَضت بسرعة... ولكنْ لا شيءَ سِوى السَّراب.. انقَطَع بكاءُ إسماعيل غابَ عن بَصَرِها...



عادَت بسُرعة... رَأتْهُ مِن بعيدٍ يَبكي.. ما يزالُ يَطلُبُ الماءَ... وربّما كانَ يَبحَثُ عن أُمّه... كانَ خائفاً..



راحَت هاجَرُ تَعْدُو بينَ جَبَلِ الصَّفا وجَبَلِ المَرْوَةِ تَبحَثُ عن ماءٍ لوليدِها إسماعيل.. سيموتُ من الظَّمأ، سيموتُ من العَطَش..



نَظَرت إلى السماء، صاحَتِ مِن كلِّ قلبِها: يا رَبِّ!



ارتَقَتْ جَبَل المَروَةَ، غابَ إسماعيلُ عن بَصَرِها.. انقَطَع بكاؤه.. خافَت هاجَرُ ربّما يكون قد ماتَ.. ربّما افتَرَسه ذئبٌ جائع..



أقبَلَت تَعْدو بكلِّ ما أُوتِيَتْ مِن قُدرةٍ رأتْ من بعيدٍ إسماعيلَ هادئاً، كان يُحرّكُ يديَهِ وقَدَميهِ، وكانَ هناكَ نَبعٌ قد تَفَجَّر عندَ قَدَميهِ الصَّغيرتين.



نَظَرت هاجرُ إلى السّماءِ وهي تَبكي، لقد استَجابَ اللهُ دَعوَتَها فتَدفّقَ الماءُ من قلبِ الرِّمال..



أسرَعَت هاجَرُ لِتصَنَع حَوضاً حولَ الماءِ.. ليكونَ فيما بَعدُ بِئرَ زَمزم التي يَشرَبُ مِنها الظامِئون.
قبيلة جُرهُم



شَمَّتِ الطيورُ رائحةَ الماء.. فرَاحَت تَدورُ حولَ النَّبعِ سعيدة..



هاجَرُ فَرِحَت بمَنظَرِ الطُّيورِ البَيضاءِ وهي تُحلِّقُ في سماءِ الوادي.



إسماعيل أيضاً كانَ سَعيداً وهو يراها تَلعَبُ في الفضاء.



كان السُّكّانُ في تلك الصَّحاري يَعيشونَ حياةَ الرُّحَّل.. ذاتَ يومٍ مَرَّت قبيلةُ جُرْهُم قريباً من الوادي، فرأى الناسُ طُيوراً تُحلِّقُ في السماء..



عَرَفوا أنّ في ذلك الوادي ماءً.. لهذا تَوجَّهوا نَحوَه..



عندما انحَدَرَتْ قَوافِلُهم في الوادي شاهَدوا منَظَراً عَجيباً! لم يَكُن هناك سِوى امرأةٍ مَعَ ابنِها الرضيع..



قالت لَهمُ المرأة: أنا هاجرُ زوجَةُ إبراهيمَ خليلِ الرحمن.



كانَ افرادُ قبيلةِ جُرهُم أُناساً طيّبين.. قالوا لهاجر:



ـ هل تَسمَحينَ لنا في السَّكنِ في هذا الوادي ؟



السيّدةُ هاجرُ قالت لهم: حتّى أستأذِنَ لكم خليلَ الرحمن.



ضَرَبَ أفرادُ جُرهُم خِيامَهُم قريباً من الوادي رَيْثَما يأتي سيّدُنا إبراهيم فيَستأذنوه..



جاء سيّدُنا إبراهيم، ورأى مَضارِبَ الخيام.. رأى قِطْعانَ الماشِيةِ والجِمالِ، لهذا فَرِحَ بقُدومِ تلك القبيلةِ العربيّة.



ومُنذُ ذلكَ الوقتِ استَوطَنَت قبيلةُ جُرهُم الوادي، وعاشَ إسماعيلُ وهاجَرُ حياةً طيّبة..



أفرادُ القبيلةِ قَدَّموا لإسماعيلَ كثيراً من الخِراف، وضَرَبوا له ولوالدتهِ خَيمةً جميلةً تَقيِهم حَرَّ الشمسِ في الصَّيف، وتَحميهم من المَطَر في الشتاء...



