تسمو أرواحنا

رب هب لي حتى اتوب ، واعف عني فقد عرتني الذنوب ، وعلى دين احمد فأمتني ، واحي قلبي في يوم تحيا القلوب ، يا مداو السقام داو سقامي ،
يا الهي اني عليك حسيب ، واشفِ قلبي من الذي قد علاه ، ان سقمي قد حار فيه الطبيب ، يا مداو العباد هب لي بقرب ، حاش ان ارجوك ثم اخيب ، واقل عثرتي وجُد لي بقرب ، ان دائي بالقرب منك يطيب ، تعست ليلة عصيتك فيها ، قد تقضت واثمها لي نصيب ، ما احتيالي وقد عصيتك جهلا ، كيف لا استحي وانت الرقيب .

اوحى الله الى داود عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام : يا داود انين المذنبين احب الي من صراخ العابدين ؛ وقال تعالى في بعض كتبه المنزلة : وعزتي وجلالي لا يبكي عبد من خشيتي الا ابدلته ضحكا في نور قدسي .
قل للبكائين من خشيتي ابشروا ؛ فإنكم اول من تنزل عليهم الرحمة اذا نزلت .
قل للمذنبين من عبادي يجالسوا البكائين من خشيتي ، لعلي اصيبهم برحمتي اذا رحمت البكائين .
وقال صل الله عليه وسلم : ليس شيء احب الى الله تعالى من قطرتين قطرة دمع من خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله " رواه الترمذي والضياء

تصلي بلا قلب صلاة بمثلها ، يكون الفتى مستوجبا للعقوبة ، تظل وقد اتممتها غير عالم ، تزيد احتياطا ركعة بعد ركعة ، فويلك تدري من تناجيه معرضا ، وبين يدي من تنحني غير مخبت ، تخاطبه اياك نعبد مقبلا ، على غيره فيها لغير ضرورة ، ولو رد من ناجاك للغير طرفة ، تميزت من غيظ عليه وغيرة ، اما تستحي من مالك الملك ان يرى ، صدودك عنه يا قليل المروءة .
الهي اهدنا فيمن هديت وخذ بنا ، الى الحق نهجا في سواء الطريقة

قال تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرة ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )
( ان الحسنات يذهبن السيئات ) .
فرج عن مكروب ، واعط محروما ، وانصر مظلوما ، واطعم جائعا ، واسق ظامئا ، وعد مريضا ، وشيع جنازة ، وواس مصابا ، وقد اعمى ، وارشد تائها ، واكرم ضيفا ، وبر جارا ، واحترم كبيرا ، وارحم صغيرا ، وابذل طعامك ، وتصدق بدرهمك ، واحسن لفظك ، وكف اذاك ، فإنه صدقة لك .

اذا اشتملت على اليأس القلوب ، وضاق لما به الصدر الرحيب ، واوطنت المكاره واطمأنت ، وارست في اماكنها الخطوب ، ولم تر لانكشاف الضر وجها ، ولا اغنى بحيلته الاريب ، اتاك على قنوطك منه غوث ، يمن به القريب المستجيب ، وكل الحادثات وان تناهت ، فموصول بها فرج قريب

ان للقرآن سلطانا على القلوب ، وهيبة على الارواح ، وقوة مؤثرة فاعلة في النفوس .
اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار . اللهم اجعله ربيع لقلوبنا وجلاء لهمومنا وشفاء لصدورنا
اللهم اجعلنا من اهل القرآن واجعله حجة لنا لا علينا اللهم امين يارب العالمين واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين .
وصل اللهم وسلم وزد وبارك على سيدنا وحبيبنا ومهجة قلوبنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه الى يوم الدين .

شتان ما بين امرأتين
شق صوت المرأة العجوز هدوء الليل , وسكون البيت الصغير المتهالك في احدى قرى المدينة , وهي تقول لابنتها : اخلطي اللبن بالماء , حتى يكثر ويزداد بيعنا ويعظم ربحنا .
لكن الابنة الشابة التقية قالت لامها مستنكرة : كيف اخلطهما ؟ الم ينهانا امير المؤمنين عن ذلك ؟
ضحكت المرأة العجوز في وهن وقالت : واين امير المؤمنين ليرانا ؟
لم يكن جواب ابنتها سوى : ان كان عمر لا يرانا , فرب عمر يرانا ~ !
لكن عمر بن الخطاب كان على مسمع من حديثهما وهو يتفقد بيوت رعيته الفقراء في منتصف الليل .
هاله تقوى الفتاة الصغيرة وخوفها من الله , وليس من امير المؤمنين .
وضع علامة على بيتها , وفي الصباح كان نبأ زواج هذه الفتاة من ابن امير المؤمنين عمر بن الخطاب .
وبعد سنين طويلة .. كانت تلك الفتاة جدة خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز رحمه الله!

قال الله تعالى
( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة ، ان الله كان لطيفا خبيرا )
قال رسول الله صل الله عليه وسلم
الحكمة ضالة المؤمن ، فكل كلمة وعظتك وزجرتك ودعتك او نهتك عن قبيح
فهي حكمة وحكم
قال الشاعر القروي
استق الحكمة لا يشغلك من اي ينبوع جرت يا مستقي،، فشعاع الشمس يمتص
الندى من فم الورد ووحل الطرق
ومن الامثال العربية قيل
اذا وجدتم الحكمة مطروحة على السكك فخذوها

صرفت حُبك في قلبي وخاطرتي
احب احببت احبب سيد البشر
والحب لولا سبار الروح ما عرفت
اغواره لا ولا اشفى على الوطر
اغمدتُني اثلم الحدين فيه وقد
سللْتُني ماضي الاحساس والفكر
تجس عاطفتي بذكر محمد وتحملها
اما تطِر في متاهات الحجا يطِر
وان بي عطشا للنور اذ بهرت
سمات هديك ضوء الشمس والقمر
صرفت حبك في قلبي وخاطرتي
أُحب احببت محبوبا من البشر
فكن شفيعي يا حبي ويا املي
يوم الحساب بُعيدالخُبر والخٓبر .

روي عن الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال: من لم يعد كلامه من عمله كثرت خطاياه .
ويروى انه بكى يوما بين اصحابه ، فسئل عن سبب ذلك فقال : فكرت في الدنيا ولذاتها وشهواتها فاعتبرت منها بها ~ ما تكاد شهواتها تنقضي حتى تكدرها مرارتها ، ولئن لم يكن فيها عبرة لمن اعتبر ، فإن فيها مواعظ لمن ادكر.
وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يوما لخالد بن صفوان : عظني واوجز ، فقال خالد : يا امير المؤمنين ، ان اقواما غرهم ستر الله ، وفتنهم حسن الثناء ، فلا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك . اعاذنا الله واياك ان نكون بالستر مغرورين ، وبثناء الناس مسرورين ، وعما افترض الله علينا متخلفين ومقصرين ، والى الاهواء مائلين . فبكى عمر رضي الله عنه ، وقال لخالد : اعاذنا الله واياك من اتباع الهوى .

» تعبنا وتعبت أرواحنا
» عندمانغذي أرواحنا بالدعاء
» عندمانغذي أرواحنا بالدعاء