ذات
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 29553 تاريخ التسجيل : 12/02/2010 الموقع : رشيد - مصر
| موضوع: مي زيادة ريحانة الشعر الإثنين 27 أبريل 2015 - 21:02 | |
|
"ما أكثرَها عاداتٍ تقيِّدُنا في جميع الأحوال فتجعلُنا من المَهد إلى اللحد عبيدًا! نتمرّدُ عليها ثم ننفِّذ أحكامها مرغمين, ويصح لكلٍّ أن يطرحَ على نفسه هذا السؤال: أتكونُ هذه الحياةُ (حياتي) حقيقة؟ وأنا فيها خاضعٌ لعاداتٍ واصطلاحاتٍ أسخرُ بها في خلوتي، ويمجُّها ذوقي، وينبذُها منطقي، ثم أعودُ فأتمشّى على نصوصها أمام البشر! " هي ماري إلياس زيادة، فلسطينيةٌ، وُلدت في الناصرة عام 1886 م. وهي ابنةٌ وحيدةٌ من أهل كسروان، لأب من لبنان وأمّ سورية الأصل فلسطينية المولد.. تلقّت الطفلة دراستها الابتدائية في لبنان. وفي العام 1907, انتقلت ميّ مع أسرتها للإقامة في القاهرة. وهناك, عملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنكليزية, وتابعت دراستها للألمانية والإسبانية والإيطالية. وفي الوقت ذاته, عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها. وفيما بعد, تابعت ميّ دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة.
محطّات: في القاهرة, خالطت ميّ الكتّاب والصحفيين, وأخذ نجمُها يتألّق كاتبة مقال اجتماعي وأدبي ونقدي, وباحثة وخطيبة. وأسسّت ميّ ندوةً أسبوعيةً عُرفت باسم (ندوة الثلاثاء), جمعت فيها - لعشرين عامًا - صفوةً من كتّاب العصر وشعرائه, كان من أبرزهم: أحمد لطفي السيد, مصطفى عبدا لرازق, عبّاس العقّاد, طه حسين, شبلي شميل, يعقوب صروف, أنطون الجميل, مصطفى صادق الرافعي, خليل مطران, إسماعيل صبري, و أحمد شوقي. وقد أحبّ أغلب هؤلاء الأعلام ميّ حبًّا روحيًّا ألهم بعضَهم روائعَ من كتاباته. أمّا قلب ميّ زيادة, فقد ظلّ مأخوذًا طوالَ حياتها بجبران خليل جبران وحدَه, برغم أنّهما لم يلتقيا ولو لمرّة واحدة. ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا: من 1911 وحتّى وفاة جبران بنيويورك عام 1931. ولعلّ رسائلَ ميّ زيادة وأعلام عصرها أبلغ شاهد على الأدب الرفيع الذي امتاز به عصر النهضة، وعلى تألّق ميّ زيادة الفكري والأدبي، ومنزلتها الرفيعة في الأوساط الأدبية والاجتماعية والشعبية. إذ كانت ميّ الأديبة الرائدة التي واكبت النهضة وأسهمت فيها بما قدّمت من روائع الآثار وجليل المواقف والخدمات - نشرت ميّ مقالات وأبحاثًا في كبريات الصحف والمجلات المصرية, مثل: (المقطم), (الأهرام), (الزهور), (المحروسة), (الهلال), و(المقتطف). أمّا الكتب, فقد كان باكورة إنتاجها العام 1911 ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية و أوّل أعمالها بالفرنسية اسمُها أزاهير حُلم ظهرت عام 1911 و كانت توقّع باسم إيزس كوبيا, ثم صدرت لها ثلاثُ روايات نقلتها إلى العربية من اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية. وفيما بعد صدر لها: (باحثة البادية) (1920), (كلمات وإشارات) (1922), (المساواة) (1923), (ظلمات وأشعة) (1923), ( بين الجزر والمد ) ( 1924), و(الصحائف) (1924). وفى أعقاب رحيل والديها ووفاة جبران تعرّضت ميّ زيادة لمحنة عام 1938, إذ حيكت ضدّها مؤامرة دنيئة, وأوقعت إحدى المحاكم عليها الحجْر, وأودعت مصحّة الأمراض العقلية ببيروت. وهبّ المفكّر اللبناني أمين الريحاني وشخصيّات عربية كبيرة إلى إنقاذها, ورفع الحجْر عنها. - سافرت في عام 1932 إلى إنجلترا أملاً في أن تغيير المكان والجوّ الذي تعيش فيه ربّما يخفّف قليلاً من آلامها .. لكن حتّى السفر لم يكن الدواء .. فقد عادت إلى مصر ثم سافرت مرّة ثانية إلى إيطاليا لتتابع محاضرات في جامعة بروجية عن آثار اللغة الإيطالية .. ثم عادت إلى مصر .. وبعدها بقليل سافرت مرّة أخرى إلى روما ثم عادت إلى مصر حيث استسلمت لأحزانها .. ورفعت الراية البيضاء لتعلن أنّها في حالة نفسية صعبة .. وأنّها في حاجة إلى من يقف جانبها ويسندها حتّى تتماسك من جديد توفّيت مي في القاهرة في 17 /10/ 1941 م
|
|
ذات
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 29553 تاريخ التسجيل : 12/02/2010 الموقع : رشيد - مصر
| |