كَبُرَ إسماعيلُ وتَعلّم لُغةَ العَرَب.. كانَ فتَىً طيّباً وَرِثَ أخلاقَ أبيه إبراهيمَ، وتأثَّر بأخلاقِ العربِ الطيِّبين، تَعلَّمَ منهم الكرمَ والضيافةَ والشجاعةَ والفُروسية.
الكعبة.. رمز التوحيد



اللهُ ربّنا أمَرَ سيّدَنا إبراهيمَ عليه السّلام أن يَبنيَ بيتاً ومَسجِداً يكونُ رَمزاً للتوحيدِ ومَكاناً لعبادِة الله.



قالَ سيّدُنا إبراهيمُ لولِده:



إنّ اللهَ يأمرُني أن أبنيَ بيتَه فَوقَ هذا التلِّ الصغير!



لبّى إبراهيمُ أمْرَ الله ولبّى إسماعيلُ دعوةَ أبيه إبراهيمَ لبناءِ بيتِ الله.



كانَ على إبراهيمَ الشيخِ الكبيرِ وإسماعيلَ الفَتى أن يَنهَضا بهذِه المُهمّةِ الشاقّة.



علَيهما أوّلاً أن يَنقُلا الصُّخورَ المُناسِبةَ للبناءِ من الجبالِ المُحيَطةِ بالوادي.



وكانَ عليهما أن يَجمَعا التُّرابَ ويُوفِّرا الماءَ الكافي لِصنُعِ « المَلاط » اللازم في بناءِ البيت.



وهكذا بدأ البناءُ، نَقَلوا أوّلاً الصُّخورَ من الجِبالِ المُحيطَةِ بالوادي وصَنَعا حَوضاً للماءِ وجَمَعا التراب.



كانَ الفتى إسماعيلُ يتَولّى حَمْلَ الصُّخور.. كانَ يَنتَخِبُ الصُّخورَ الصُّلبةَ لتكونَ أساساً قَوياً في البناء..



جَمَع كثيراَ من الصُّخورِ الخضراءِ اللّون.. ثمّ صَبَّ الماءَ في حوضِ الترابِ ليصنعَ طيناً لَزِجاً يَشُدُّ الصُّخورَ إلى بعضِها.



كانَ سيّدُنا إبراهيمُ يَرصِفُ الصُّخورَ الخضراءَ الواحدةَ بعدَ الأخرى ليبني أساسَ البيت..



أمّا إسماعيلُ فكانَ يُناوِلُ أباهُ الصُّخور..



في كلّ يومٍ كانا يَبْنِيانِ سافاً واحداً، ثمّ يعودان في اليوم التالي لبناءِ سافٍ آخرَ.. وهكذا.



في كلِّ يومٍ كانَ البناءُ يَرتفعُ قليلاً... وفي كلِّ يومٍ كان إبراهيمُ وإسماعيلُ يَطُوفانِ حولَ البناءِ ويَقولان: ربَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إنّكَ أنتَ السَّميعُ العَليمُ.



ارتَفَعَ البناءُ في الفضاءِ تِسعَةَ أذرُعٍ، أي ما يَقرُبُ من الثَّمانيةِ أمتارٍ. رأى سيّدُنا إبراهيمُ فَراغاً في زاويةِ البيتِ العُليا.



في تلك الليلةِ كانَتِ الشُّهُبُ تتَوهّجُ في السماء، وسَقَطَ نَيزَكٌ فوقَ سُفوحِ الجبالِ القريبة.



في الصباحِ انطَلَق سيّدُنا إبراهيمُ إلى الجبلِ المطلّ على الوادي، وَقَعت عيناه على حَجَرٍ أبيضَ مِثلِ الثَّلج، كانَ حَجَراً بحجمِ الفَراغ.. لهذا حَمَلهُ سيّدُنا إبراهيم ووَضَعَهُ في مكانِه.



انتهى بناءُ البيت.. بيتِ اللهِ الحرامِ، ليكونَ أوّلَ بيتٍ يُعبَدُ فيه اللهُ وحدَه لا شريكَ له.



