اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 58124 تاريخ التسجيل : 07/05/2014 الموقع : المنصورة العمل/الترفيه : على الله المزاج : ألا بذكر الله تطمئن القلوب
موضوع: مناجاة الخميس 30 أبريل 2015 - 19:43
في الحديث القدسي: (إذا قال العبد: {إياك نعبد وإياك نستعين}، قال الله عز وجل: (هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل))1. لنراجع سويا مقدمة الفاتحة ستجد أن هناك تحول في الضمائر، فبعد أن قال: {الحمد لله} بضمير الغيبة، قال: {إياك نعبد} بضمير المخاطب، يقول ابن كثير رحمه الله عن ذلك: (لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى)2، وقال ابن عاشور رحمه الله: (تخلص من الثناء إلى الدعاء ولا شك أن الدعاء يقتضي الخطاب)3، فالثناء والتعظيم يناسبه ضمير الغيبة لأنه كلما كان الثناء في ملأ كلما كان أعظم أجرا، ففي الحديث القدسي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى: ((... وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٌ منهم ...))4، وأما الدعاء فيناسبه الخطاب والقرب، فلاحظ العلاقة بين الدعاء والقرب، يقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ...} (البقرة : 186 ) وقال تعالى: {... إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ } (هود : 61 ) ويقول صلى الله عليه وسلم: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. فأكثروا الدعاء ))5، فانظر إلى العلاقة بين القرب من الله سبحانه وتعالى والدعاء، تحسس هذا القرب وأنت تقول: {إياك نعبد}، وأنت تقول: {اهدنا}، وأنت تسأله حاجاتك كلها، فهذا حديث خاص يطلب فيه العبد الفقير من المولى الغني بدون واسطة،