أخرج ابن ماجه في سننه وصححه ابن حبان عن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر،
فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح
الشر على يديه.
الشرح
فقوله صلى الله عليه وسلم : " فطوبى " أي : حسنى أو خيراً ، وهو من
الطيب ، أي : العيش الطيب له
وويل أي : شدّةٌ حسرة ، ودمار وهلاك ، لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه.
قال بعض العلماء : فالخير مرضاة الله ، والشر سخطه ، فإذا رضيَ اللهُ عن
عبدٍ فعلامة رضاه أن يجعله مفتاحاً للخي ، فإنْ ُرئي ذكر الخير برؤيته ، وإنْ
حَضر حضر الخير معه ، وإن نطق ينطق بخير ، وعليه من الله سماتٌ ظاهرة ،
لأنه يتقلّب في الخير بعمل الخير ، وينطق بخير ، ويفكر في خير ، ويضمر خيراً ،
فهو مفتاح الخير حسبما حضر ، وسبب الخير لكلّ من صحبه .
والآخر يتقلب في شرّ ، ويعمل شراً ، وينطق بشر ، ويفكر في شر ، ويضمر شراً ،
فهو مفتاح الشر ؟!
فصحبة الأول دواء ، والثاني داء