الساحر
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 25842 تاريخ التسجيل : 25/02/2010 الموقع : المحروسة مصر العمل/الترفيه : دكتـــــــور المزاج : الحمد لله
| موضوع: جمال الكلمة الأربعاء 6 مايو 2015 - 12:52 | |
| فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ---------------------------------------------------- لكل منا تذوقه لجمال الأسلوب في القرآن الكريم . ولا يُشترط أن نرجع إلي اللغويين والنحويين لندرك رقة اللغة العربية وروعة الأدب في أسلوب القرآن . لكل منا في داخله جهاز حساس يستوقفه رغماً عنه عندما يمرّ بجملة أو كلمة تنضح جمالاً وعذوبة . تأملت الآية أعلاه في قصة آدم وحواء الذين عاشا جزءاً، طال أو قصر، من حياتهما يرتعان بين خمائل وبساتين الجنة وقد ضُمن لهما فيها شروط الأمان الرئيسية: ألا يجوعا فيها ولا يعريا وألا يظمآ فيها ولا يضحيا .
وبعد أن اتبعا خطوات الشيطان تقرر خروجهما من الجنة . وهنا يطلّ إلي خاطري مثل قديم عندنا في اللغة النوبية يفيد بأن الإنسان لا ينتبه إلي فضل الظل إلا عندما يخرج إلي الشمس! والجمال الأدبي في هذه الآية يكمن في كلمات صغيرة جداً هنّ "مما كانا فيه" . استوقفتني هذه العبارة الصغيرة لتبهرني بجمالها وفصاحتها . وكان يمكن القول: فأخرجهما من الجنة أو من دار الخلود . أو القول: فأخرجهما من ذلك النعيم . أو القول: فأخرجهما من تلك الحياة السعيدة أو من دار الخصب والنضارة والرفاهة واليسر...إلخ ولكن كل تلك الصفات، ولو جئنا بصفات أكثر منها، بل لو كانت القبائل العربية جميعا بعضها لبعض ظهيرا ما كانت ستأتي بما يزن تلك الكلمات الصغيرة في عبارة: مما كانا فيه! والحق يقال إن العبارة الصغيرة "مما كانا فيه" تعطي قصة كاملة ومفصلة ومدعومة بتقارير وصور وأفلام ملونة كاملة عن الرغد واليسار والانشراح والحبور والبحبوحة والسعود والجَذل والطرب والسَعد واليُمن...إلي آخر تلك الصفات التي كان آدم وحواء يرفلان فيها قبل إبعادهما من الجنة! |
|