كانَ للكعبةِ بابان: بابٌ باتّجاهِ الشرق، وبابٌ باتّجاه الغربِ، جَمَعَ سيّدُنا إبراهيم نَباتاً طيّبَ الرائحةِ يُدْعى « الإذخُر » فوَضعَه على الباب، وجاءت هاجَرُ أمُّ إسماعيل وأهدَت إلى الكعبةِ كِساءً.
الحجُّ الإبراهيمي



انطَلَق سيّدُنا إبراهيمُ إلى الجبلِ وارتَقَى القِمّةَ ثم هَتَف بأعلى صوتِه يَدعو الأجيالَ البشريّةَ إلى حَجِّ البيتِ العتيق.



سَمِعَت قبيلةُ جُرهُم والقبائلُ العربيّةُ المُجاوِرةُ نِداءَ إبراهيمَ خليلِ الرحمن.



لم يَحِجَّ ذلكَ العامَ سوى سيّدنا إبراهيمَ وإسماعيلَ وهاجَر. هَبَط المَلاكُ جِبْريلُ يُعلّمُ سيّدَنا إبراهيمَ مَناسِكَ الحَجّ.



غسَلَوا بمياهِ زَمزَم، وارتَدَوا ثِياباً بيضاءَ ناصِعةً، وبدأوا طَوافَهُم حولَ الكعبةِ سَبْعَ مرّات، وأدَّوا الصلاةَ ودَعَوا الله أن يَتقّبلَ منهم أعمالَهُم...



وبعدَها انطَلَقوا لقطعِ الوادي بين جَبَلَي الصَّفا والمَرْوَةِ. وتَذَكّرت هاجَرُ تَفاصيل ذلك اليومِ قبلَ أكثرَ من اثنَي عَشَرَ عاماً، عندما كانَ إسماعيلُ صَبيّاً في المَهْد.



تَذكَّرت بُكاءه وبَحثَها عن الماء.. تَذَكّرت كيفَ قَطَعَت هذا الوادي المُوحِشَ سَبْعةَ أشواطٍ تَبحثُ عن الماءِ، وكيف تَوجَّهَت بقلبِها إلى السماء ؟



وكيفَ تَدفَّقَ الماءُ عند قَدَمَي إسماعيل ؟!



اللهُ ربُّنا أرادَ لهذه الحوادثِ أن تَبقى في ذاكرةِ البَشَر، يَتذكّرون دائماً أنّ الله سبحانه هو وحدَهُ القادرُ على كلِّ شيء.



صَعِدَ سيُّدنا إبراهيمُ وابنُه إسماعيلُ جَبَل الصَّفا، ونَظَرا إلى بيتِ اللهِ بخشوعٍ وهَتَفا:



ـ لا إله إلاّ الله وحدَهُ لا شَريكَ له.. لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي ويُميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير.
القُرْبان



هَبَط المَلاكُ جبريلُ وأمَرَ سيّدَنا إبراهيمَ أن يَتزَوّدَ بالماءِ ثَمّ يذهبَ إلى جَبَل عَرَفات ومِنى، ومن ذلك الوقتِ سُمّي يوم الثامنِ من ذي الحجّةِ الحرام بيومِ التَّرْوِيَة.



أمضى سيّدُنا إبراهيمُ ليلتَه هناك.. نظَرَ إلى السماء المُرصَّعَة بالنجوم.



نظَرَ إلى ما خَلَق الله من الكواكبِ التي تُشبِهُ المَصابيحَ، فسجَدَ لله الخالقِ البارئ المصوِّرِ له الأسماءُ الحُسنى يُحيي ويُميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير.



أغمَضَ سيّدُنا إبراهيمُ عَينَيه ونامَ.. في عالَمِ المَنامِ رأى سيّدُنا إبراهيمُ شيئاً عجيباً!!



رأى نفسَهُ يَذبَحُ ولدَهُ إسماعيل... إنتَبَه من نومِه.. كانت السماءُ ما تزال زاخِرةً بالنجومِ، ورأى ابنَه نائماً. عادَ سيّدُنا إبراهيمُ إلى نَومِه..



مرّةً أخرى تَكرَّرت ذاتُ الرُّؤيا.. رأى نفسَهُ يَذبَحُ ابنَهُ ويُقِّدمُه قُرباناً إلى ربِّ العالمين!!



