لم يعد هناك المزيد للمراهنه عليه ! هكذا قالها عقلي سريعا و كأنه احكم قراره كما لم يفعل من قبل ..
ام انه لم تعد لنفسي البائسة مزيدا من المحاولات كي تقوم بها ..
استوقفت اللحظات ,, اشعلت سيجارتي ,, و بألم نفثت أولى ادخنتها للهواء .. خانها دخانها و صعد الى اعلى !
مزيد من الخيانة ,, مزيد من الدخان يتصاعد للأعالي و يترك سيجارته المحبوبه تستنجد بين أصابعي السميكة ..
ولكن هيهات فقد تبعثر الدخان وحده لا يعلم منتهاه ,, ولا يدري الى اين اختفى بعيدا عن أصوله التي ما زالت متشبثة بنار تأكلها ..
و ما زالت سيجارتي تبعثر بعضا من رمادها ! تؤذي غيرها بكل ما تستطيع كي تثبت لوهله انها قد انتصرت
لم أخن قط صديقا ,, ولكني خنت العالم بأكمله ! ليس لانه ليس لي صديق ,, فقد ملأت جعبتي بالأصدقاء !
من الصعب ان اؤكد لعقلي انه لم يتم خيانتي يوما ,, فقد سأمت الخيانه ..
و هاهي سيجارتي تلفظ أنفاسها الاخيره بين هذه السطور معلنه فشلها في اثارة غيظ الجميع ..
ليس هناك أعظم من ان تدنو بحذائك كي تطأ كل هذه الخيانة كما تطأ سيجارتك المحبوبه بعد لفظ انفاثها !
لماذا نحن البشر هكذا ؟ نستمتع دائما بالملذات و كل ما طاب من اشخاص هم محبوبون لنا ثم لا نلبث الا و قد وطأناهم بأقدامنا مهرولين كي نلتقط المزيد ؟
زادت حيرتي قلبي
عاملتها بلطف هذه المرة ,, أرقدتها في سبات عميق لن تصحو منه على مطفئتي ,, و ماتت في سكينة بين أخواتها ..
أحسست بغرورها شامختة وسط اخواتها اللاتي لم يحصلن يوما على هذا الشرف !
اليوم .. سأغير صفات تعاملي مع البشر ,, سأمحو سطرا قد كٌتب في شخصيتي ,, و لن اكتب شيئا !
فقد نفذت أحباري ,, ولقد نفذ صبري ! وملاذي
....
خاوية هي عروشي ,, بائده هي أيامي ,, و كم قسوت كثيرا على نفسي ,,
و ها أنا الان امشي بزهو نحو أمالي ,, لا أضع لغيري في حساباتي سطرا ولا كلمة !
فلست انا ذاك اللذي عهدتموه !!
ولست انا ذاك الضعيف الضاحك ..
سأمحو ابتساماتي ,, و ارد بشرف انفاسي ..
سأعلو فوق دخاني ,, ولن اموت كسائر قومي !