اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 58124 تاريخ التسجيل : 07/05/2014 الموقع : المنصورة العمل/الترفيه : على الله المزاج : ألا بذكر الله تطمئن القلوب
موضوع: سر القرآن الخميس 30 أبريل 2015 - 19:41
عند تدبر قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الفاتحة :4)، فإن العبد الخاشع يشفق ويخاف ويحذر من هذا اليوم؛ لأنه يعلم أنه محاسب على كل صغيرة وكبيرة، قال تعالى: {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى} (النازعات : 35 )، وقال: { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } (الزلزلة : 8 )، فإنه عندئذ يبكي بين يدي ربه على خطيئته، وعلى ضعفه، ويتذلل لله طالبا للعافية، ويكون لسان حاله قائلا: أين المفر لما مضى؟، وأين المفر لما هو آت؟، ويظل يتساءل كلما مرت عليه {مالك يوم الدين}: أين المفر لما مضى؟ وأين المفر لما هو آت؟، أين المفر لما مضى؟ وأين المفر لما هو آت؟، أين المفر لما مضى؟ وأين المفر لما هو آت؟، وقد أجابت السورة العظيمة عن السؤال الأول، بأن الله هو: رب العالمين الرحمن الرحيم، فمن لوازم ألوهيته وربوبيته ورحمته أنه: {... يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر : 53 )، {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} (طه : 82 )، وأما إجابة السؤال الثاني: أين المفر لما هو آت وما بقي من أعمالنا؟ فكانت الإجابة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (الفاتحة:5)، فهذه الآية العظيمة الحكيمة: هي نور للعبد لما بقي من عمره، هي سر بين العبد وبربه، هي صدق إيمانه، هي ميزان أعماله الباقية، هي منهج حياته الفانية، هي دستور يمشي به بين الناس، يقول ابن كثير رحمه الله عن هذه الآية الكريمة: (قال بعض السلف: الفاتحة سر القرآن، وسرها هذه الكلمة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ})(1). كرر معي: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} كررها في جوف الليل قف عندها تدبرها فهي سر بينك وبين ربك، يقول المولى عز وجل في الحديث القدسي عن هذه الآية العظيمة: ((هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل))(2).