استَيقَظ سيّدُنا إبراهيمُ وقد انفَلَق عَمودُ الفَجرِ.. تَوضّأ وصلّى... واستيَقَظ إسماعيلُ فتَوضّأ وصلّى. طَلَعَتِ الشمسُ وغَمَرت التِّلالَ بالنور.



كانَ سيّدُنا إبراهيمُ حَزيناً.. إنّ الله عزّوجلّ يَمتَحِنهُ مَرّةً أخرى... يَمتحِنُهُ هذه المرّةَ بذبحِ ابنِه.. ماذا يفعل ؟



لو أمَرَه اللهُ سبحانه بأن يَقذِفَ نفسَه في النارِ لَفَعل، ولكن ماذا يَفعلُ ؟ في هذه المرّة عليه أن يَذبحَ ابنَه ؟! ترى ماذا يَفعل ؟ هل يُخبِرُ ابنَه بذلك ؟ هل يَذبَحُه عُنوَةً ؟ وإذا أخبَرَ ابنَهُ هل يَقبَلُ ابنُهُ بالذبحِ ؟ هل يَتحَمّلُ إسماعيلُ آلامَ الذَّبح ؟!



إسماعيلُ رأى أباه حَزيناً، فقال له:



ـ لماذا أنتَ حَزينٌ يا أبي ؟



قالَ سيّدُنا إبراهيم:



ـ هناك أمرٌ أقلَقَني... يا بُنيّ إنّي أرى في المَنامِ أنّي أذبَحُكَ، فماذا تَرى ؟



أدرَكَ إسماعيلُ أنّ الله سبحانه يأمرُ رسولَه إبراهيمَ أنّ يُضحّي بولدِه... إسماعيلُ كانَ يُحبُّ أباه كثيراً، يَعرِفُ أنّ أباه لا يَفعلُ شيئاً إلاّ بأمرِ ربِّه... إنّه خليلُ الرحمن الذي امتَحَنَه اللهُ عندما كانَ فتىً في بابلَ وحتّى بعد أن أصبَحَ شيخاً كبيراً.



عَرَف إسماعيلُ أنّ اللهَ يَمَتَحِنُ خليلَه إبراهيم... لهذا قال له:



ـ يا أبتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُني إنْ شاءَ اللهُ مِن الصَّابِرين.



سيّدُنا إبراهيمُ فِرِحَ بذلك. كانَ إسماعيلُ وَلداً بارّاً مُطيعاً ومُؤمناً باللهِ ورسولهِ.
الذَّبيح



أخَذَ سيّدُنا إبراهيمُ مُدْيَةً وحَبلاً، وذَهَب إلى أحدِ الوِديان القريبة..



كانَ إسماعيلُ يُرافِقُ أباه ساكِتاً. كانَ يُهيّئُ نَفسَهُ لِلَحظةِ الذَّبح، ويُدعو الله أن يَمنَحَهُ الصبرَ لتحمّلِ الآلامِ في سبيله..



هاجَرُ عندما رأتْ سيّدَنا إبراهيمَ وإسماعيلَ قد انطَلَقا نحو الوادي، ظنّت أنّهما ذَهَبا لجمعِ الحَطَب..



وصَلَ سيّدُنا إبراهيمُ وإسماعيل إلى الوادي..



نَظَر إسماعيلُ إلى أبيه، كانت عَيناهُ مَليئتين بالدُّموع.. هو أيضاً بكى من أجلِ أبيهِ الشيخ فأراد أن يُنهِيَ الأمرَ بسرعة، قالَ لأبيه:



ـ يا أبي، أحْكِمْ وَثاقي، واكْفُفْ ثِيابَكَ حتّى لا تَتَلطَّخَ بالدمِ فتَراهُ أُمّي.. يا أبي، واشْحَذِ السِّكِّينَ جَيّداً، وأسْرِعْ في ذَبْحي فإنّ آلامَ الذَّبح شديدة.



بكى سيّدُنا إبراهيمُ وقال:



ـ نِعْمَ العَوْنُ أنتَ يا بُنَيّ على أمرِ الله.



