الشيطان والبطة
كان هناك ولد صغير يزور بيت جده بالمزرعة. أعطي بندقية ليلعب
بها بالغابة. وكان يلعب ويتدرب على الأخشاب، ولكن
لم يصد أي هدف. بدأ باليأس وتوجه إلى البيت للعشاء.
وهو بطريقه للمنزل وجد بطة جدته المدللة. وهكذا من باب الفضول
أو الأمنية صوب بندقيته عليها، وأطلق النار وأصابها برأسها فقتلها.
وقد صدم وحزن. وبلحظة رعب، أخفى البطة بين الأحراش، فقط ليرى
أن أخته شهدت كل شيء!! ريم رأت كل شيء لكنها لم تتكلم بكلمة.
بعد الغذاء في اليوم الثاني، قالت الجدة: "هيا يا ريم لنغسل الصحون."
ولكن ريم ردت: "جدتي، سمير قال لي أنه يريد أن يساعد بالمطبخ".
ثم همست بإذنه "تتذكر البطة؟؟؟"
وفي نفس اليوم، سأل الجد إن كان يحب الأولاد أن يذهبوا معه للصيد،
ولكن الجدة قالت: "أنا آسفة، ولكنني أريد من ريم أن تساعدني بتحضير العشاء".
فابتسمت ريم وقالت: "لا مشكلة..
لأن سمير قال لي أنه يريد المساعدة.
وهمست بإذنه مرة ثانية: "أتتذكر البطة؟؟؟؟".
فذهبت ريم إلى الصيد وبقي سمير للمساعدة.
بعد بضعة أيام كان سمير يعمل واجبه وواجب ريم، لم
يستطع الاحتمال أكثر، فذهب إلى جدته واعترف لها بأنه قتل بطتها المفضلة.
جثت الجدة على ركبتيها، وعانقته ثم قالت:
"حبيبي، أعلم، كنت أقف على الشباك ورأيت كل شي ولكنني
لأني أحبك سامحتك. وكنت فقط أريد أن أعلم إلى متى
ستحتمل أن تكون عبدا لريم"
فكر لليوم وكل يوم
ماذا فعلت في ماضيك، ومهما فعلت – ليبقيك الشيطان عبداً
له ويجعل نصب عيناك (الكذب، الدينونة، الحقد، الغضب،
عدم التسامح، الآلام...إلخ) مهما كان، يجب أن تعلم أن الله موجود
في كل مكان؛ رآك وعلم أفعالك كلها. ويريدك أن تتأكد أنه
يحبك وأنه سامحك. ولكنه ينتظر ليعلم إلى متى ستبقى عبداً للشيطان.
الشيء الرائع أنك حين تطلب المغفرة من الله، هو لا يغفر خطاياك فقط بل ينسى ماضيك.