"أوتا بينغا" رجل إفريقي قام أحد الباحثين في مجال التطور باصطياده سنة 1904 في الكونغو. وبعد أن قُيد بالسلاسل ووضع في قفص كالحيوان نُقل إلى الولايات المتحدة، بعد أن تم تدميـر قريتـه وقتل زوجته وولديـه وبعدها قام علماء التطور بعرضه على الجمهور في معرض سانت لويس العالمي ميزوري إلى جانب أنواع أخرى من القردة، وقدموه بوصفه أقرب حلقة انتقالية للإنسان.
وبعد عامين نقلوه إلى حديقة حيوان برونْكس في نيويورك وعرضوه تحت مسمى السلف القديم للإنسان مع بضع القردة والشمبانزي وبعض الغوريلاّت، وق...ام الدكتور التطوري ويليام هورناداي، مدير الحديقة ، بإلقاء خطب طويلة عن مدى فخره بوجود هذا الشكل الانتقالي الفريد في حديقته وعامل أوتا بينغا المحبوس في القفص وكأنه حيوان عادي
وقدموه للناس بوصفه "أقرب حلقة إنتقالية للإنسان" لإثبات نظرية التطور
في نهايةعام 1906، أُطلق سراح بينغا ووضع في ميتم هاورد للجوء السياسي للأيتام، وهو ميتم تابع لكنسية تشرف عليه.رتب القس غوردون في1910 لنقل بينغا إلى لينشبيرغ، في فرجينيا، حيث عاش مع أسرة ماكاري، وبذلك استطاع أن يكون جزءا من المجتمع المحلي. وتعلم من الشاعرة آن سبينر، وحسّن لغته الإنجليزية، وبدأ بالذهاب إلى المدرسة الابتدائية في لينشبيرغ.وبمجرد أن شعر أن لغته الإنجليزية تحسنت بما فيه الكفاية أوقف بينغا تعليمه الرسمي وبدأ العمل في مصنع للسجائر في لينشبيرغ
حتى عام 1914، عندما اندلعت الحرب العالمية الاولى، اصبحت العودة الى الكونغو مستحيلة، واكتئب بينغا لأن آماله بالعودة إلى الوطن خابت فأطلق النار على نفسه بمسدس مسروق وإنتحر وكتب في رسالته الأخيرة: "أنا رجل .. أنا إنسان"