اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: روح الصلاة .. الثلاثاء 22 مايو 2012 - 5:21
روح الصلاة.
روح الصلاة وحقيقتها سبعة لا بحث لنا عما يتعلق بظاهرها من الاجزاء و الشرائط و الاحكام، اذ بيانها على عهدة الفقه. فلنشر الى المعاني الباطنة التى بها تتم حياتها، والى الاسرار و الآداب الخفية الباطنة المتعلقة باجزائها و شرائطها الظاهرة، لتكون ملحوظة للعبد عند فعلها فنقول المعانى الباطنة، التي هي روح الصلاة وحقيقتها، سبعة الأول الاخلاص و القربة الاخلاص و القربة و خلوها عن شوائب الرياء الثاني حضور القلب و هو ان يفرغ القلب عن غير ما هو ملابس له و متكلم به، حتى يكون العلم مقرونا بما يفعله و ما يقوله، من غير جريان الفكر في غيرهما. فمهما انصرف الفكر عن غير ما هو فيه، و كان في قلبه ذكر لما هو فيه من غير غفلة عنه، فقد حصل حضور القلب. ثم حضور القلب قد يعبر عنه بالإقبال على الصلاة والتوجه و قد يعبر عنه بالخشوع بالقلب، فان الخشوع فى الصلاة خشوعان: خشوع بالقلب: و هو ان يتفرغ لجمع الهمة لها، و الاعراض عما سواها، بحيث لا يكون في قلبه غير المعبود. و خشوع بالجوارح، و هو ان يغض بصره، و لا يلتفت، و لا يعبث و لا يتثاءب، و لا يتمطى، و لا يفرقع اصابعه، و بالجملة: لا يتحرك لغير الصلاة، و لا يفعل شيئا من المكروهات وربما عبر ذلك بالخضوع الثالث التفهم لمعنى الكلام و هو امر وراء حضور القلب فربما يكون القلب حاضرا مع اللفظ و لا يكون حاضرا مع معناه. فالمراد بالتفهم هو اشتمال القلب على العلم بمعنى اللفظ. و هذا مقام يتفاوت فيه الناس، اذ ليس يشترك الناس في تفهم معاني القرآن و التسبيحات، فكم من معان لطيفة يفهمها بعض المصلين في اثناء الصلاة ولم يكن قد خطر بقلبه قبل ذلك و لا يفهمها غيره. و من هذا الوجه كانت الصلاة ناهية عن الفحشاء و المنكر فانها تفهم امورا تمنع تلك الامور عن الفحشاء والمنكر لا محالة فيه إشارة لقوله تعالى اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ - العنكبوت الآية 45 الرابع التعظيم و هو امر وراء حضور القلب و التفهم. اذ الرجل ربما يخاطب غيره، و هو حاضر القلب فيه، و متفهم لمعناه، و لا يكون معظما له الخامس الهيبة و هي زائدة على التعظيم لانها عبارة عن خوف منشاه التعظيم لان من لا يخاف لا يسمى هائبا، ثم كل خوف لا يسمى مهابة بل الهيبة خوف مصدره الإجلال
السادس الرجاء و لا ريب في كونه زائدا عما ذكر. فكم من رجل يعظم ملكا من الملوك، و يهابه و يخاف سطوته، و لا يرجو بره و احسانه والعبد ينبغى ان يكون راجيا بصلاته ثواب الله، كما انه خائف بتقصيره عقابه السابع الحياء و مستنده استشعار تقصير و توهم ذنب، و هو زائد على التعظيم و الخوف و الرجاء، لتصورها من غير حياء، حيث لا يكون توهم تقصير و ارتكاب ذنب جامع السعادات النراقي ج2باب الصلاة نسألكم الدعاء