يُحْكَى أن ابنَةَ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز الصُّغْرَى قَدْ دخلت عليه يَوْمَاً وَهِيَ تبكي ،
وكان الْيَومُ يوم عيدٍ للمُسلمين
فسألها أبوها : لماذا تبكين .. ؟!
قالت : كُل الأطفالِ يرتدُون ثياباً جديدةً ، وأنا بنتُ أميرِ المُؤمنين أرتدي ثوباً قديماً !!!
فتأثر عُمرُ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ ببُكائها ، وذهب إلَي خازنِ بيت مالِ المُسلمين وقال لهُ :
أتأذن لِي أن أصرف راتبي عن الشهرِ القادم .. ؟
فَقَالَ لَهُ الْخَازِن : لِمَ يَا أميرِ الْمُؤمِنِين .. ؟!
فحكي لهُ أميرُ المُؤمنين السبب
فقال لَهُ الخازن : لا مانعَ ولكن بشرط !!!
قال لَهُ عُمرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيز : وما هو .. ؟!
فقال الخازنُ: أنْ تضمنَ لِي أنْ تبقي حياً لتعمل بالأجرِ الذي ستصرفُهُ !!!
فتركهُ أميرُ المُؤمنين عُمر ورجع بيتَهُ ، فسألهُ أبناؤهُ : ماذا فعلت يا أبانا .. ؟!
قال : أتصبرُون وندخُلُ جميعاً الجنة .. ؟ أم لا تصبرُون ويدخُلُ أبُوكُمُ النار .. ؟!
قالوا جميعاً : بَلْ نصبرُ يا أبانا
يا ليت أُمة مُحمدٍ صلي اللهُ عليه وسلم الآن تمتلكُ مِثْلَ هَؤُلاَءِ الثلاثة :
عمرُ [الرَّئِيس]
الخازنُ [وَزِيرُ الْمَالِيَّة]
وأبناءُ عمر [الرَّعِيَّة]
أتعبت المُلُوك والأُمراء من بعدك يا عُمر