اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: من أسرار ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) الجمعة 31 يوليو 2015 - 10:24
( لاحول ولاقوة إلا بالله ) ذكر جميل جليل ، قليل المبنى عظيم المعنى ، فيه من التوحيد والإجلال والتوقير لله سبحانه وتعالى ، و فيه من التوكل والاستعانة بالله سبحانه وبحمده ، هي كلمة من تحت العرش و غرس من غراس الجنة ، وباب من أبوابها وكنز من كنوزها .
إنها ( لاحول ولاقوة إلا بالله ) ، هذه الكلمة وذلك الذكر العظيم أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسة من أصحابه رضوان الله عليهم في أحاديث متفرقة من الاكثار من ( لاحول ولاقوة إلا بالله ) . فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فكنا إذا علونا كبرنا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيها الناس اربعوا على أنفسكم ، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، ولكن تدعون سميعا بصيرا ) . ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فقال : ( يا عبد الله بن قيس ، قل : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها كنز من كنوز الجنة ) . أو قال : ( ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ) رواه البخاري . وعن حازم بن حرملة الأسلمي رضي الله عنه قال: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: ( يا حازم! أكْثر منْ قول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنّها من كنوز الجنّة ) رواه ابن ماجة بسند صحيح . وهذا صحابي ثالث يوصيه النبي صلى الله عليه وسلم من الإكثار من ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) فعن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أدلك على باب من أبواب الجنّة ؟ ) قلت : بلى ، قال : (لا حول ولا قوة إلا بالله ) صحيح الترمذي. وجاء في الحديث الصحيح قول الصحابي الجليل أبو ذر رضي الله عنه ( أوصاني حبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر من قول لا حول و لا قوة إلا بالله ) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أعلّمك – أو قال – ألا أدُلُّك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنّة ؟ تقول : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، فيقول الله عزّ وجلّ : أسلم عبدي واسْتسلم ) رواه الحاكم بسند صحيح . قال الإمام النووي رحمه الله : قال العلماء : سبب ذلك أنّها كلمة اسْتسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعْتراف بالإذعان له ، وأنّه لا صانع غيره ، ولا رادّ لأمره ، وأنّ العبد لا يملك شيئاً من الأمر، ومعنى الكنز هنا : أنّه ثواب مدّخر في الجنّة ، وهو ثواب نفيس ، كما أنّ الكنز أنفس أموالكم ) . وقال الامام ابن القيّم رحمه الله : لمّا كان الكنز هو المال النفيس المجتمع الذي يخفى على أكثر النّاس ، وكان هذا شأن هذه الكلمة ، كانت كنزاً من كنوز الجنة ، فأوتيها النبي صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش ، وكان قائلها أسلم واستسلم لمن أزمّة الأمور بيديه ، وفوّض أمره إليه ) . ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) معناها كما جاء في حديث صححه بعضهم ( لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله ) . وقال الإمام ابن رجب رحمه الله ( فإنّ المعنى : لا تحوّل للعبد من حال إلى حال ، ولا قوة له على ذلك إلاّ بالله ، وهذه كلمة عظيمة وهي كنز من كنوز الجنّة ) . ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) كلمة استعانة وتوكل ولذا تجد الشارع أوصى بذكرها في مواضع الاستعانة بالله سبحانه وتعالى ، فعندما تهم إلى الصلاة وتسمع النداء بحي على الصلاة حي على الفلاح تقول ( لا حول ولا قوة إلا بالله )، ولنستمع إلى البشرى النبوية فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر . فقال أحدكم : الله أكبر الله أكبر . ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله . قال : أشهد أن لا إله إلا الله . ثم قال : أشهد أن محمدا رسول الله . قال : أشهد أن محمدا رسول الله . ثم قال : حي على الصلاة . قال : لا حول ولا قوة إلا بالله . ثم قال : حي على الفلاح . قال : لا حول ولا قوة إلا بالله . ثم قال : الله أكبر الله أكبر . قال : الله أكبر الله أكبر . ثم قال : لا إله إلا الله . قال : لا إله إلا الله ، من قلبه - دخل الجنة ) رواه مسلم . وإذا خرج الرجل من بيته فهو مطالب بالاستعانة بالله وهناك يكون لهذه الكلمة تأثيرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج الرجل من بيته فقال : بسم الله ، توكلت على الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله . قال : يقال حينئذ : هديت وكفيت ووقيت ، فتتنحى له الشياطين ، فيقول شيطان آخر : كيف لك برجل قد هدى وكفى ووقى ؟ رواه أبو داود والترمذي بسند صحيح. وعندما يعزم المسلم على قيام الليل ليدعو ربه وليقف بين يديه فيصلي له ركعات ، فهو مطالب أيضاً بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعار من الليل فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، الحمد لله ، وسبحان الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : اللهم اغفر لي ، أو دعا ، استجيب له ، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته ) رواه البخاري . أيها المسلم إنّ مافي السماء والأرض له تحول من حال إلى حال ، وذلك التحول لا يقع إلا بقوة ، فذلك الحول وتلك القوة قائمة بالله وحده، ، فيدْخل في هذا كلّ حركة في العالم العلوي والسفلي ، وكلّ قوة على تلك الحركة كحركة النبــات وحركة الحيوان، وحركة الفلك، وحركة النفس والقلب ، والقوة على هذه الحركات التي هي حول ، ( لاحول ولا قوة إلاّ بالله ) . جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : علمني كلاما أقوله . قال ” قل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا سبحان الله رب العالمين ، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم ” قال : فهؤلاء لربي . فما لي ؟ قال ” قل : اللهم ! اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني “رواه مسلم . وهنا أمر ينبغي تبيينه : وهو أن البعض يقول هذا الذكر عند حلول المصائب على هيئة الإسترجاع والأصل أن الذي يقال في الإسترجاع " إنا لله وإنا إليه راجعون " قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : هذه الكلمة كلمة استعانة لا كلمة استرجاع وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع ويقولها جزعا لا صبرا ( الاستقامة 2/81 , الفتاوى الكبرى 2/390) فلنكثر من هذا الذكر العظيم ( لا حول ولا قوة إلا بالله ).