اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: كظم الغيظ ؟؟ الثلاثاء 5 مايو 2015 - 1:33
علم نفسك كظم الغيظ وربها على العفو والدفع بالتى هى أحسن ... عملا بقوله تعالى : " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " . ضبط النفس عند الغضب وأخذها بالحلم والأناة وكظم الغيظ من خلق المسلم التى يحبها الله عز وجل ... يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأشج بن عبد القيس أن فيك خصلتين يحبهما الله : " الحلم والأناة". ومن هنا كانت وصية الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذى يستوصيه كلمة واحدة : لا تفضب ... وردد الرجل مرارا قوله : أوصنى ... وكان جواب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام فى كل مرة هذه الكلمة الجامعة لمكارم الأخلاق : لا تغضب . نعم ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يغضب ولكن غضبه عليه السلام لم يكن لنفسه وانما كان لله رب العالمين ... روى البخارى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه الا أن تنتهك حرمات الله , فينتقم لله بها. لقد كان النبى يغضب ويتلون وحهه الشريف حين يجد اساءة لسمعة الدين ... أو خطأ فى تطبيق أحكامه ... أو تساهلا فى اقامة حدوده. غضب الرسول عليه السلام يوم كلمه أسامه بن زيد فى شأن المرأة المخزومية التى سرقت ... وعزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يقيم الحد عليها ... فكلمة أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غاضبا : أتشفع فى حد من حدود الله تعالى ؟ ... ثم قام فخطب فى الناس ثم قال : انما أهلك الذين من قبلك أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه ... واذا سرق الضعيف اقاموا عليه الحد , والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها . والمسلم الحقيقى لا يعرف الحقد ولا الضغينة ... ذلك ان الأسلام العظيم استل من قلبها الحقد وأطفأ نار الضغينة ... وطهر النفس من الغل ... وزرع فيها بذور الاخاء والتسامح والعفو والمغفرة. لقد أعلن الاسلام حربا لا هوادة فيها على الجهالة والعصبية والحقد والثأر والعداوة والانتقام ... وحبب الى نفوس المسلمين والمسلمات العفو والصفح والتواد والاحسان فقال تعالى : والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " . وعندما حزن أبو بكر الصديق رضى الله عنه ... على من خاض فى عرض ابنته أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها فى حادث الأفك ... قرر أن يقطع عونه وفضله عن أولئك الذين خاضوا فى حديث الأفك ممن يحسن اليهم ... لكن الله عز وجل لم يدعه لعاطفة التشفى والانتقام العارضة التى هجست فى نفسه فرده الى جوهره الأصيل ونقاء نفسه المؤمنة ووضع به الى معارج الصفح والتسامح والغفران ... فأنزل الله عز وجل قوله تعالى " ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين فى سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم . ان المجتمع المسلم القائم على اخوة الايمان ... لا تقوم المعاملة بين أفراده على المحاسبة ورصد الأخطاء والتشفى ... والأنتقام والأنتصار للذات ... وانما تقوم على التآخى والتفاضى والتسامح وتناسى الأخطاء وصدق الله العظيم اذ يقول : " وان الساعة الآتية ... فأصفح الصفح الجميل ".