أحكَمَ سيّدُنا إبراهيم الوَثاقَ على كَتِفَي إسماعيلَ.. كاَن إسماعيلُ مُستَسلِماً تَماماً لأمرِ الله.



أغمَضَ عَيْنَهِ.. سيّدُنا إبراهيمُ أمسَكَ بِجَبينِ ولدِه وحَناهُ إلى الأرض.



جَثا إسماعيلُ الفَتى بهدوءٍ. كانَ يُودِّعُ الحَياة، يُودّعُ أُمَّه وأباه... وضَعَ سيّدُنا إبراهيمُ السكِّين على عُنُقِ إسماعيل.. لحظةٌ واحدةٌ وينتهي كلُّ شيء.



ماذا حَصَل في تلك اللحظاتِ المُثيرة ؟! هل ذُبِح إسماعيل ؟ كلاّ.



سَمِع سَيّدُنا إبراهيمُ نِداءً سماويّاً... يأمرُه بذبحِ كَبْشٍ فِداءً لإسماعيل...



نَظَر سيّدُنا إبراهيمُ إلى جهةِ الصَّوت.. فرأى كَبْشاً سَميناً يَنزِلُ من فوقِ قمّةِ الجبل.. كانَ كبشاً أملَحَ لَه قُرون!



حَل سيّدُنا إبراهيمُ الوَثاقَ عن ابنهِ إسماعيل... ثَمّ قَدّمَ الكبشَ وذَبَحَهُ باسمِ الله، وقدّمه قرباناً إلى ربّنا الرحيم.



ومن ذلك اليومِ أصبَحَ تقديمُ الأضاحي من مِناسِكَ الحجّ.



المسلمونَ في كلِّ مكانٍ يَذهبونَ لزيارةِ بيتِ الله... البيتِ الذي بناهُ إبراهيمُ وإسماعيلُ لعبادةِ الله.. يَطوفونَ حَولَهُ ويُمَجّدونَ اسمَهُ... ويَسْعَون بينَ الصَّفا والمَروَةِ كما سَعَت هاجَرُ مِن قَبلُ، ويُقدِّمونَ القَرابينَ كما قَدّم إبراهيمُ قُرباناً مِن قَبلُ... يَفعلونَ ذلكَ لأنّهم على دينِ إبراهيم، ودينُ سيّدِنا إبراهيمَ هو دينُ الإسلامِ الحنيف.
أنا ابنُ الذَّبيحَين



هل تعلمونَ مَن قالَ هذه العبارة ؟



إنّه سيّدُنا محمّدٌ صلّى الله عليه وآله. لماذا ؟ لأنّ سيّدَنا محمّداً من ذُريةِ إسماعيلَ عليه السّلام، فقد عاشَ سيّدُنا إسماعيلُ عليه السّلام وتَزَوّجَ وأصبَحَت له ذُرّيّة..



ومِن ذرّيتهِ عبدُالمُطَّلِب جَدُّ سيّدِنا محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وهو الذي حَفَر زَمزمَ من جديد، وفي عهدِه هاجَمَ الجيشُ الحَبَشيُّ مكّة لَتدميرِ الكعبةِ، فدَعا عبدُالمطّلب اللهَ سبحانه أن يَحْميَ البيتَ الحرامَ من شَرِّ الأعداء واستَجابَ الله دُعاءَ حفيدِ إبراهيمَ وإسماعيلَ، وأرسَلَ طَيراً أبابِيلَ قَصَفَت جيشَ أبرهَةَ الحَبَشيّ ومَزَّقَته..



دعا عبدُالمطّلب الله سبحانه أن يَرزُقَهُ عَشرَةَ بَنينِ، ونَذَر إن رزَقَهُ اللهُ ذلك أن يَذبَحَ أحدَهُم قُرباناً لله..



الله سبحانه رَزَق عبدَالمطّلب عشرةَ أبناء... فقال عبدالمطّلب:



ـ لقد رَزَقَني اللهُ عَشرةَ أبناء وعَلَيّ أن أفِيَ بالنَّذر.



اقتَرَعَ عبدُالمطّلب بين بَنيهِ العَشرةِ، فخَرَجَت القُرعَةُ على عبدِالله والدِ سيّدِنا محمّدٍ صلّى الله عليه وآله، فأرادَ عبدُالمطّلب أن يَذبَحَ ابنَهُ وَفاءً بِنَذرِه.



أهلُ مكّةَ كانوا يُحبّونَ عبدَالله كثيراً، لهذا قالوا لعبدِالمطّلب: لاتَذْبَح ابنَكَ، واقرَعْ بينه وبين الإبل.. وأعطِ ربَّك حتّى يَرضى..



وهكذا كانَ عبدُالمطّلب يَقرَع بينه وبين عشرةٍ من الإبل، فتخرجُ القُرعةُ على عبدالله، حتّى أصبحَ عددُ الإبل مئةً. وعندها خرَجَت القُرعةُ على الإبل... لقد رضيَ اللهُ بالفِداء.



فأمرَ عبدُالمطّلب بالإبلِ أنْ تُنحَر وأن تُوزَّع لُحومُها على الفقراءِ والجِياع.



لقد كانَ عبدُالله على وَشْكِ أن يُذبَحَ، ولكنّ الله رَضِيَ بفدائهِ، فهو كإسماعيلَ الذي افتَداه اللهُ بذِبحٍ عظيم.



لهذا كان سيّدُنا محمّدٌ صلّى الله عليه وآله يقول: أنا ابنُ الذَّبيحَين، لأنّه ابنُ عبدِالله بنِ عبدالمطّلب الذي هو من ذريّةِ ذبيحِ الله إسماعيل.



واليومَ عندما يَذهَبُ المسلمونَ كلَّ عامٍ إلى مكّةَ لأداءِ مراسمِ الحجّ فإنّهم يتَذكّرون جميعاً قصّةَ سيّدِنا إسماعيلَ.. ذلك الفتى البارّ المُطيع لله ولرسوله.
نبى الله اسماعيل(علية السلام) Ghos-start بسم الله الرحمن الرحيم نبى الله اسماعيل(علية السلام) Ghos-end







نبى الله اسماعيل(علية السلام) Ghos-start وإنّ مِن شيعتِه لإَبراهيم * إذْ جاءَ ربَّه بقلبٍ سليمٍ * إذْ قال لأبيهِ وقومِه ماذا تَعبُدون * أئِفكاً آلهةً دونَ اللهِ تُريدون * فما ظنُّكم بربِّ العالمين * فنظَرَ نظرةً في النُّجوم * فقال إنّي سقيم * فتولَّوا عنه مُدْبِرين * فراغَ إلى آلهتِهم فقال ألا تأكلون * مالكم لا تَنطِقون * فراغَ عليهم ضَرْباً باليمين * فأقبلوا إليه يَزِفُّون * قال أتعبُدونَ ما تَنحِتون * واللهُ خلَقَكم وما تعملون * قالوا ابنُوا له بنياناً فألقُوه في الجحيم * فأرادوا به كيداً فجعَلْناهمُ الأسفلين * وقال إنّي ذاهبٌ إلى ربّي سَيَهدينِ * ربِّ هَبْ لي من الصّالحين * فبشّرناه بغلامٍ حليم * فلمّا بلَغَ معه السّعيَ قال يا بُنيّ إنّي أرى في المَنامِ أنّي أذبحُك فانظرْ ماذا ترى قال يا أبتِ أفعلْ ما تُؤمَرُ ستجدُني إن شاءَ اللهُ مِن الصّابرين * فلمّا أسلما وتَلَّهُ للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدّقتَ الرّؤيا إنّا كذلك نجزي المُحسنين * إنّ هذا لَهُوَ البلاءُ المُبين * وفَدَيناه بِذِبحٍ عظيمٍ * وترَكْنا عليه في الآخِرين * سلامٌ على إبراهيم * كذلك نجزي المحسنين نبى الله اسماعيل(علية السلام) Ghos-end 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نبى الله اسماعيل(علية السلام)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما دار بين النبى(صلى الله علية وسلم)وجبريل(علية السلام)
» نبى الله لوط(علية السلام)
» نبى الله موسى علية السلام
» قصة نبى الله موسى(علية السلام)
» موسى نبى الله(علية السلام)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتديات الدينية :: السيرة النبوية { حبيبي يارسول الله } صل الله عليه وسلم-
انتقل الى: